كلمة صراحة
....
زمن الرويبضات !!


كتب
نبيل العوضي




يبحث عن أي قضية دينية ومسألة شرعية ليجعل
منها مادة ساخرة فيكتب عنها بقلمه، لا يبالي
أكان الاسلوب رخيصا ام تافها، ولا يعنيه ان
كانت القضية تمس الاحكام الشرعية ام الاخبار
العقائدية، المهم عنده ان يكتب عن الدين ساخرا
او ينتشر المقال ويكون له جمهورا من القراء
ويرضى عنه «التافهون» امثاله، لكنه في النهاية
يبقى «رويبضة».

في قلبه حقد على مظاهر الالتزام في المجتمع
وكراهية لكل فضيلة يدعو لها الدين وحب لكل
رذيلة تنهي عنها الشريعة، فلا يطيق ان يرى
محجبة متسترة في الشارع ولا يتحمل أن يرى
شابا يتأسى بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم،
يضيق صدره كمدا اذا رأى الجماهير تقبل على
محاضرات دينية، وتكاد «الجلطة» تصيبه اذا
سمع بالحملات القيمية واقبال الجماهير عليها،
فلهذا يسلط قلمه على هذه المظاهر ويكتب ساخرا
عليها لكنه في النهاية يبقى «رويبضة».

يدعون الحرية وقبول الرأي الآخر ومع هذا
يحرضون الحكومة ضد المتدينين، يطالبون
الحكومة بفتح الباب على مصراعية للتعبير عن
الاراء ومع هذا يطالبون بالحجر على مشايخ
الدين ومنعم من المنابر والتضييق على افكارهم،
يظنون ان سبب انتشار دعوتهم - أي المتدينين -
ومنهجهم بين الناس ان الحكومة سمحت بهذا!!
ويغضون الطرف ان نور الله يطفئه احد والله هو
المتكفل باتمامه، ولهذا فهم يصبون جام غضبهم
على الحكومة عندما يرون انتشار الحجاب وكثرة
حلقات القرآن وامتلاء المساجد بالصغار قبل
الكبار، ويكتب احدهم غاضبا ثائرا كيف تسكت
الحكومة عنهم وتتركهم يفسدون في المجتمع؟!!
لكنه في النهاية يبقى «رويبضة».

مظاهر الفساد في المجتمع كثيرة، الحكومة تتحمل
الجزء الاكبر والمجلس يشاركها في المسؤولية
والشعب وثقافته وتربيته سبب مهم لما تعانيه
البلاد من تردي في الاوضاع، لكن البعض من
الاعلاميين والاكاديميين والمحللين صاحب قلب
مريض ونفس غير سوية فهو لا يرى سببا لكل ما
يحصل في المجتمع من فساد الا الدعاة الى الله
او اصحاب الدين والذين يدعون الى الاخلاق
والالتزام بشرعية الله، اما الليبراليون الذين
لازالوا ينتشرون في اجهزة الاعلام، واللا دينون
الذين يتغلغلون في مراكز الاستشارات الحساسة
في البلاد واصحاب الشهوات الذين وصلوا الى
مجالس الامة او مناصب عالية فهؤلاء بريؤون
براءة الذئب من دم يوسف، وهؤلاء مساكين لا
يريدون الا مصلحة البلاد والعباد، ولهذا يكتب
التافهون دفاعا عنهم وحربا على كل شريف يقدم
شرع الله امامه، فيكتب صاحب القلب المريض
حربا وسخرية واستهزاء عليهم لكنه يبقى في
النهاية «رويبضة».

حتى المساجد لا تسلم من ألسنتهم ولا اقلامهم،
فمئات الملايين تنفق من اجل الملاعب،
والمليارات تضيع في مشاريع لا تنفع، واموال
باهظة توجه لما لا ينفع الشعب بل ربما يضره ولا
يهمهم كل هذا، لكن المساجد اذا انفق عليها بضع
مئات من الآلاف صاحوا وزمجروا وازبدوا
وارعدوا يقولون لماذا الاسراف؟! صحيح ان
الزخرفة والمبالغة في المساجد غير مطلوبة لكن
مساجدنا في الغالب ليست مبالغ فيها بل ما بني
من مساجد عندنا خلال عقود ماضية لا تتجاوز
قيمته ما انفق على ملعب رياضي! فلماذا هذا
الحقد والكراهية لبيوت الله والكل يعلم انها بفضل
الله عامرة وممتلئة بالمصلين وتخدم المجتمع
كله، فهل يكره بناء المساجد واعمارها الا
«المنافقون»، وكيف يجرؤ كاتب على اعتبار
المساجد ما هي الا مظاهر، ويكتب معترضا على
كثرتها وانتشارها، لكنه في النهاية يبقى
«رويبضة».

اكثر مقالاتهم تشجيع على الرذيلة وحرب وهجوم
على الفضيلة، يأمرون بالمنكر وينهون عن
المعروف، يشجعون على الاغاني الماجنة
ويمدحون الفاجرات، يحثون على الاباحية
ويشجعونها، اذا صدر قانون يحارب فسادا اخلاقيا
حاربوه، واذا وجدت حملة قيمية تدعو للعفة
والفضيلة والخلق الحسن حاربوها وحذروا الناس
منها، يزينون للناس الذنوب والمعاصي،
ويجعلون من الشذوذ والمثلية حرية وانفتاحا،
وبعد هذا كله ينسبون انتشار هذه الرذائل
للمتدينين!! ويكتب احدهم ويقول ان الخمور
والمخدرات والانحرافات الاخلاقية ما انتشرت الا
مع انتشار الصحوة الدينية وامتلاء المساجد
وكثرة حلقات القرآن!! هو يعلم ان ما يقوله لا
يمكن ان ينطلي الا على السذج المساكين امثاله،
لكنه يكتب ويعيد ويكرر مثل هذا لعل ما تكرر
يتقرر!! فيكذب ويكذب ويكذب حتى يصدقه
البلهاء، فهل صار الامرون بالمعروف والناهون
عن المنكر هم السبب لانتشار الرذائل وكثرة
الذنوب والمعاصي، فليكتب من شاء ما شاء
فبالنهاية يبقى «رويبضة».

يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «يأتي على
الناس سنون خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب
فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها
الأمين وينطلق فيها الرويبضة، قيل: وما
الرويبضة، قال: «الرجل التافه يتكلم في امر
العامة» وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
فما اكثر الرويبضات اليوم!!

***
أشكر العم الفاضل الاستاذ «حمود الرومي»
رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي على رسالته
العطرة التي اثنى فيها على حملتنا القيمية «ريح
قلبك بطاعة ربك» ضمن مهرجان «ليالي
فبراير»، والتي كان لها الاثر الطيب في تشجيع
القائمين على هذه الحملة، فجزاه الله خيرا وجعلنا
الله واياهم مفاتيح للخير مغاليق للشر، والله ولي
التوفيق.

الكاتب ...
الشيخ : نبيل العوضي