أسباب متعددة وراء الاضطراب الذي أصاب أسواق العملات اليوم

توقعات جيدة للدولار الأمريكي

بعد صدور قرارات الفائدة اليوم لكل من بنك أنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك كندا، وفي ظل انتظار بيانات الوظائف المتاحة بالقطاع غير الزراعي الأمريكي المقرر صدورها غداً، فإن اليوم اتسم بالاضطراب في أسواق العملات. فقد ارتفع الدولار الأمريكي بحدة في بداية جلسة التداول الأمريكية، حيث ترددت شائعات حول استقالة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون. على الرغم من ذلك، فبمجرد بدء تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي التحدث في المؤتمر الصحفي للبنك، بدأ الدولار يتراجع. فإن تعليقاته المتفائلة أدت إلى ارتفاع شهية المخاطرة مما دفع الدولار للهبوط مقابل جميع العملات الرئيسية فيما عدا الإسترليني والين الياباني. كما انخفضت إعانات البطالة الأسبوعية، مما كان أمراً إيجابيا، حيث أنه عندما تبلغ إعانات البطالة قمتها فهذا يعني اقتراب نهاية أزمة الركود. وكل منا يعتقد أن التطلعات المستقبلية للاقتصاد العالمي أقل سوءاً، ومن المتوقع أن تؤكد بيانات التوظيف الأمريكية التي ستصدر غداّ على ذلك.


زوج (اليورو/دولار) يرتفع تأثراُ بتصريحات تريشيه

هناك العديد من الأسباب وراء استجابة أسواق العملات بشكل إيجابي لتعليقات "تريشيه" صباح اليوم. ففي البداية، لم يرى تريشيه ضرورة لرفع تكلفة شراء السندات لأنه يعتقد أن ارتفاع الإنفاق على خطط التحفيز من شأنها أن تؤدي إلى مخاطر لمنطقة اليورو. ثانياً، سوف يتوقف برنامج شراء السندات تلقائياً، أي أن أثر هذه التسهيلات على (اليورو/دولار) سوف يكون محدود. ثالثاً، فإن حجم برنامج شراء السندات الأوروبي أقل من 50% من برنامج شراء السندات ببنك أنجلترا. فعلى الرغم من خفض توقعات النمو لعامي 2009 و2010، يعتقد بنك أنجلترا أن النمو لن يكون سلبياً بسبب التطورات الإيجابية الراهنة على أداء النشاط الاقتصادي. كما يتوقع البنك أن يبدأ النمو من جديد بمنتصف عام 2010. فإن التطلعات المستقبلية للنشاط الاقتصادي والتضخم متوزانة إلى حد كبير. وتتمثل الخطورة القصوى في ارتفاع أسعار السلع، ولكن إذا ظل النشاط الاقتصادي سلبياً، فإن أثار ارتفاع الأسعار سوف تكون محدودة. جدير بالذكر أن التعليق الوحيد لتريشيه فيما يتعلق بزوج (اليورو/دولار) هو أنه يفضل ارتفاع قوة الدولار ويشعر أنه من الضروري أن تكرر الولايات المتحدة هذا النهج، وتواصل السير على هذه السياسة. ودائما كان يصف تريشيه زوج (اليورو/دولار) بأنه "شرس" ، إلا أن التعليقات الأخيرة تشير إلى أن الزوج لم يصل بعد إلى مستويات مفزعة. هذا وارتفعت مبيعات التجزئة بمنطقة اليورو في أبريل بنسبة 0.2%. حيث دفعت هذه النتائج المعدل السنوي للاستهلاك للارتفاع من -3.4% إلى -2.3%.

زوج (الإسترليني/دولار) يهوى تأثراً بشائعات استقالة براون

لم يتأثر الإسترليني من قرار بنك أنجلترا بتثبيت سعر الفائدة وعدم الإعلان عن أية تغيرات في برنامج شراء الأصول. على الرغم من ذلك، لقي الإسترليني عمليات بيع مكثفة مقابل جميع العملات الرئيسية، كرد فعل مباشر تجاه الشائعات التي ترددت حول استقالة رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون". فلقد صرحت الحكومة أن هذه الشائعات لا أساس لها، إلا أنها نتجت عن التوتر الذي تبع استقالة العديد من الوزراء. ولسوء الحظ، اتسمت فترة تولي براون لمنصبه الحالي بعدة مشكلات وفضائح بشأن نفقات المحامين، وتدهور النشاط الاقتصادي والمعارضة القوية له. وقال رئيس الوزراء أنه لن يغادر منصبه، إلا أن الشائعات كان لها أثراً قوياً على سوق العملات. ومن ضمن أسباب تراجع الإسترليني أيضاً هو قيام الشركة الدولية للاستثمارات البترولية في أبو ظبي ببيع جزء من حصتها من أسهم بنك باركليز. وعلى الرغم من أنهم يحصلون على الأرباح في حالة الربح فقط، إلا أن هذه التدفقات أثرت سلباً على الإسترليني. هذا واستمر تحسن البيانات الاقتصادية بالمملكة المتحدة، حيث ارتفع مؤشر أسعار المنازل في مايو. ومن المقرر أن تصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين غداً، وفي ظل قوة الإسترليني في الشهر الماضي، نتوقع ارتفاع ضغوط الانكماش بالمنطقة.

زوج (الدولار/ين) : نمو اليابان يتوقف على قطاع الصادرات

ارتفع الين الياباني مقابل معظم العملات الرئيسية تأثراً بارتفاع الأسهم الأمريكية. فقد أكد وزير المالية الياباني على أن هناك ارتفاع في شهية شراء الأصول الأجنبية من قبل المستثمرين اليابانيين. حيث يحوز المستثمرين اليابانيين حوال 982 مليار ين أو 10.2 مليار دولار من السندات الأجنبية، مما القى بالضغوط على الين. فعلى الرغم من التعليقات المتفائلة من قبل المسئولين، استمر ضعف أداء المؤشرات الاقتصادية. فقد انخفض الإنفاق الرأسمالي في الربع الأول بأقصى معدل له في 55 عام. كما قامت الشركات الياباني بخفض الإنفاق بنسبة 25.3% حيث أدى انخفاض الطلب إلى انخفاض الأرباح والاستثمار الراسمالي. هذا واكدت وزارة المالية على انخفاض الأرباح بنسبة 69%. على الرغم من ذلك، يعتقد الاقتصاديون أن الإنفاق الرأسمالي بالغضافة إلى اتلطلب على السلع سوف يعاود النمو في الربع الثالث من العام الحالي، مما يتيح الفرصة للاقتصاد للانتعاش.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

المصدر : FX 360

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي