تحية طيبة للجميع ، وعمتم مساءً .

منذ ما يزيد عن 30 عاماً التي قضيتها في متابعة أسواق المال المختلفة الناشيء منها والناضج .. الموجود في دول تدعي الديمقراطية وأخرى تحكم بالعصا ، ومن خلال تتبع بعض الشخصيات العالمية التي برزت فجأة على الساحة وتم تقديمها على أنها شخصيات اقتصادية فذة وأخرى عبقرية نجحت في تحقيق المليارات من الدولارت ومع كثير من متابعة حركات أموال بعض الجهات التي تتداول في العملات والسلع والمعادن النفيسة والسندات السيادية وغير السيادية ، وعقود النفط الآجلة .

توصلت منذ مدة ، إلى قناعة تامة بأن هذه الأسواق ما هي إلا سوق منظمة وعلى مقادر عالي جداً من الدقة تم تقديمها للشعوب والصناديق السيادية للدول وصناديق الاستثمار للشركات العالمية من أجل تنظيم سرقة الأموال وغسيل أموال قذرة أخرى تأتي من موارد مثل المخدرات وتجارة الجنس بكافة أنواعه المحرمة وغير المحرمة دولياً ، وصفقات السلاح المشبهوه وتهريب العملة الصعبة وكذلك تهريب الألماس والذهب والآثار الحضارية القديمة .

من يعتقد أن سوق العملات بالتحديد هو سوق تحكمه الأخبار الأساسية ، أو التحليل الفني فهو واهم جداً ، كل ما في الأمر أنها لعبة كبيرة يراد لك أن تستمر في اللعب فيها فإن لم تخسر أموالك بقي رأس مالك كما هو وإن لم يبقى كما هو ربحت قليلاً ، وإن لم تربح قليلاً فإنك ربما تربح كثيراً لكنك سرعانما تعود مرة أخرى لتخسر جزء كبيراً مما كسبت .. وهكذا فإن المحصلة العامة تكون ضدك خصوصاً وأنه سوف يستنفذ منك الجهد والوقت الكبيرين وتكون واحداً من مروجي هذه التجارة لدى أصدقائك والناس المحيطة بك .

هناك فئة قليلة جداً هي التي تستطيع تحقيق مكاسب كبيرة في سوق العملات ، ويمكن أن تتغير حياتها رأساً على عقب وتصبح من أصحاب المليارات الكثيرة جداً والذين لا يظهرون عبر وسائل الإعلام ويرضيهم أن تقوم مجلة فوربس الأمريكية بطباعة ملايين النسخ التي تروج فيها إلى أن كارلوس سليم هو أغنى أغنياء العالم على الرغم من أن أصغرهم يستطيع أن يحطم ثروة هذا الرجل ( الوهمية ) من خلال الحصول على 1000 دولار من والده ومضاعفتها 28 مرة فقط في سوق العملات .

هذه الفئة لا يمكن الحصول على أسرارها بسهوله ، ولا يمكن معرفة ماذا تفكر فيه فهي كالأخطبوط تعمل في كل مكان ، بل إن بعضهم لا يعرف أساساً كيف أتته هذه الأرباح لأنه أودعها بنسبة فائدة لدى شخص أعلى منه قدرة فلا يحق له أن يسأل كيف أتت الأرباح وكل ما عليه هو أن يقبض رأس ماله مدفوعاً إليه الأرباح .

إنها باختصار المافيا التي نشأت مع " صناعة النفط " !

وأصبحت فيما بعد أكبر مافيا تحميها المنظمات والحكومات ، وصاحبة أكبر سيولة نقدية في العالم قادرة على فعل ما تريد .

فمن ما يزال يؤمن بأن سوق العملات الذي تتداولون به هنا هو سوق يخضع لرقابة أو تحليل أساسي أو فني .

لاحقاً ، سأحاول فضح هذه المافيا وتحركاتها في سوق العملات تحديداً دون التطرق إلى الأسواق الأخرى وبصورة محدودة حتى لا نتعرض جميعاً إلى مخاطر الملاحقة المختلفة !

كونوا بخير ، وأقرأوا المقال أكثر من مرة .