تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة : وداعا أيها الدولار

ومن الواضح أن هناك وجهتين نظر مختلفتين لرؤية تحركات أسواق العملات و لكن تشير كلتاهما إلى ضعف الدولار على المدى الطويل. ويمكن استعراضهما على النحو الآتي:


الأولى

تتمثل في أن الاقتصاد قد بدأ في الانتعاش، أو بدء مرحلة التوسع الاقتصادي. وما يدعم تلك النظرة البيانات الصادرة مؤخرا، والتي أشارت إلى قوة المستهلكين.

تلقت أسواق المال دعم قوي بناء على الحقيقة القائلة بأن الانفاق الاستهلاكي قد ازداد خلال الثلاثة شهور الأولي من العام، حيث عالج هذا الانفاق جزء من المعنويات السلبية التي نتجت من بيانات الربع الأول المفجعة. وبالأمس، أظهر تقرير ثقة المستهلك ارتفاع بيانات ثقة المستهلك بأسرع وتيرة في أبريل ومايو، وهما أول شهرين في الربع الثاني. مما رفع روح التفاؤل مرة أخرى حول قضية الانتعاش الاقتصادي. من المحتمل أن يكون الاقتصاد الأمريكي في الطريق إلى الانتعاش بحلول النصف الثاني من عام 2009.

ومع انتعاش الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات العالمية، سيصبح كبار المتداولين ( المؤسسات ) أكثر تفضيلا لشهية المخاطرة، مما يعني الابتعاد عن الدولار كعملة ملاذ أمن والتوجه نحو العملات صاحبة العائد المرتفع. مما سيعطي دفعة لليورو، وبقية الأزواج الرئيسية على المدى الطويل. وإذا ثبت ذلك، فمن المحتمل أن يرتفع اليورو نحو 1.6000 بنهاية العام.

الثانية

ترى أن الاقتصاد العالمي يتجه نحو فترة من التضخم الحاد خلال السنوات القليلة المقبلة. ومبررات هذا الرأي تتلخص في ارتفاع عجز الموازنة الحكومية الأمريكية، مع وصول مصادر التمويل الفيدرالية إلى أدنى المستويات، وكذلك الحجم الهائل لقوائم ميزانية الفيدرالي. وفي العادة ، يؤدي كل سبب من تلك الأسباب منفردا إلى ارتفاع معدل التضخم لفترة بين الأجل المتوسط والطويل ( حوالي عامين )، ولكن الآن ستعمل تلك القوى معا نحو رفع معدل التضخم.

وما يعد مقياس جيد لقياس توقعات التضخم هو حساب الفارق بين الأوراق المالية للخزانة و الأوراق المالية المحمية ضد التضخم (TIPS) ذات الأجال المماثلة. حيث اتسع الفارق بين الأوراق المالية لأجل 5 سنوات وكذلك لأجل 10 سنوات بأسرع وتيرة منذ مارس، وهو الوقت الذي بدأت فيه أسواق الأسهم في الارتفاع.

وفي فترات معدل التضخم المرتفعة، يتسم الدولار الأمريكي بالضعف. حيث يحاول التجار البحث عن وسائل للابتعاد عن سلبيات التضخم من خلال الاستثمار في الأصول الأجنبية خاصة في الأسواق الناشئة و كذلك في السلع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

المصدر: TheLFB-Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي