مطبخ الإفتاء
مقال للكاتب
حسن مفتي (الخفاش الأسود)
مقال رائع وممتع
الضرب في المرأة حرام، وفي الشمطاء ليلى كبيرة من كبائر حقوق العجزة ومرضى آل زهايمر والمعوقين ! أحب القنص ولا أهوى الصيد، لا سيما إذا رفع القلم، وبطل التيمم، وانتقض الوضوء، المرأة عورة هكذا ورد الحديث، فكيف إذا كانت العورة امرأة وتدعى ليلى ؟!


سيقول قائل إنها من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً، فليس عليها جناح إذن في وضع ثيابها وأدبها وبقايا عقلها على قارعة وطن خاشقجي بزاويتها الأسبوعية الغارقة في تفكيك شفرة المجتمع السعودي، دائماً أقول لنفسي ومن ينكح القاعدة ؟!

مع أن نكاح القاعدة لا يجوز في الشرائع الدولية لأنها من الخوارج ! حسب الفتوى الشهيرة رقم 212 والصادرة من المجمع الدولي لحماية الفصائل النادرة من الانقراض، برئاسة فضيلة الشيخ كوفي عنان، قاعدة بن لادن بطبيعة الحال !

ما الذي أتى بالقاعدة هنا ؟!

أتى بها فصل : العولمة وتأثيراتها السوسيوتربوية وهو جزء من كتابٍ أهداه المصنف زياد الدريس لجدتنا القاعدة ليلى، بنت جدتي ليلى على حواشيه - السوسيو خربوطية - فســــ .... عفواً وأستغفر الله العظيم من كل ذنبٍ وحدثٍ أحدثته جدتي ليلى ! بنت الست ليلى على حواشيه فتوى طبية – بحكم التخصص - طريفة مفادها بأن المروق عن الإسلام ما فيه شيء يا جماعة ! ولك تأبر الست ليلى - واللي جابها البلد - وأطباقها الشامية اللذيذة من تبولة ومتبل وحمص وبابا غنوج وماما كبة ما فيها إشي !

لك فيكن تكفروا بالله العظيم يا جماعة ولو، شو بدنا من هيك حكي ؟!

ولتأصيل المقال على قواعده الفرعية الشاذة والمنكرة وفقاً للمذهب الليلي، حشدت ليلى ورفيق دربها الذئب ماما حليمة مظفر أدلة قوية مختزلة في اختيارات فقهية مبنية على حديث الباذنجان لما أكل له، باعتباره الأب الروحي للمتبل الذي تعده جدتي ليلى أثناء تسطيرها لمقالاتها الطريفة في المطبخ، والتي تعضد القول بإباحة الردة وحرية الاختيار وفقاً لزبدة عوارها الفكري القائل : إذا كانت الوصاية على المعتقدات لا تصلح في عصر العولمة، فإنه من الأجدر أن تُخفَّف الوصاية على العبادات والسلوكيات، مقابل زيادة جرعة الرقابة الذاتية، فليس من يخشى الله وحده كمن يخشى خلقه بدلا منه.

الزبدة أن الوصاية على العبادات والسلوكيات لا تصلح في عصر العولمة، قاعدة أصولية حديثة الطراز، ماركة ورق عنب حلواني ! maid in Damascus لأجل هذا وغيره، ينبغي على الدولة وغيرها، إيقاف مطاردتها لفلول القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً !

ليلى وحليمة في السودان !

أمممم هذا ليس عنواناً جانبياً لمسلسلة عتيقة الطراز، من سخائم الأديب المصري الذي لا أحبه أسامة أنور عكاشة، فليلى تفتي، وحليمة تسافر السودان لتفتي برضه ! في كل شيءٍ يخطر على بالٍ أو قد لا يخطر، سياسة ودين، ثقافة ورواية، أدب وقلة أدب، رقي وانحطاط، وصحيفة الوطن تحولت إلى دار إفتاء لا يغبطها على مكانتها إلا من سفه نفسه، فالكل يفتي ويُستفتى، وهناك مجمع كامل للبحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاح ! من ترشيح الحنفية ! يعني الجماعة بحاجة إلى سباك .

ومن للتسليك والتسهيل مثل القوم ؟!

كثيراً ما ترتبط - شرطيا - في ذهني بعض المعاني الغريبة لأدواتٍ أو مخلوقاتٍ أو أجزاء بشرية، ببعض الأسماء الحقيقية في واقع الحياة، فإذا قرأت اسم الدكتور حمزة المزيني مثلاً، يتبادر إلى مخيلتي معنى البراطم .


حمزة = برطم، برطم = حمزة ! في الخيال يعني مو في الحقيقة فلا تخلط عزيزي القارئ .

أما إذا قرأت للمجاهد السابق، جمال خاشقجي أو رأيت صورته في وسائل الإعلام، تذكرت صحن البليلة !

ليلى مثلاً مرتبطة في ذهني بدفتر الإقامة الأخضر القديم، الذي برع مزوري باكستان في طباعته .

حلمية مظفر، مرتبطة بحاجة غريبة شوية معليش وعذراً، طنجرة الضغط مولينكس ! مرة شفتها في برنامج على القناة الأولى ( الله يسامحني ) كانت ماما حليمة حاطة على عيونها عدسات ملونة ! تشوشت صورة ملوينكس لوهلةٍ، وحلت محلها مقلاة تيفال الفرنسية ! من جوه مطلية بالكروم ستال ستيل، ومن أسفل محترقة .

لا إله إلا الله .

حليمة تحب الإفتاء، وهي متخصصة في الخلوة، وكشف الوجه، وسفر المرأة بغير محرم، والشيعة، والأدب، وحكم تقبيل المرأة لرأس رافضي عجوز، وانتخابات السودان هذه الأيام إلخ ... something like that

يعني حاجة زي كذا .

القاعدة ليلى متخصصة في أمراض النساء والولادة، ومشاكل المراهقات وفتاوى الجهاد والثغور والإرهاب والكباب وأحكام الردة، والركاز والزكاة حاشا زكاة الفطر، واللقطة، ونكاح الصغيرات، والكبيرات أيضاً، والقاعدة مو ليلى كما سبق، بل قاعدة بن لادن، كما تخصصت مؤخراً في حسن مفتي، وهو كاتب إنترنتي لسانه زفر والعياذ بالله .

حمزة المزيني، متخصص في المناهج الدراسية، وحكم رؤية الهلال بالعين مو النصر ولا الأهلي، بل الهلال، والبراطم بين قوسين لسانيات ! وثقافة الموت واختطاف البسمة !

جمال خاشقجي يصدق ذلك أو يكذبه ! عفواً قصدي، جمال متخصص في التميس وقيادة المرأة للسيارة كي تحضر فول وتميس وصحن بليلة من بيت محمد سعيد الطيب .

إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء، إنما يقبضه بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسألوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا !

الناس ما اتخذتهم ولا صدرتهم، بل صدروا أنفسهم وقدموا بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مع أن الخليفة عمر رضي الله عنه كان يجمع العشرات من أهل البدر للإدلاء بآرائهم في قضيةٍ من القضايا الشرعية المستشكلة على الناس، ونحن في عصر العولمة بطبيعة الحال تستشكل القضية الشرعية على البعض فيتصدر لها عشرات الحلل والمقالي والملاهي للتقول على الله بغير علمٍ وإضلال الناس وإخراجهم عن جادة الصراط السوي، إلى سبل الغواية والكفر بالله !

لن تتوقف هذه المهازل ما لم يتدخل النظام لإعادة الأمور إلى نصابها، وفرض احترام التخصص على هؤلاء المغفلين الجهال، وتجريم ربات المطابخ حال الإفتاء في غير الطناجر والملاعق والحلل والمقالي، ومراقبة الوافدين اللي شغالين عند غير كفلائهم، وإلى ذلك الحين أقول جلس أبو ضمضم ينسب قبائل العرب يوماً، فقال له بعضهم : يا أبا ضمضم : آدم عليه السلام، من أبوه !؟ فحمله استقباح الجهل عنده بشيءٍ من الأنساب على أن قال : آدم بن المضاء ابن الخليج، وأمه من ضباعة بن قرزام، فتضاحك القوم لفرط جرأته على الحمق وثاب إليه عقله .

فقال : لقد نسيت، إنما نسبت أخاً لآدم من أمه !

وأد الله أصحاب الفتاوى الضمضمية .