النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    الصورة الرمزية الأمارات
    الأمارات غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    437

    افتراضي الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    وسط حضور حاشد تجاوز الـ 35 الف شخص غصت بهم جنبات المسجد الكبير وساحاته وطرقاته تألق الداعية مشاري الخراز في إبهار العقول وأسر القلوب وجذب الأعين. الداعية الخراز عرف كيف يقود الأفئدة والأبصار الى «كيفية التعامل مع الله» عبر ثلاثة أصول: الأول أن التعامل مع الله خطير وان التعامل مع الله يختلف عن التعامل مع غيره وأننا لم نعبد الله تعالى حق عبادته.










    وقال الشيخ الخراز: يجب ان نعرف كيف نتعامل مع الله، وكيف يتعامل الله معك وماذا يصنع الله بك الآن وإلى ماذا يهيؤك؟ ووضع الداعية الخراز يده على محور مهم من محاور الوصول إلى الله: «لا تنظر إلى محبة الله على أنها شيء هين وسهل، اخشى بعد ذلك ان تزهد فيها»، «ان محبة الله لك تعني انه سيؤنسك، سيرضيك حتى ترضى». محاضرة الداعية الخراز كانت بمنزلة مرشد ودليل الى معرفة الله ومحبته..
    وسياحة في عالم التقرب إلى الله بدأها بقصة عجيبة بين وهيب بن الورد وسفيان الثوري.



    وفيما يلي نص محاضرة الداعية مشاري الخراز:

    اجتمع يوما وهيب بن الورد، وسفيان الثوري، ويوسف بن أسباط رحمهم الله تعالى، فقال الثوري:

    كنت أكره موت الفجأة.. ووددت اليوم أني مت!

    فقال له يوسف بن أسباط: لِم؟

    قال: لما أتخوف من الفتنة في الدين.

    فقال يوسف: لكني أحب الحياة وطول البقاء.

    فقال له سفيان: لم؟

    قال: لعلي أن أصادف يوما أتوب فيه وأعمل صالحا.

    فقيل لوهيب: أي شيء تقول أنت؟

    فقال: أنا لا أختار شيئا.. أحب ذلك إلي أحبه إلى الله عز وجل.

    فقبله الثوري بين عينيه وقال: «روحانية ورب الكعبة».

    (الكتاب: العاقبة في ذكر الموت المؤلف: ابن الخراط)

    وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    «لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان ولابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي»
    رواه البخاري ومسلم




    ـ اليوم اجتمعنا لأمر عظيم ليس لأمر هين..

    ـ هذه ليلة عظيمة واجتماع رائع..

    ـ كثير من نتعامل معهم طوال اليوم إلا أن أهم من نتعامل معه هو الله..

    نتعلم كيف التعامل مع الزوجة..

    ـ كثير من الناس يعلم أبناءه أدب التعامل مع الناس لكن يغفل عن تعليمهم أدب التعامل مع الله، لماذا؟

    هل لأجل أننا لا نراه

    طيب هو يرانا.. وأنا هدفي اليوم أن نعيش ليلة كأننا نرى الله..

    أليس الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه..

    ـ ما هو شعور العبد إذا كان يمشي ويذهب للعمل ويجلس مع أهله أو أصحابه وهو يعيش كل هذه الأحوال كأنه يرى الله.

    ـ ولكن قبل أن نعرف كيف نتعامل مع الله، أريد أن نعرف من هو الله؟

    ـ الخلق يعرفون الله على مراتب، وليسوا جميعا في معرفتهم بربهم على درجة واحدة، فالصحابة وآل البيت وأمهات المؤمنين يعرفون ربهم أكثر من معرفتنا نحن به، والأنبياء يعرفونه أكثر..

    ـ وأكثر الناس معرفة بربه وقربا منه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال ذلك..



    قال صلى الله عليه وسلم «أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية»

    فلو لم يكن ذلك العلم لما كانت تلك الخشية

    والناس في تفاوت من معرفة صفات الله تعالى

    فمنهم من يعرفه بالرحمة ومنهم من يعرفه بالانتقام ومنهم من يعرفه بالحب..

    وأكمل هؤلاء من عرفه بجميع أسمائه وصفاته..

    ومن كرم الله بخلقه أن عرفهم بنفسه..



    ـ لقد اختصر الله على الناس المسافات عندما عرفهم بنفسه وبصفاته الجميلة التي ليس كمثله شيء فيها.

    وعرفهم به بلا حاجة له فيهم، بل لو عذبهم جميعا في النار لعذبهم وهو لا يبالي بهم ولكنه أرحم من ذلك بكثير حيث انه يمهلهم لعلهم يرجعون إليه لعلهم أن يحبوه فيغدق عليهم من فضله ما لم يخطر لهم على بال.



    ـ أجمل حديث تتحدث به هو الحديث عن الله تعالى.

    وأكثر ما يسعد قلبك أن تسمع الحديث عن أحب شيء إليك، ودائما ترى من يحب محبوبا أنه يفرح إذا سمع ذكره في المجالس..



    ـ خذ مثلا الذي يشجع ناديا فإنه إذا جلس في مجلس ومدحوا هذا النادي فإنه ينشرح صدره ويفرح بذلك، والإنسان إذا كان مسافرا وسمع أحدا يمدح بلده فإنه يطرق سمعه ويريد أن يسمع المزيد..


    أليس كذلك؟

    طيب إذا كان الله تعالى هو أحب شيء إلى قلوبنا فلا شك أن الحديث عنه جميل وأن الحديث عنه يفرح القلب ويسعدها..

    هو ربي الذي أحبه وكل رجائي وأمنياتي أن أعرف أنه قد رضي عني..

    القلب إذا عرف الله لجأ إليه، أحبه، توكل عليه، هاب منه، اشتاق إليه، واستحى منه.. وهذه تورث القلب انشراحا وسعادة..

    مثلا:

    إذا عرفت أن الله هو النور وأنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور فستجد نفسك تسعى إليه حتى تعيش في وسط النور..

    (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء)

    ولن يجد أحد السعادة ولا النور إلا بنور الله (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)


    ـ ولعظمة الله تعالى فإنه هو الذي يعرفك بنفسه ولا يمكن أن تتعرف على صفاته لوحدك فنحن لا نثبت إلا ما أثبته الله لنفسه..

    ـ والعلم بالله والتعامل معه له لذة وراحة كما أن اللسان والبطن له لذة ولكن لذة هذه لا تقارن بهذه أبدا ومن فتحت له تلك السعادة فإنه لا يكاد يشبع منها، وكلما فُتح له باب وجد بابا آخر أكثر سعادة، ومن عرف الله وعرف الناس قدم معاملة الله على معاملة الناس، بل من عرف الله حق المعرفة فإنه لن يملك إلا أن يحبه ولابد أن تقر عينه به.



    ولماذا لا نشعر بهذه السعادة؟!!

    لأن القلوب مملوءة بغير الله، فلو كانت ممتلئة بحبه لما وجد الشيطان، فإذا أردت علما فاعلم أن خير ما تتعلم عنه هو الله، وإذا أردت عزا، فاعلم أن العز كل العز أن تعتز بالله.

    المشكلة أيها المسلمون أننا لا نعرف الله تعالى حق المعرفة، ولو كنا نعرفه حق المعرفة لما حدث ما حدث، الله تعالى أعظم مما تتخيل وأجمل مما تتصور وأجل مما قد يخطر ببالك، ولذلك (إنما يخشى الله من عباده العلماء).


    أخي ماذا تعرف عن إلهك.. الذي تعبده أنت منذ سنوات ماذا تعرف عنه؟
    هل تعرف عنه الكثير أم أنك لا تعرف إلا القليل، هل تريد أن تعرف المزيد عن الله؟
    سأعرفك اليوم بربك، ثم سأقول لله كلمة في نهاية هذه المحاضرة وسأقولها باسمكم جميعا،


    ربنا سبحانه عظيم، لا أعظم منه، ونحن لم نر ربنا فأنزل الله إلينا كتابا شرح فيه عظمته لكي نهابه ونعطيه قدره الذي يليق به سبحانه ففتحنا هذا الكتاب العظيم، فإذا هو يقول لنا في أول سورة الحمد لله رب العالمين، وفي آل عمران يقول لنا (قل اللهم مالك الملك)،


    وفي الأعراف يخبرنا بشيء حدث قبل الميلاد أظهر الله فيه شيئا من عظمته فتغيرت بعض قوانين الأرض.

    قال تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين)،

    عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فلما تجلى ربه للجبل قال هكذا قال يعني أنه أخرج طرف خنصره». صححه الألباني.


    وقال سفيان الثوري: ساخ الجبل في الأرض، حتى وقع في البحر فهو يذهب معه. ومن لم يكن موجودا عندما اندك الجبل ولم يقرأ القرآن فيستطيع أيضا أن يرى عظمة الله، عندما يرى تلك القوة الهائلة للإعصار أو للنار أو للبركان أو للزلزال فيقف مكتوف الأيدي.. ولا حتى الجيوش الهائلة ولا حتى الطاقة النووية ولا الأبراج العالية تستطيع أن تساعده.




    ماذا عسى الإنسان أن يفعل أمام 7.9 درجات على مقياس ريختر؟

    لا شيء..!


    إلا أن يستعين بإله الزلزال فيهدئه، إلا أن يستغيث برب الإعصار فيطرده ويبعده، بل إنه إذا قويت استعانتك به قلب لك ذات الشيء المدمر إلى شيء نافع منج، فنفس النار التي أرادوا أن يلقوا فيها إبراهيم، فرعون وموسى، نوح والطوفان،وهذه هي أشياء قوية نراها وإلا فهنالك أشياء قوية لكن لا نراها

    ـ جبريل

    ـ اسرافيل



    ينفخ نفخة فيصعق من في السموات ومن في الأرض هذه قوة نفخته فكيف بقوة جسمه؟ ماذا عن قوة من خلقه؟


    ـ عرش الرحمن

    ـ حملة العرش

    ـ خزنة النار


    وكلها تشير إلى عظمته وأنه أقوى منها جميعا مجتمعة، فكيف بقوة خالقها؟

    فإذا كانت قوة البشرية كلها مع جيوشها وآلاتها وطائراتها وبوارجها لا تساوي ملكا واحدا ولا نيزكا واحدا ولا ثقبا من الثقوب السوداء الموجودة في السماء التي هي الآن، وأنا أكلمكم هي الآن تلتهم مجرات بأكملها!

    الإنسان إذا كانت عنده قوة فمن قوة القوي أخذ هذه القوة وإن كان عنده علم فمن علم ذلك العليم أخذ العلم. وقد عاتب الله خلقه فقال: (وما قدروا الله حق قدره).

    عاتبنا عتاب الإله لعبيده الذين لم يباشرهم بالعقوبة، بل أمهلهم وهو يقول لهم (مالكم لا ترجون لله وقارا).

    (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا، وجعل القمر فيهن نورا)، إنما عصى الله من عصاه بسبب أنه لم يقدر الله حق قدره.. ولو أنهم قدروا الله حق قدره لما فكر بالمعصية فضلا عن أن يرتكبوها، (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة).




    رزق الله

    خزائن الله مملوءة بكل ما تحتاجه البشرية، ويكفيها إلى يوم القيامة ويزيد، وكل انسان في كل لحظة يحتاج إلى أشياء كثيرة من هواء، وربنا يعطيك إياها كل يوم بلا طلب.. ليس العجيب من عبد يتودد لسيده ويحبه ويحاول أن يرضيه فهذا هو الأصل.. العجيب من سيد يتودد لعبده ويعطيه لكي يرضى ويحبه، في كل لحظة تحث ملايين الأشياء في هذا الكوكب كلها ربنا يقدرها ويريدها ويعلمها، وفي كل لحظة يولد آلاف ويموت آلاف.



    رحمة الله

    ومن شدة قرب رجاء الله منك فليس عليك سوى أن تظن بالله أي شيء تحبه وهو سيكون لك عند حسن ظنك.

    س: يعني: أي شيء أحبه!

    نعم أي شيء تحبه..

    تظن أن الله سيرحمك.. يرحمك

    تظن أن الله سيعتقك من النار.. يعتقك من النار

    تظن أن الله سيدخلك الفردوس الأعلى.. يدخلك الفردوس الأعلى

    لا توجد أي مشكلة.. الأمر أبسط مما تتصور..

    وهذا ليس كلامي هذا كلامه هو سبحانه.. هو الذي قال ذلك عن نفسه..

    وإلا فأنا ما الذي يدريني عن كل هذا

    استمع إليه سبحانه وهو يقول ذلك في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه:

    «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»



    انتهى كلامه سبحانه

    وليس المسألة فقط احتمال يعني أنه ربما سيستجيب لي.. لا بل يقين تام قال صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».


    أصلا إذا فعلت ذلك أعطاك أكثر مما ترجوه وتريده منه.

    ولكن بشرط أن يكون رجاء.. وليس أماني..

    والفرق بين الرجاء والأماني أن الرجاء معه عمل

    أما الأماني فهي ظنون بلا عمل.

    فأنت في الحقيقة تفرح ربك.. وكل واحد منا يحب أن يفرح ربه.. وأنا أعلم أنك إذا دخلت في الصلاة لتقابل ربك وعرفت أن الله يفرح الآن فسوف تفرح أنت لفرحه..

    وهو يفرح بتوبة عبده فإذا أتيته في الصلاة تائبا ترجو رحمته فسوف يفرح أكثر من فرحك أنت بل فرحه لا يشابه فرحك بوجه من الوجوه.

    ألم أقل لك انه يعطيك أكثر مما تستحق بل وأكثر مما تتوقع.. فقط لأنك ترجوه.. ما أحلى رجاءه

    إذا كانت رحمة الله قد وسعت كل شيء فكيف لا تسعك أنت؟

    وسعت من هو شر منك.. قتل تسعا وتسعين نفسا.. ثم كمل المائة بعابد.. ومع هذا وسعته رحمة الله..

    وأنت ما قتلت أحدا.. ما قتلت أحدا..

    فكيف لا يرحمك !

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد العزب
    محمد العزب غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الإقامة
    المنصورة
    المشاركات
    9,983

    افتراضي رد: الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك وزقك الحور العين
    ممكن رابط تحميل المحاضره صوتيه او فيديوا بارك الله فيك


  3. #3
    الصورة الرمزية osama ahmad
    osama ahmad غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    53

    افتراضي رد: الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    جزاك الله خير والى الامام

  4. #4
    الصورة الرمزية الأمارات
    الأمارات غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    437

    افتراضي رد: الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العزب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك وزقك الحور العين
    ممكن رابط تحميل المحاضره صوتيه او فيديوا بارك الله فيك

    المحاضرة جديدة بحثت لها عن ملف صوتي لم أجد أو حتى فيديو

  5. #5
    الصورة الرمزية الأمارات
    الأمارات غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    437

    افتراضي رد: الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    الجزء الثاني

    • مشاري الخراز: على الإنسان أن يسعى إلى التقرب من الله بالنوافل



    في اجواء ايمانية وروحانية كبيرة للمرة الثانية خلال أسبوع احتشد اكثر من 35 الفا من المواطنين والمقيمين في المسجد الكبير مساء امس للاستماع الى محاضرة الداعية مشاري الخراز «كيف تتعامل مع الله» وكانت المفاجأة الكبيرة في اشهار فتاتين من جنسية عربية اسلامهما وهما تبكيان بعد مرورهما امام المسجد الكبير والاستماع لجزء من المحاضرة.
    وقال الداعية مشاري الخراز إن الإنسان عليه أن يعتبر أنه يعيش في مرحلة الإمهال وهي الدنيا فإذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في «مرحلة الانتقام» لذا عليه أن يستزيد من الأعمال الصالحة وألا يكتفي بالفرائض بل يسعى إلى ثقل ميزانه بالنوافل من العبادات والصدقات ومختلف أوجه الخير، لافتا الى ان الفرائض توصل العبد الى مرتبة «الرضا» من الله أما النوافل فتوصله إلى مرتبة اعلى وهي «الحب».
    وشدد الخراز على أهمية الخشوع في الصلاة مشيرا الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت» منبها الأذهان إلى أهمية اداء الصلاة بالمسجد، مؤكدا اهمية استشعار الذنوب عند الذهاب للمسجد «فاذهب على أنك تريد ان تعتذر عن ذنوبك وكلنا عندنا ذنوب فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».

    وفيما يلي بعض ما جاء في محاضرة الخراز.

    كيف تتعامل مع الله إذا غضب؟
    ربنا تعالى حليم كريم عليم وبالمؤمنين رؤوف رحيم.
    ولكنه سبحانه إذا غضب على شيء فإن غضبه يكون شديدا قال تعالى: (إن بطش ربك لشديد) وإذا غضب الله على شيء فلن يفلح ابدا ولو فعل ما فعل، إلا اذا ارتفع عنه هذا الغضب، لأن الله إذا غضب على العبد فكل شيء سيغضب عليه. لاحظ في الفاتحة لما ذكر الله الصراط المستقيم قال: (صراط الذين أنعمت عليهم) ولم يقل صراط الذين انعموا عليهم، لماذا؟ لأن المنعم واحد هو الله، أما في الغضب قال: (غير المغضوب عليهم) ولم يقل غير الذين غضبت عليهم، مع أنه غضب عليهم، لكن لأن الله إذا غضب على عبد فكل شيء سيغضب عليه قال: غير المغضوب عليهم بل حتى إذا حاول العبد ان يغضب الله لكي يرضي الناس فإن هؤلاء الناس الذين يحاول ان يرضيهم هم بذاتهم سيغضبون عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» وكلما زاد الإنسان من إصراره على المعصية كان غضب الله أقرب وأشد.
    بعض الناس له سنوات وهو يعيش في غضب الله والذي يبقيه على قيد الحياة هو حلمه سبحانه.. صبور على الناس سبحانه.. صبور.. فمن كان يعيش هذه المرحلة الآن فليستغلها حق الاستغلال ولينتهز الفرصة قبل ان تنتهي هذه المرحلة، لأن هذه المرحلة (مرحلة الإمهال) اذا انتهت فسيدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام. وإذا غضب الله على العبد فإنه لا ينتقم منه مباشرة بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم يحلم الله عليه ويتركه مع أنه غاضب عليه لعله يرجع لكن بشرط ان يكون بصدق. كيف تتعامل مع الله إذا هداك؟ أجمع العارفون على أن توفيق الله للعبد ألا يكله إلى نفسه.
    أجمل شيء نزل من السماء الهداية إلى الله، ولن تستطيع ان تصل إليها إلا إذا هداك الله تعالى. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.

    كيف تتعامل مع الله إذا هداك؟

    أول شيء تفعله ان تنسب هذا الفضل إلى الله وألا تصدق ولو للحظة ان لك يدا في هذه الهداية، من يهدي الله فهو المهتد، يقول ابوسليمان الداراني: ان الرياح تجري بالسحاب، وانما يجري العباد بتوفيق ربهم، اهتم بعد هدايتك بالكيف لا بالكم.
    كيف تتعامل مع الله إذا رضي؟ كيف اعرف ان الله راض عني؟
    اذا كنت على طاعة فهو راض عنك، ولماذا يغضب عليك ولكن لا تأمن، لأن الأمن من العذاب وضمان الجنة هذا بحد ذاته ذنب يحتاج الى توبة، قال تعالى: (انه لا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون).
    وهذا يسمى الاغترار بالله (يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)، إذن ماذا أفعل؟ ترجو رحمة الله وترجو رضاه يعني تعمل الصالحات وفي الوقت نفسه تظن بربك انه راض عنك صدقني سيرضى عنك.

    كيف تتعامل مع الله إذا احبك؟

    ما شعورك إذا كنت تعيش على وجه الأرض تذهب الى العمل، تأكل الطعام وتمشي في الأسواق والله تعالى من فوق سبع سماوات يحبك، هل بإمكانك ان تستشعر ان الذي يحتاج إليه كل الناس قد اختارك من بين كثير من عباده فأحبك، إنه سبحانه لا يحب جميع الخلق واما انت فأحبك.
    صدقني الأمر اعظم من أن تدركه العقول قال تعالى: (يحبهم ويحبونه) ليس العجب عندما قال تعالى: (يحبونه)، العجب انه قال سبحانه (يحبهم).

    كيف تتعامل مع الله إذا ابتلاك؟
    أحوال الناس مع المصائب: رجل يسخط
    روى ابن ماجة والترمذي (حسن) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط».

    وقال أبومسعود البلخي: من أصيب بمصيبة فمزق ثوبا أو ضرب صدرا فكأنما أخذ رمحا يريد ان يقاتل به ربه عز وجل.
    • 1 ـ ومن الناس من يعبد الله على حرف.
    • 2 ـ باللسان كالدعاء بالويل والثبور «ليقول الكلمة لا يلقي لها بالا».
    • 3 ـ بالجوارح وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب».
    كيف تتعامل مع الله إذا أعطاك؟
    يميز كما ميز كعب بن مالك عندما أتاه كتاب ملك غسان يقول فيه: «بلغنا ان صاحبك قد قلاك فالحق بنا نواسك» فقال: «وهذا ايضا من البلاء» ولم يقل: «انظر الى الفرج من الله!» لأنه يعرف الفرق بين العطية والبلية.
    قد يرزق الرجل المال ويظن انه نعمة وهو فتنة له، قد يرزق العبد منصبا وهو في نظر الناس انه كرم له، مع انه قد يكون في الحقيقة بلاء.
    ملاحظة: إجابة دعائك ليست دليلا على محبة الله لك.
    قال ابن القيم: «وليعلم ان إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه وشقوته ويكون قضاؤها له من هوانه عليه وسقوطه من عينه ويكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته له فيمنعه حماية وصيانة وحفظا لا بخلا وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته ويعامله بلطفه».
    كيف أعرف إذا كانت إجابة الدعاء كرامة أم هوانا؟
    الجواب: بحسب حالك بعد حصول النعمة. فإن تمام الخذلان الانشغال بالنعمة (أي ما طلبته من الله) عن المنعم (وهو الله تعالى).
    كيف تتعامل مع الله إذا دخلت بيته؟
    نحن في كل يوم نذهب الى أماكن مختلفة وندخل مباني متنوعة: المنزل، مبنى العمل، السوق، بيت الجد أو الجدة والديوان.. أماكن كثيرة، ولكن ما هو اكثر مكان تحبه، أكثر مكان نحبه هو المكان الذي يحبه الله أكثر، انه بيت الله، مسجد الله، ولدخول المسجد معان وأسرار، تأملك لها يجعلك تدخل المسجد بروح تختلف عن روح الذين يدخلون المسجد برتابة آلية ولا يستشعرون تجاهها اي شيء.
    وقد جعل الله له في الأرض بيتا ينسب اليه فيقال بيت الله هو المسجد الذي لا يملكه أحد، حتى الدولة لا تملكه موقوف لله لا يهدم ولا تباع ارضه ولا تؤجر (وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا).
    المسجد بيت الله لا تصلح له الدنيا ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو الناس على من كان يبيع ويشتري بالمسجد فكان الإنسان عندما يتوضأ كأنه يغسل عنه آثار الدنيا ليدخل في رحاب الآخرة ثم يتساوى أهل الدنيا فيه، لا غني ولا فقير، ولا أمير ولا خفير، الكل سيضع وجهه في الأرض أمام فاطر السموات والأرض، لا يوجد رأس مرتفع وآخر منخفض الجميع على الأرض، دنانيره وشركاته في الخارج، كبرياء المنصب وأنفته في الخارج، أما الآن فذل بين يدي عزيز.

    كيف تتعامل مع الله إذا كلمته؟

    استحضر انك تكلم شيئا يختلف عن كل الأشياء التي تتكلم معها، فكن في غاية الأدب وفي غاية الخضوع. مفتاح الإجابة الدعاء كما قال عمر رضي الله عنه: «اني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه».
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا ان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه». رواه الترمذي وحسنه الألباني، قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: «لقد اعتنى الله بي منذ صغري وعلمني وأنشأني، حتى انه كان يوقظني في أثناء الليل فأخلو بذكره والصلاة له.
    وكم قد قصدني عدو فصده عني وإذ رأيته قد نصرني وبصرني ودافع عني ووهب لي قوى رجائي في المستقبل بما قد رأيت في الماضي.
    ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر اكثر من مائتي ألف وأسلم على يدي اكثر من مائتي نفس وكم سالت عين معتبر بوعظي لم تكن تسيل، ولقد جلست يوما فرأيت حولي اكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا من قد رق قلبه او دمعت عينه فقلت لنفسي: كيف بك إن نجوا وهلكت؟ فصحت بلسان وجدي: إلهي وسيدي إن قضيت علي بالعذاب غدا فلا تعلمهم بعذابي صيانة لكرمك لا لأجل لئلا يقولوا عذب من دل عليه.

  6. #6
    الصورة الرمزية الأمارات
    الأمارات غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    437

    افتراضي رد: الشيخ مشاري الخراز: في محاضرة دينية بالمسجد الكبير حضرها حوالي 38 ألفا

    سلسلة كيف تتلذ بالصلاة
    http://sedrat-almontha.com/catplay.php?catsmktba=1148

    وسلسلة كيف تتلذ بالصلاة الجزء الثاني

    http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=128113

    سلسلة في غاية الروعة راح تتغير صلاتنا 180 درجة وأكثر خشوعا ولذة وراحة عجيييييييييييبة جدا

المواضيع المتشابهه

  1. ::: كيف تتعامل مع الله مشاري الخراز :::
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-08-2010, 01:52 PM
  2. سورة الحاقة الشيخ مشاري العفاسي
    By محمد معمو in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-08-2009, 02:02 AM
  3. سورة القلم الشيخ مشاري العفاسي
    By محمد معمو in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2009, 12:52 PM
  4. إصدار (سور الجمعه) الشيخ مشارى راشد
    By محمد العزب in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-11-2008, 01:46 PM
  5. الى مريدي الشيخ مشاري العفاسي
    By old_man in forum استراحة اعضاء المتداول العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-08-2008, 10:51 AM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17