اليورو متماسك رغم الضعف العام و الإسترليني يتنازل عن العرش و الدولار في انتظار البيانات


نقاط الحوار:
- الين الياباني: حالة الضعف تأثراً بالدعم الرسمي للدولار الأمريكي.
- الإسترليني: "فيشر" يؤكد على التحديات المستقبلية.
- اليورو: الإنتاج الصناعي و هبوط مظلي.
- الدولار الأمريكي: في انتظار البيانات.

تم تداول اليورو على مدار التعاملات الليلية في إطار فترة التداول الأسيوية عند مستويات منخفضة تأثراً بمجيء البيانات الأوروبية أضعف من المتوقع مما أدى إلى تراجع العملة حيث تعرضت شهية المخاطرة لهبوط حاد على مدار هذه الفترة. جاءت بيانات الإنتاج الصناعي لتشير إل هبوط بنسبة 1.9% في إبريل أي هبوط أعنف بكثير من المتوقع حيث أشارت التوقعات في وقت سابق إلى أن الإنتاج الصناعي الأوروبي سوف يتعرض لهبوط بنسبة 0.4-%. جدير بالذكر أن هبوط المعجل الشهري جذب المعدل السنوي إلى أسفل حيث سجلت القراءة السنوية للإنتاج الصناعي هبوطاً بنسبة 21.6% ليصل بذلك إلى أقل المستويات على الإطلاق. في غضون ذلك، استمرت الأسعار في رحلة الهبوط في منطقة اليورو حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك الفرنسي أقل المستويات منذ بداية التسجيل في 1996 حيث بلغت القراءة السنوية للمؤشر 0.3%. بينما ساهم مؤشر مبيعات الجملة هو الآخر في قصة الهبوط التي عاشتها بيانات منطقة اليورو هذا الصباح حيث سجلت قراءته هبوطاً بواقع 8.9% أي الأعنف منذ 22 عاماً على الأقل. كما أشارت توقعات المركزي الأوروبي إلى إمكانية تحول قراءة معدل التضخم إلى المنطقة السالبة على مدار الأشهر القليلة القادمة، إلا أن المعدل من المرجح أن يعاود الارتفاع ليحقق الهدف الموضوع من جانب البنك المركزي في أعقاب هذه الشهور و هو 2%..

و من المرجح من خلال النظر في البيانات السلبية اليت سجلها اقتصاد منطقة اليورو و المشار إليها أعلاه أن حالة الهبوط العامة التي انتابت المنطقة ترجع إلى هبوط أسعار الطاقةبنسبو 4.0% في أعقاب الهبوط السابق الذي بلغت نسبته 2.7% في السلع الرأسمالية. على الرغم من ذلك، نتوقع أن تتحول أسعار الطاقة إلى الاتجاه المعاكس حيث من المتوقع ان تواصل أسعار النفط ارتفاعها مما يشجع المنتجين على الاستفادة من الارتفاعات المحتملة . مع ذلك، ينتج عن هبوط أسعار السلع الرأسمالية مجموعة من الآثار التي من المرجح أن تقضي على أي أمل في تحقيق الانتعاش الاقتصادي في وقت قريب. علاوة على ذلك، يشير الهبوط في استهلاك السلع المعمرة في منطقة اليورو إلى أن الإنفاق لا زلا يتمسك بحالة التراجع التي هو عليها منذ بداية الأزمة و هو أيضاً ما يؤيد استمرار حالة اركود و تأخر التعافي على المدى القريب. نتيجةً لكل ذلك، يستمر مستوى المتوسط الحسابي للـ (يورو / دولار) في لعب دور معزز للزوج عند 1.3984 الذي يستبعد في ضوء اكتمال نموذج الرأس و الكتفين الذي بدأ أول مراحل التكون في وقت قريب. لذلك يبقى اتجاه المدى الطويل للزوج إيجابياَ حتى يحدث كسره للدعم عند المستويات الفنية الموضحة أعلاه لذا نتوقع المزيد من المكاسب للعملة (اليورو) على المدى الطويل..

جدير بالذكر أنه في أعقاب الوصول إلى مستوى 1.6600، بدأ الإسترليني في التعرض لهجمات في إطار عمليات جنى الأرباح التي هبطت به إلى أسفل ليتراجع عن بعض لالمكاسب التي حققها على مدار الأيام الماضية حيث بدأ المتاجرون في توقع أن الدولار عائد لا محالة إلى ساحة المنافسة و بقوة غير مسبوقة. جاء ذلك نتيجة لما جاء من تصريحات من جانب بنك إنجلترا على لسان "فيشر" الذي أكد على ضرورة عدم الإفراط في التفاؤل حيث يعتقد أن الطريق إلى النتعاش الاقتصادي ليس ممهداً أومفروشاً بالورود، بل على العكس من الممكن أن نجد فيهذا الطريق قنابل موقوتة قد تنسف جميع جهود البنك المركزي في أي لحظة علاوة على المنعطفات الخطيرة الكائنة في الطريق إلى التعافي و التي تستلزم قدراً كبيراً من اليقظة و التأني. على الرغم منكل ما تضمنه تصريح "فيشر"،" تجدر الإشارة إلى أن إجراءات التنسهيل النقدي قد أحدثت آثارها الإيجابية و عملت على توفير السيولة بالقدر المتطلب في الأسواق مما أدى إلى دعم و تعزيز قطاع الإسكان و زيادة الناتج بالمملكة المتحدة. ونرجح أن يكون مستوى 1.6241 هو الهدف القادم للإسترليني حال التراجع، رغم ذلك من الممكن حال كسر الدعم عند هذا المستوى أن يختبر الإسترليني مستوى متوسط الـ _20) يوم عند 1.6075 قبل معاودة الارتفاع مرة ثانية..

و على صعيد الدولارالأمريكي، فقد حققت العملة ارتفاعاً ملحوظاً و تم تداولها عند مستويات جيدة أثناء تعاملات الفنرة الاسيوية ليلة أمس و هو ما يرجح أن يكون ناتجا ًعن التصريح الداعم للعملة الذي أدلى به وزير المالية الياباني، "يوسانو" بالأمس و الذي وصف فيه التعاملات اليابانية و ممتلكات اليابان من سندات الخزانة الأمريكية و غيرها من أصول الدولار بأنها تعاملات "راسخة" لن يطرأ عليها أي تغيير و أن اليابان سوف تسعى للحصول على المزيد في المستقبل القريب قناعةً منها بأنها خير وسيلة لتوفير الملاذ الآمن للاستثمارات. و على الرغم من التصريحات النارية المضادة للدولار و التي تشير إلى اقتراب نهاية الدور الذي يلعبه كعملة الملاذ الآمن الأولى و عملة الاحتياط الأكثر انتشاراً و فاعلية على مستوى العالم و هي التصريحات التي تخرج تحديداً في هذا التوقيت من روسيا، إلا أن موقف سندات الخزان الأمريكيو وأوضاعها التي تسير من تحسن إلى تحسن يجعل من الصعب في الوقت الحالي الاستغناء عن أصول الدولار كوسيلة للاحتفاظ باحتياطي النقد الأجنبي لدى أغلب دول العالم و الاتجاه إلى البحث عن بديل لا وجود له على الأقل في المرحلة الحالية..

في غضون ذلك، من المتوقع أن يسجل مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميتشيجان، أهم الأحداث الأمريكية في المفكرة الاقتصادية اليوم، ارتفاعاً إلى 69.5 مقابل قراءة الشهر السابق التي سجلت 68.7 ليشير ذلك إلى أعلى المستويات منذ سبتمبر الماضي و هو ما من شأنه تحفيز معدل الطلب على أصول المخاطرة لكونه الارتفاع الثاني على التوالي في ثقة المستهلكين الأمريكيين. نتيجة لذلك، من المرجح أن يعاود الدولار الهبوط مرة أخرى مقابل العملات الرئيسية نتيجة لارتفاع شهية المخاطرة حيث يبدأ المتداولون في التركيز على شراء الأصول الاكثر استفادة من تعافي الطلب المحلي في الوقت الراهن. على الرغم منذلك، من الممكن أن نشاهد كسر للعلاقة المتعارف عليها في الأسواق حيث من الممكن أن تؤدي البيانات الإيجابية الأمريكية إلى حركة سعر إيجابية للدولار..

_____________________________
المصدر: Dailyfx
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..