ضمن فعاليات المؤتمر السنوى التاسع لشعبة البحوث الطبية بالمركز القومى للبحوث ،والتى بدأت فعالياته أمس، الاثنين، ألقى الدكتور خالد المنباوى، أستاذ طب الأطفال وصحة الطفل استشارى أعصاب الأطفال محاضرة بعنوان "المزاج والغذاء"، وذلك ضمن الحلقة العلمية التى أقامها قسم صحة الطفل بالمركز: تضمنت المحاضرة كما يقول الدكتور المنباوى الحالة المزاجية للإنسان وعلاقتها بالغذاء الذى يتناوله، كما ناقشت الخلفية العلمية ودور الموصلات العصبية والتغيرات الكيميائية التى تحدث مع تناول بعض الأغذية والمشروبات، وكما تحدث عن كيفية التفرقة بين الشعور والإحساس والسلوك والمزاج ودور التغيرات الكيميائية والعصبية فى كل منها، وتأثير الغذاء على هذه التغيرات الكيميائية وعلى الموصلات العصبية، مما ينعكس على الحالة المزاجية لدى الإنسان.

وأشار إلى أن المزاج هو حالة خاصة من الشعور أو الانفعال العاطفى التى يمر به الطفل أو الإنسان، ويمكن أن يتم تحفيزه من خلال منبهات معينة، والمزاج يعبر عنه الناس بأن هناك مزاجاً جيداً أو مزاجاً سيئاً، ويختلف كلية عن حالة الخوف أو الدهشة، والمزاج هو حالة تبدأ وتنتهى فى خلال فترة زمنية قصيرة قد تصل إلى ساعات معدودة أو بضعة أيام قليلة. أما حالة الشعور العام، فهو يختلف عن الحالة المزاجية فحالة الشعور لدى إنسان ما، هى حالة نفسية معقدة فى الذهن نتيجة لتفاعلات وتداخلات داخلية (كيميائية)، وأخرى خارجية ناتجة عن عوامل مناخية وبيئية.

وتناول أغذية معينة يمكن أن يحسن من الحالة المزاجية للإنسان، وتم تدعيم هذه العلاقة من خلال ما أفرزته دراسات بحثية وعالمية فى هذا المجال، والتى أظهرت أن التغير فى نوعية الغذاء له تأثير واضح إحصائياً على الحالة المزاجية لعينات هذه الدراسات فى أكثر من 88% من الحالات. كما وجد من خلال هذه الدراسات أن 26% من عينات هذه الدراسات حدث لهم تحسن ملحوظ فى تقلبات مزاجهم، كما أن 24% من الحالات أبدوا تحسناً واضحاً من حالات الاكتئاب التى كانت تعترضهم، وكان هناك أيضاً تحسناً فى حالة 26% من حالات التوتر والفزع أو الهلع اللحظى.

كما أظهرت العديد من الدراسات أنه على رأس الأغذية التى لها تأثير ملحوظ بالإيجاب على الحالة المزاجية للإنسان، نجد السكر والكافيين والكحوليات والشيكولاتة. كما أن هناك أمثلة أخرى لأطعمة أخرى تقوم بنفس الدور لتحسين الحالة المزاجية للإنسان، منها الخضروات والفواكه بالإضافة إلى المأكولات البحرية الغنية بالزيوت والأحماض الدهنية المفيدة، كما يعتبر الماء من أهم ما نتناوله، ويكون له تأثير إيجابى على الحالة المزاجية للإنسان.

وفى نهاية المحاضرة قدم الدكتور المنباوى قائمة بأفضل الأغذية والمشروبات والتى لها تأثير إيجابى على الحالة المزاجية للإنسان، والتى تتلخص فى:
فى حالات الاضطرابات العصبية والرعب والفزع، يجب الاهتمام بتناول كميات مناسبة من الكالسيوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم فى حالة إذا ما كان الإنسان يعانى من حالة الهلع أو الفزع وبعض الاضطرابات العصبية، حيث يقل وجود هذه العناصر بالجسم فى حالات القلق والضغوط النفسية، وهذه العناصر توجد فى الموز، البروكلى، الأرز الغامق، الأسماك، الخميرة، الأفوكادو، الزبادى، ومنتجات الصويا، الخضروات الورقية الخضراء، والفواكه المجففة، بالإضافة إلى الأغذية الغنية بفيتامين "ج"، والريبوفلافينويد، وهذه العناصر توجد فى الكريز والتوت والعنب الأحمر والموالح.

كما يجب أن يتناول هؤلاء الأشخاص كميات مناسبة من الكربوهيدرات المختلفة، والحليب والفواكه المجففة لاحتوائها على الأحماض الأمينية، وعلى رأسها حمض التريبتوفان، وهو أساسى وحيويى لتكوين وتصنيع هرمون السيروتينين الذى يمتاز ويختص بكونه عامل قوى لتخفيف القلق والنرفزة ويعتبر كعامل مهدئ، وعلى هذا يمكن لعسل النحل أن يؤدى هذا الدور ويعتبر كمهدئ طبيعى للحالة العصبية للإنسان.

أيضاً الإقلال من تناول الدهون المشبعة يؤدى إلى تحسن حالة هؤلاء الأشخاص، كما أن منع تناول الأغذية التى تحتوى على كميات من الكافيين مثل القهوة والشيكولاتة والشاى الثقيل، والكولا والمشروبات الغازية والمعلبة بصفة عامة يمكن أن يحد من هذه الأعراض. أما حالات الإحباط والخمول فينصح بتناول أغذية غنية بالبروتينات والدهون الأساسية، بالإضافة إلى أغذية غنية بحامض الفوليك مثل السلمون والأسماك بصفة عامة، بالإضافة إلى تناول الطيور، وعلى رأسها الدجاج والديوك الرومى، والألبان المجففة الخالية من الدسم، بالإضافة للأجبان والبيض، والمكسرات.

أما حالات الأرق، فإن تناول الأغذية الغنية بفيتامين ب 6 والنياسين والتريبتوفان والتى تساعد على النوم والاسترخاء، وهذه العناصر توجد فى الموز والزبادى واللبن والتونة، هذا بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين أياً كان نوعه، ويمنع الإفراط فى تناول الشيكولاتة والطماطم والسبانخ والبطاطس والسكريات، وذلك لاحتواء هذه الأغذية على عناصر منشطة لخلايا المخ.