بداية قوية لأسواق الأسهم في يونيو، ولا تزال الفكرة المهيمنة هى ضعف الدولار

واصلت البيانات الأوروبية تحسنها بالأمس، حيث ارتفعت قراءة مؤشر PMI لمنطقة اليورو ليصل إلى 40.7 من 36.8 والتي تمت مراجعتها من القراءات الأولية عند 40.5. لتسجل أعلى قراءة منذ أكتوبر 2008. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر PMI بالمملكة المتحدة للشهر الخامس على التوالي في الشهور الستة الماضية، ليصل إلى 45.4 في مايو ليفوق إجماع التوقعات بوصوله إلى 44.0.

أما عن القراءات التصنيعية بالولايات المتحدة فقد كانت أكثر تفاؤلا حيث جاءت قراءات مؤشر ISM التصنيعي بمايو عند أعلى مستوى منذ 8 شهور عند 42.8، مقابل التوقعات عند42.3. و ما بعث أكثر على التفاؤل هى قراءة مكون الطلبات الجديدة والتي ارتفعت إلى منطقة التوسع في الصناعة ( إي فوق مستوى 50) لأول مرة منذ نوفمبر 2007، لتصل إلى 51.1. علاوة على ذلك، انكمش الاستهلاك الشخصي الأمريكي بنحو 0.1%، ولكن أقل مما توقعه الاقتصاديون عند 0.2%، في حين صعد الدخل الشخصي بنحو 0.5%، مقابل التوقعات بانخفاضه بنحو -0.2%. ومن ناحية أخرى، ارتفع الانفاق على الإنشاءات بنحو 0.8% مقابل التوقعات بانخفاضه بنحو 1.6% مع تحقيق مكاسب بكلا القطاعين: الإنشاءات للأغراض السكنية وغير السكنية.

هذا وقد أدت تلك البيانات إلى ارتفاع وول استريت، حيث أغلق مؤشر استاندر اند بورز فوق المتوسط الحسابي لـ 200 يوم لأول مرة منذ نوفمبر و عند أعلى مستوى منذ 7 أشهر. كما ازداد الشعور بالارتياح بمجرد إعلان إشهار إفلاس شركة جنرال موتورز كما كان متوقعا، وبالتالي أصبح مصير الشركة واضح. ومع ذلك، تم إسقاط جي.ام. من مؤشر الداو جونز الصناعي جنبا إلى جنب مع سيتي جروب، وحل محلهم نظام سيسكو و ترافيلر على التوالي.

شهدت أسواق السندات الأمريكية يوم عصيب حيث ازدادت حدة منحنى العائد (بمعنى أنه قد ازداد عائد السندات طويلة الأجل عن السندات قصيرة الأجل) وسط الحديث عن أنشطة تحوط متعلقة بالرهون العقارية. هذا وقد ارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات بـ 22 نقطة ليصل إلى 3.68%. ويعد الزوج الأكثر تأثرا لفروق أسعار الفائدة هو زوج ( الدولار/ ين) الذي استجاب لهذا الارتفاع وارتد بنحو 2.5% من أدنى المستويات خلال الجلسة وتوقف بالقرب من المتوسط الحسابي لـ 200 يوم.

وعلى صعيد آخر، لا يزال الدولار الأمريكي تحت ضغط مقابل معظم العملات الرئيسية مع استفادة كل من الدولار الأسترالي والدولار الكندي حيث استمرت أسعار السلع في الارتفاع. ومع ذلك، أدت عمليات جنى الأرباح في المراحل الأخيرة إلى تراجع تلك العملات من المستويات المرتفعة المحققة من قبل. كما تلقى الدولار بعض الدعم من التصريحات الداعمة للدولار من قبل مسؤؤل صيني والذي صرح بأنه يرفض فكرة احلال عملة أخرى محل الدولار كعملة احتياطي نقدي على المدى القريب. كما أضاف " جيو شوكنج" رئيس بنك التعمير الصيني والرئيس السابق لإدارة الصرف الأجنبي قائلاً " لا يزال الدولار الأمريكي هو العملة الأولى نتيجة لوضع اقتصاد الدولة وكذلك العملة الأولية من حيث التنافسية و الابتكار و الاختراع.

وفي أسيا اليوم، يعد الحدث الأهم اليوم، هو قرار الفائدة الأسترالية. هذا وقد قرر البنك المركزي الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند 3% كما كان متوقعا، كما أكد على أن هناك مجال للتسهيل النقدي إذا ظهرت الحاجة ملحة لذلك.

وقبل اجتماع لجنة السياسة النقدية، ظهرت البيانات الأسترالية مرة أخرى على نحو إيجابي حيث ارتفعت موافقات البناء للشهر الثالث على التوالي من 5.1% في أبريل، في حين تقلص عجز الحساب الجاري للربع الأول ليصل إلى 3.1% من إجمالي قيمة الناتج المحلي الإجمالي عند 4.614 مقابل ارتفاع العام الماضي بنحو 6.5%. وفي ظل بيانات الإسكان التي تبدو أنها منتعشة وكذلك الأنباء عن توقعات مساهمة صافي الصادرات بنسبة 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي بالربع الأول، فمن المحتمل أن تُظهر البيانات الأسترالية غدا عدم وقوع أستراليا في حالة كساد فني. ومع ذلك، ما يعكر صفو تلك التحسنات هو وضع كل من سوق العمالة و مبيعات التجزئة حيث لم يتأكد انتعاشهم بعد. ولكن بشكل عام، من المرجح أن تظهر معنويات إيجابية للأسترالي.

وفي اليوم الثاني لزيارة جيثنر وزير الخزانة الأمريكي للصين، طمأن جيثنر القادة الصينيين بأن الحجم الهائل لعجز الموازنة الحكومية يعتبر مؤقتا، و أنه سينخفض بمجرد انتعاش الاقتصاد. كما سيتم عكس التدابير غير التقليدية التي اتخذتها الحكومة الأمريكية من أجل انعاش القطاع المالي. كما قال جيثنر أن رد الصين كان إيجابي، مع الثقة في الاقتصاد الأمريكي لقوته و مرونته و ديناميته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: SAXOBank

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي