دائماً ما يبحث الناس عن أخبار النجوم وحياتهم وأسرارهم وكثيراً ما تنتشر الشائعات والقصص الخيالية عن حياة هؤلاء النجوم والغريب أن الشائعات أصبحت أداة إعلامية يستخدمها بعض منتجي الأعمال الفنية بل وبعض النجوم أنفسهم للترويج لأعمالهم قبل ظهورها.

والمسألة مع عمر الشريف تختلف تماماً فهو أحد هؤلاء النجوم الذين يصرون على الاستمتاع بحياتهم وبكل لحظة يعيشونها ومفهومهم عن الحياة أكبر وأعمق من أن يعيروا للشائعات أي اهتمام.

والحديث مع عمر الشريف متعة كبيرة لتعدد خبراته وحياته المثيرة المليئة بالأحداث والقصص التي عاشها ويحلو له دائماً الحديث عنها كلما اجتمعنا والأصدقاء. ومنذ أسابيع قليلة كنت وعمر نتناول العشاء مع بعض الأصدقاء الإيطاليين وبدأ عمر يقص علينا قصته مع المخابرات. وذكر أنه بعد زواجه من الفنانة المحبوبة فاتن حمامة أقاموا في عمارة ليبون بالزمالك.. وجاء لزيارتهم فجأة صلاح نصر رجل المخابرات الشهير والذي كان يحكم مصر في يوم من الأيام وحيكت حول الرجل قصص لا يمكن أن يصدقها عقل إنسان.. وقال عمر إنه فوجئ بوجود صلاح نصر فى منزله وجلس يتناول القهوة معهم وتحدث في العديد من الموضوعات والقلق يكاد يقتل عمر لعدم فهمه أسباب هذه الزيارة، وكيف لا يقلق وفي بيته رجل المخابرات الأول فى مصر.. وفجأة قال صلاح نصر إنه يريد منهم أن يطلعوه أولاً بأول عن أخبار النجوم في مصر وخاصة فلانا وفلانا وحدد لهم بالاسم عددا من النجوم في ذلك الوقت وبالطبع أنهى حديثه بالجملة التي كانت سائدة حينذاك وتستعمل كثيراً لتبرير كل عمل لا يرضاه الضمير وهو: «أن ذلك من أجل أمن الوطن وسلامته!».

ويصف عمر هذه اللحظة بصدق وهو يقول إنه كان يرتعش ولم يدر ما يجب أن يقوله وأنقذته زوجته الفنانة فاتن حمامة التي أجابت صلاح نصر وبكل وضوح وشجاعة أنها ترفض أن تؤدي هذا الدور ضد أي زميل أو زميلة لها.. وبعد هذا الحادث لم يتصل بهم صلاح نصر.. وعندما جاءت الفرصة للفنان عمر الشريف أن يشارك في فيلم «لورانس والعرب» ويخرج إلى العالمية.. كان يجب عليه كما كان متبعا في ذلك الوقت أن يحصل على تصريح بالسفر من مجمع ميدان التحرير، وكان يخشى ألا يوافقوا على سفره وكان عمر على يقين أنه يجب أن يسلك طريقه للعالمية والذي لا بد أن يكون من خلال هوليود ولذلك أقام في بفرلي هيلز مع النجوم وظل بعيداً عن مصر طوال حكم الرئيس عبد الناصر وقام بالاشتراك في العديد من الأفلام العالمية أهمها «دكتور زيفاجو» وغيره من الأفلام الشهيرة الأخرى.. وحينما عُرض «دكتور زيفاجو» بدور السينما الأمريكية.. لم يصادفه النجاح في أسبوعه الأول، وقابل عمر دافيد لين المخرج بأحد مقاهي نيويورك ليناقش معه أسباب عدم نجاح الفيلم ووجد دافيد يقول له إن السبب هو تركيبة الفيلم ولذلك قام بأخذ النسخة الأصلية وبدأ فى إعادة ترتيبها وشوهد الفيلم مرة أخرى والذي أصبح العالم كله يتحدث عنه.

وظل عمر بعيداً عن مصر حتى قابل الرئيس السادات في حفل أقيم فى البيت الأبيض وتلقى عمر الدعوة بصفته نجما مصريا كبيرا وعندما رآه السادات استقبله بحرارة شديدة وبلهجته المميزة طلب منه أن يحضر فرح ابنه جمال في مصر وفعلاً جاء عمر الشريف إلى مصر مرة أخرى ومنذ ذلك الوقت لم يعد يحتاج إلى تصريح لكي يغادر أو يأتي إلى وطنه..