السوق اليوم: دروس مستفادة في سوق العملات: هل يساهم اليورو في سقوط الإسترليني
الملخص:
هل يتمكن المستثمرون من تكوين رؤيةواضحة للمسرح السياسي البرطاني في ظل الضباب المخيم على الموقف في الوقت الحالي؟

التعليقات:
منذ أيام كان موقفنا يتسم بالإيجابية تجاه مستقبل الإسترليني اعتماداً على الكثير من وجهات النظر و الأحداث التاريخية على الصعيد السياسي البريطاني. نبدأ التطرق إلى هذه النقطة من خلال الحديث عن زوج (اليورو / إسترليني) و هو أحد الأزواج الفرعية التي أقلعت عن الارتفاع تنماماً منذ عصر الازدهار (ما قبل أزمة الاقتصاد العالمي) و تحولت إلى التراجع و هو ما يدل عليه التراجع لثلاث مرات متتالية إلى مستويات أقل من 95.0 و هو ما يعكس حالة من عدم الارتياح حيث حيال زيادة الإقبال على شراء الإسترليني على حساب الدولار الأمريكي و هو الاتجاه الذي ساد سوقف العملات وقت الازدهار. كما تشير السياسات النقدية و الاقتصادية التي وظفتها المملكة المتحدة لمحاربة الركود و الخروج من الأزمة إلى نقطة من بين نقاط عديدة من شأنها ترجيح كفة الإسترليني على اليورو لما استمت به هذه السياسات من طبيعة دينامية مرنة و صلاحية لإدارة الأزمة بشكل فوري و عاجل مقارنة بالطرق المفعلة من جانب مسئولي النقد في منطقة اليورو. كما تاناولنا من قبل أن الإسترليني أقرب إلى أن يكون الاختيار الأول أمام هذه الدول التي ترغب في تنويع احتياطي النقد الأجنبي لديها في المرحلة القادمة في ظل انهيار الدولار الأمريكي حيث يمثل الباوند الهدف المباسر لهذه الدول في الوقت الحالي..

و بالطبع لا يمكن إغفال الدور الهام الذي لعبه الاضطراب السياسي الذي حل بالمملكة المتحدة مؤخراً، و الذي سرعان ما نسيته الأسواق و تجاهلت أثره بشكل مؤقت،حيث أثبت هذا الخلاف السياسي الذي أحدث الكثير من الصدوع في إدارة "براون" أنه حجر عثرة في طريق الإسترليني و لو على المدى الطويل حيث يحمل بين طياته الكثير و الكثير من المفاجآت طبقاً للسيناريو الذي نتوقعه. فعلى الرغم من تجاوز العملة لهذه الأزمة بسرعة فائقة و نجاحها في التكيف مع الأزمة و هو ما يدل على نجاح براون في احتواء الموقف وكسب التأييد و الدعم من جانب أعضاء حزب العمل، إلا أن الشكوك لا زالت تخيم على نتائج الانتخابات العامة البريطانية و هو ما يشير إلى أن لدى المستثمرين قرارات حسمة فيما يتعلق بصفقات الإسترليني..

و كما أشرنا في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى الأحداث التاريخية عندما فشل "نتوني ماير" في الإطاحة بـ "مارجريت تاتشر" من رئاسة حزب المحافظين عام 1989. فعلى الرغم من هذا الفشل أحدثت هذه المواجهة قدراً كبيراً من البلبلة في الشارع السياسي البريطاني حول منصب رئيس الوزراء و ما يواجهه من تهديدات و هو الحدث الذي تأخر أثره على توجهات المستثمرين نحو الإسترليني (الذي ارتفع وسط هذه الأحداث المثيرة) و هو ما يدفعنا إلى توقع تكرار نفس ما حدث منذ 20 عاماً حيث بدأ الإسترليني في تجاهل هذه الاضطرابات السياسية، إلا أنه من المتوقع أن يكون هذا التجاهل على المدى القصير فقط حيث نرى وفقاً للأحداث التاريخية أن التعزيز الذي يتلقاه كلاً من "براون" و الإسترليني في الوقت الحالي تعزيزاً هشاً لا يمكن الاعتماد عيله على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، أجرت صحيفة "الإندبندنت" استطلاع رأي أسفرت نتائجه عن الوضع المعلق للبرلمان البريطاني في الوقت الراهن يعتبر من أهم العوامل التي تؤث بشكل مباشر على الانتخابات العامة القادمة و هو ما يشكل تهديداً إضافياً للإسترليني و هو ما يؤيده ما نشرته الـ "فاينانشال تايمز" في المقال الذي نشرته تحت عنوان "مخاوف المدينة و اضطرابات حزب العمال"..

من خلال م سبق، نتوصل إلى أن هناك إمكانية لأن يتراجع الإسترليني أمام مجموعة من القوى ليتخلى عن المستويات المرتفعة الحالية مقابل اليورو. يدل على ذلك أن زوج (اليورو / إسترليني) بدأ في الاقتراب من مستويات تحت خط اتجه الدعم الأساسي الذي يعترض طريق الزوج منذ نوفمبر الماضي حيث وصل الزوج إلى مستوى 0.8530 و هو ما يبتعد كثيراً عن النسبة التصحيحية 61% فيبوناتشي التي تمثل الموجة الممتدة من أقل قيمة حققه في الربع الرابع من 2008 إلى أعلى قيمة حققها الزوج في الربع الربع من 2004 عند 0.8500. و من المرجح أن يؤدي كسر الدعم عند مستويات أقل من ذلك أن إلى فترة من الحركة العرضية في أعقاب الارتفاع الذي حققه منذ منتصف مارس الماضي. في نفس الوقت، و في حالة انخفاض زوج (ليورو / إسترليني) إلى مستويات أقل من الممكن أن تشهد حركة السعر تحولات خطيرة لصالح الإسترليني..

عموماً ، و كما أشرنا إلى ذلك من قبل، أن الوضع بالنسبة لزوج (اليورو / إسترليني) لا يشهد الكثير من التغير على مدار فترات طويلة و هو ما يبقى على السؤال المحير دون إجابة حتى تخبرنا بها الأسواق في المستقبل القريب و هو السؤال الذي يشير إلى "هل يتمكن المستثمرون من تكوين رؤيةواضحة للمسرح السياسي البرطاني في ظل الضباب المخيم على الموقف في الوقت الحالي؟"..

_____________________________

المصدر: Bank of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..