لندن (رويترز)
اجتمع زعماء الاتحاد الاوروبي الذين يختلفون بشأن تنازلات تجارية تتعلق بتجارة الحاصلات الزراعية التي سعت فرنسا لعرقلتها في قصر تاريخي قرب لندن يوم الخميس في اجتماع قمة بشأن مواجهة العولمة. وقال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو ان الاتحاد الاوروبي سيقدم عرضا زراعيا جديدا في محادثات منظمة التجارة العالمية يستهدف التوصل الى اتفاق لتحرير التجارة العالمية بحلول نهاية هذا العام. ويريد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من اجتماع القمة الذي يستمر يوما واحدا ويعقد في قصر هامبتون كورت تحقيق اجماع بشأن الاصلاحات التي يتعين على الاتحاد الاوروبي المؤلف من 25 دولة تنفيذها لمواجهة تحديات العولمة بما في ذلك تحقيق حرية أكبر للتجارة. ويسعى بلير إلى اتفاق بشأن تحديث أولويات الانفاق لدى الاتحاد الاوروبي بعيدا عن دعم الحاصلات الزراعية ونحو الاستثمار في الابحاث والتعليم العالي والابتكار الذي يأمل أن يمهد الطريق لاتفاق بشأن ميزانية الاتحاد الاوروبي في المدى البعيد بحلول نهاية العام. واتهمت فرنسا وهي أكبر منتج زراعي في الاتحاد الاوروبي مفوض التجارة الاوروبية بيتر ماندلسون بتجاوز تفويضه وحذرته من تقديم أي عرض لخفض الرسوم التي تحمي المزارعين الاوروبيين من المنافسة الدولية الارخص سعرا. غير أن مؤيدي التجارة الحرة تعهدوا بمكافحة سياسة الحماية. وقال رئيس الوزراء الدنمركي اندرس فو راسموسن للصحفيين "يجب على أوروبا أن تتمسك باقتصاد مفتوح وبالمنافسة ويجب ان نرفض الحماية. حماية الصناعات غير المنافسة لن يحمي وظيفة واحدة في المدى البعيد ." ويريد بلير من زعماء الاتحاد الاوروبي ان يوافقوا على كيفية تبني النظم الاجتماعية وتحديد الاولويات لاعداد الاتحاد لمواجهة ظهور قوى اقتصادية جديدة مثل الصين والهند. وستركز المحادثات على "رؤية استراتيجية" للاتحاد أكثر منه على تفاصيل ميزانية الفترة من عام 2007 إلى عام 2013 حيث تحرص لندن على تجنب تكرار الخلافات المريرة التي وقعت في يونيو حزيران. وقال راسموسن "قمة يونيو كانت كارثة سياسية وبعد ذلك يتعين علينا خلق مناخ أفضل." وقال بلير للبرلمان الارووبي في ستراسبورج يوم الاربعاء إنه يريد البدء "في توحيد اوروبا مرة اخرى في المسار الصحيح والمضي قدما." ودعا إلى "طريقة أكثر عقلانية" لانفاق أموال الاتحاد الاوروبي. وتصر بريطانيا على أنه يتعين على أوروبا ان تغير سوق العمل وسياسات الرعاية لخلق وظائف للعاطلين البالغ عددهم 19 مليون في الاتحاد. وطالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمزيد من الحماية للعمال الفرنسيين ورفض بحث اعادة تخصيص المبالغ المخصصة لدعم المزارعين لاغراض أخرى وتوجيهها نحو الابتكار قبل عام 2013 .

مع تحيات فريق اخبار المتداول العربي