السوق اليوم:رسالة التهديد تتحول إلى تصريحات داعمة للدولار في إطار قمة الأربعة في روسيا

الملخص:
على الرغم من التصريحات الداعمة للدولار الأمريكي و التي من الممكن أن تخرج من مدينة "يكاتيرنببرج" الروسية، نتسائل إلى أي مدى من المصداقية يمكن لهذه التصريحات أن تصل..

العناوين الرئيسية:
عملات الاحتياط:
قال الرئيس الروسي "ميدفديف" ما يلي:

"لابد من إحداث التضامن فيما بيننا في إطار النظام النقدي الدولي، ليس فقط من خلال المشاركة فيما بيننا في استخدام الدولار كعملة احتياط، و لكن أيضاً في السعي نحو إصدار عملة احتياط دولية جديدة"

كما أكد رئيس اللجنة الاقتصادية بالكرملين الروسي "أركادي دوركوفيتش" أن الرئيس "ديمتري ميدفديف" سوف يثير قضية عملة الاحتياط الدولية الجديدة من أجل مناقشتها على نطاق أوسع في إطار القمة المنعقدة بين روسيا و البرازيل و الصين. و أضاف رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الروسي أن الروبية و اليوان الصيني و عملات السلع ( بما فيها احتياطي الذهب ) سوف يتم إدراجها في سلة عملات على أساس حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي . و أشار أيضاً إلى أن الاقتصاد العالمي في غنى عن اضطرابات جديدة متمثلة في البحث عملة احتياطي جديدة .

أما عن وزير المالية الياباني كاورو يوسانو فقد صرح قائلاً : لدي ثقة كبيرة و لن تتغير في ( الدولار الأمريكي ) باعتبارها عملة احتياطي عالمية. فسياسة الولايات المتحدة الأمريكية هي الحفاظ على الدولار الأمريكي. فبدراسة الموضوع من جميع الجوانب نجد أن الدولار سوف يظل العملة الرئيسية.

السياسة الاقتصادية:
صرح دومينيك ستراووس كان رئيس صندوق النقد الدولي قائلاً : يجب علينا أولاً الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية حيث أن ذلك أولى من تنفيذنا لاستراتيجية خروج دون أن يسعنا الخروج من الأزمة نفسها .

كما أعربت إليزابيث دوك أحد أعضاء المجلس الحاكم بالاحتياطي الفيدرالي ، أن البنك الفيدرالي يتخذ بالفعل مجموعة من الإجراءات و التي من شأنها أن تمنع سوق الائتمان من التجمد كما حدث في العام الماضي ، حيث ساهم البنك في حماية الاقتصاد الأمريكي و من ثم فإن توقف هذه الإجراءات من شأنه أن يعرض انتعاش الاقتصاد الأمريكي إلى خطر محدق.. أما عن ريتشارد فيشر رئيس البنك الفيدرالي فقد علق بأن التضخم لا يشكل خطراً في الوقت الحالي على الاقتصاد الأمريكي و يشدد على أنه من السابق كثيراً لأوانه وقف سياسة التحفيز حيث أن ذلك الأمر من شأنه يقتل الانتعاش الاقتصادي. و أشار في حديث منفصل إلى أن الصين تدرك أن استقرار الدولار الأمريكي و الاقتصاد الأمريكي يصبّان في بوتقة مصالحها الخاصة .

اليابان :
لا يزال بنك اليابان مبقياً على معدل الفائدة عند 0.1% جاء ذلك بناءاً على التصويت بالإجماع على هذا القرار . الأمر الذي يرفع من التقديرات الاقتصادية للشهر الثاني على التوالي في ضوء ارتفاع معدل الصاردات و ارتفاع توقعات مخرجات المؤشرات ..


أستراليا :
جاءت نتائج اجتماع بنك الاحتياطي الاسترالي لتعلن أن : أعضاء مجلس إدارة البنك لا يرون أن هناك ضرورة ملحة لاتخاذ أى إجراء طارئة ، و على الرغم من أن توقعات التضخم الأخيرة تحتاج إلى توفير نطاق لتنفيذ المزيد من سياسة التخفيف النقدية ". و من ثم فإن الأمر برمته يشير إلى أن البنك لا يزال متبنياً لسياسة التخفيف النقدي إلا أنه يفضل تحيّن اللحظة المناسبة لإدخال ذلك الأمر في حيز التنفيذ ..

الصين:

أشار نائب وزير التجارة فو زينجينج إلى أنه يجب على الصين أن تعزز من دعمها لصادراتها من خلال زيادة الضرائب على المبالغ المستردة بالنسبة الصادرات و تحسين ضمان ائتمانات التصدير. و أضاف أنه : " في حالة أن استمرت الصادرات في تسجيل تراجعاً مستمراً فإنه سيكون من الصعب على الحكومة تنفيذ حزمة تحفيزية جديدة لتحقيق النتائج المرجوة منها..

كوريا الجنوبية:

سجلت مبيعات المتاجر ارتفاعاً بلغت نسبته 5.4% على أساس سنوي لشهر مايو ، لتسجل بذلك أعلى ارتفاعاً لها منذ شهر يناير الماضي و لتشكل بذلك الارتفاع الثالث على التوالي.

التعليقات:

تناولنا صباح أمس في هذا التقرير وجهة النظر الإيجابية التي تبناها وزير المالية الروسي كودرين تجاه حالة الدولار الأمريكي (و التي عبر عنها بأن الدولار بحالة جيدة). و مع الأخذ في الاعتبار أنه أصر على انتقاد الدولار الأمريكي ووضعه على مدار السنوات الماضية و أن تصريحاته الأخيرة جاءت في أعقاب لقاء بين وزير الخزانة الأمريكية جيثنر ونظيره الياباني يوسانو يوم الجمعة الماضية و هو ما يحمل بين طياته بعض الدلالات المهمة..

جدير بالذكر أن روسيا لم تكن هي الدولة الوحيدة التي انتقدت الاعتماد على الدولار كعملة احتياط أساسية من بين الدول التي تحتفظ باحتياطي النقد الأجنبي في صورة دولار أمريكي أو أصول أمريكية مختلفة على مدار الأسابيع القليلة الماضية حيث ظهرت تصريحات كثيرة على لسان وزير المالية الياباني يوسانو و التي دعمت موقف الدولار الأمريكي و تسببت في ارتفاعه الأسبوع الماضي. كما يبدو أن الصين بدأت في إظهار بعض التراجع عن الانتقادات الحادة التي وجهتها للدولار الأمريكي و هجومها الحاد على استخدامه كعملة احتياط بلا منازع و ذلك في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها جيثنر إلى بكين. أدى جميع ما سبق من مواقف اتخذتها دول عديدة تجاه الدولار الأمريكي إلى إثارة تساؤل حثيث حول ما إذا كانت كل من الصين و روسيا قد اقتنعتا بعدم وجود مكاسب كبيرة لهما تنتج عن التمسك بموقف متشدد ضد الدولار و هل أحست الدولتان بأن الحديث عن هذا الموضوع لن يجدي نفعاً؟ على الرغم من كل ذلك، تعتبر مسألة البحث عن دليل يؤيد وجهة النظرلار هذه من خلال قمة مجموعة الأربعة (روسيا، البرازيل، الصين، الهند) من المسائل الشائكة التي يصعب تحقيقها. على الرغم من ذلك سوف نحاول تتبع هذه القضية و ما إذا كان التراجع البين في وجهات نظر و مواقف الدول المختلفة في وضع الدولار كعملة الاحتياط الأولى في العالم قد نتج عن عدم اكتشاف هذه الدول على رأسها روسيا و الصين لعدم وجود أي عائد أو نفع من مساندتهم لمسألة عملة احتياط جديدة..

و وفقاً لما أشرنا إليه في وقت سابق و لمرات عديدة تعتبر قضية عملات الاحتياط من القضايا الرئيسية التي احتلت قدراً كبيراً من الاهتمام خلال الأشهر الماضية علاوة على احتلالها مساحة كبيرة من جدول أعمال الكثير من مسئولي النقد على مستوى العالم و هو ما يجعل الاهتمام المشار إليه يبدو و كأنه اهتمام اقتصادي بحت. على الرغم من ذلك، تناول الكريملن الروسي هذا الموضوع من منظور مختلف يوضح لنا أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق و أن هذا الاهتمام يبعد كل البعد عن الشأن الاقتصادي و النقدي. يؤيد ذلك ما قاله "سيرجي بريخودوكو"، المستشار بالكريملن الروسي قبيل قمة الأربعة و الذي جاء كما يلي:
"سوف تشغل قضية عملة الاحتياط قدراً محدوداً في جدول أعمال المناقشات حيث يوجد لدينا الكثير من القضايا العملية التي يجب إعطاءها القدر الأكبر من الاهتمام في إطار القمة حيث من المقرر أن نركز على إصلاح المؤسسات المالية الدولية و هو ما يمكن أن يحتل بؤرة الاهتمام بالقمة"

على الرغم من ذلك، كان هناك قدراً كبيراً من التناقض حيث صرح رئيس اللجنة الاقتصادية بالكرملين بأن الرئيس الروسي "ديمتري ميدفديف أناتوليفيتش" سوف يثير قضية عملات الاحتياط في إطار القمة، بينما ظهر الرئيس "ميدفديف" في الصحف ووسائل الإعلام ليؤكد أن مسألة عملة الاحتياط لا تمثل أحد الأمور الحاسمة التي من المقرر أن يستعرضها زعماء القمة..

وربما يكون التصور الأقرب إلى الصحة لموقف روسيا الحقيقي من مسألة عملات الاحتياط هو ما نجح في توضيحه أكثر من غيره وزير المالية كودرين الذي عبر خلال دقائق معدودة مرت على تصريحات الرئيس الروسي عن وجهة النظر الروسية في هذه المسألة الشائكة من خلال ما صرح به و الذي جاء كما يلي:
"لا نريد على الإطلاق إحداث أي قدر من الاضطراب في النظام المالي العالمي و لا نستهدف الإضرار بالدولار الأمريكي و لا بالأصول الأمريكية و لا بالولايات المتحدة، بل نريد مناقشة جميع أوجه المشكلة و الأزمة الاقتصادية هذه هي طريقتنا و هذه هي منهجيتنا التي نتعامل بها مع الأمور"..

وأضاف أيضاً، أن روسيا تؤمن بأن الاقتصاد العالمي ليس بحاجة إلى عملة احتياط جديدة، إلا أنه أكد في نفس الوقت على ضرورة توجيه قدر من الاهتمام بهذه المسألة لأنه على الرغم من أن الوضع الحالي للاقتصاد العالمي لا يستدعي ذلك، إلا أن هناك من المستجدات ما قد يطرأ في المستقبل و يستدعي إطلاق مثل هذه العملة الدولية التي تصلح للاحتفاظ باحتياطي النقد الأجنبي في صورتها. و الخلاصة أن الدعوة إلى ضم اليوان الصيني و الروبية الروسية إلى سلة عملات حوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي لا تستهدف بالضرورة العمل ضد مصلحة الدولار الأمريكي..

وبينما يبدو من الممكن (بمجرد توافر المزيد من الوضوح) أن زعماء الدول الأربعة من الممكن أن يقوموا بصياغة رسالة دعم و تأييد للدولار بدلاً مما كان متوقعاً في وقت سابق من أن الرسالة رسالة تهديد للعملة الأمريكية و هو ما يرجح أن هذه الدول تواجه بعض العقبات المالية التي تمنعها من الإصرار على مناقشة أمر عملات الاحتياط. جدير بالذكر أن هذه المشكلات و العقبات من الممكن أن تتمثل في حجم الاحتياطي النقدي بالدولار المملوك لهذه الدول و الذي يتضاعف بمرور الوقت حيث لا يُعَد منطقيا ًعلى الإطلاق أن تمتلك هذه الدول تريلليونات الدولارات في احتياطيها النقدي و تطالب في نفس الوقت بما من شأنه الإضرار بالدولار و هو ما يؤيده تقرير صندوق النقد الدولي و التي أشارت في وقت سابق إلى أن الدول النامية و دول الاقتصادات الناشئة تحتفظ بـ 60% من احتياطي النقد الأجنبي الخاص بها في صورة دولار أمريكي علاوة على ذلك، أكد تقرير صندوق النقد الدولي حول احتياطي النقد الأجنبي أن هذه الاحتياطيات المحتفَظ بها بالدولار الأمركي مستمرة في النمو بسرعة فائقة. بصفة عامة، بلغ متوسط نمو احتياطي لنقد الأجنبي بالدولار الأمريكي في روسيا، تايوان، كوريا الجنوبية و البرازيل (وو هي الدول التي أفصحت عن حجم هذا الاحتياطي للصندوق حتى آخر مايو الماضي) ما يزيد على 55 مليار دولار تضاف إلى الإجمالي كل شهر. على ذلك، و على الرغم من بقاء العوامل التي دفعت هذه الدول لإطلاق حملة عملة الاحتياط الدولية الجديدة في الملعب كما هي، نرى أن هذه الدول قد تخفف من حدة الضغوط التي تمثلها هذه العوامل في الوقت الحالي و تفضل ألا تصر على تلك الدعوة في الوقت الحالي لأنها ببساطة تحتاج إلى كسب المزيد من الوقت للعمل على تحقيق هذا الهدف و أن وضعها الحالي فيما يتعلق بنمو الاحتياطي النقدي بالدولار بالشكل المشار إليه لا يؤهلها لإطلاق هذه العملة أو اتخاذ خطوا إيجابية و فعالة فيها في المرحلة الراهنة..

جدير بالذكر أن ما سبق لا يعني على الإطلاق أنه لا يمكن لحاملي الاحتياطيات النقدية أن يغروا سلوكهم في الاحتفاظ بالاحتياطي النقدي في شكل أي عملة أو سلة عملات يريدونها. على الرغم من ذلك، إذا كان لهذه التصريحات الصادرة اليوم أي هدف آخر سوى تعويم المسألة و تأجيل النقاش الحاسم لعملة احتياط دولية جديدة، فلا يمكننا التصديق بذلك سوى بسلوك عملي يشير إلى خطوات حاسمة في هذه المسألة و هو ما لا نؤيده حيث نعتقد أن الهدف هو مجرد تعويم الأمور و تأجيل اتخاذ أي خطوات جدية بهذا الصدد.

____________________________

المصدر: Bank of New York Mellon
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي