شبح الانقسام يخيم على مجلس الفيدرالي وبداية الخلافات بين الأعضاء في ظل تهديدات التصنيف الائتماني الأمريكي

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:

أحداث اليوم:

-مبيعات التجزئة الكندية.
-حديث "برنانك" رئيس الاحتياطي الفيدرالي.

تعليق السوق:

كانت أخبار التصنيف الائتماني هي العامل المشترك المؤثر في جميع تحركات سوق العملات بالأمس. كانت وكالة "ستانداردز آند بورس" قد أعلنت خفضها للتصنيف الائتماني للدين العام للمملكة المتحدة بالأمس إلى الحالة السالبة في أعقاب التصنيف الأخير الذي أشار إلى حالة من الاستقرار في التصنيف البريطاني و ذلك في أعقاب دراسة الوضع المالي للمملكة المتحدة و تضخم أعباء الدين الحكومي و تفاقم عجز الميزانية و غيرها من المخاوف المتزايدة التي دفعت الوكالة إلى الحديث الجدي عن خفض التصنيف الائتماني للمملكة المتحدة. كان الأثر المباشر على الإسترليني أثراً مؤقتاً و ذلك في أعقاب تأكيد وكالتي "فيتش و مودي" على أن تصنيفهما الائتماني لمناقصات سندات الخزانة البريطانية لا زال إيجابياً..

نتيجةً لما سبق، بدأت الأنظار تتوجه إلى الولايات المتحدة هي الأخرى فيما يتعلق بالتصنيف الائتماني AAA الخاص بها حيث أبدت "مودي" ارتياحاً لتصنيف الولايات المتحدة حتى الآن، على الرغم من ذلك، أكدت أنها لا تضمن استمرار الوضع كذلك للأبد. و أضاف تقرير الوكالة أن هناك الكثير من الضغوط طويلة الاجل تقع على عاتق الولايات المتحدة. كما ألقت تقارير "بيمكو بيل جروس" المزيد من الضوء على التصنيف الائتمان للولايات المتحدة حيث أشارت إلى أن هذا التصنيف في خطر في الوقت الراهن و أن الولايات المتحدة من الممكن أن تفقد التصنيف AAA خلال ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر كما قالت التقارير أن الأسواق سوف تشعر بذلك قبل وكالات التصنيف..

و بعد ظهور هذه التقارير و انطلاق هذه التصريحات، كان من الطبيعي أن يتلقى الدولار الأمريكيي ضربة قاصمة حيث هبط مؤشر الدولار إلى أدنى المستويات منذ ديسمبر 2008. كما علاقة الارتباط بين الدولار الأمريكي و شهية المخاطرة إلى حالة من الضعف الشديد لفترة التداول الثالثة على التوالي حيث لم يتمكن الدولار الأمريكي على مدار هذه الفترات الثلاث من الاستفادة من عمليات البيع المكثفة التي تعرضت لها الأسهم في إطار الأسواق العالمية و هو ما يشير إلى أننا مقبلون على حالة من الضعف المحقق المستمر للعملة و هو ما يمكن أن يؤدي بالدولار إلى كارثة حقيقية حال استمرار الوضع الحالي لوقت طويل. علاوة على ذلك، كان هناك انهيار حاد في أسعار سندات الخزانة الأمريكية حيث لم يتمكن ارتلفاع العائدات على هذه السندات من جذب تدفقات الاستثمار الأجنبي في ظل الكوارث التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي..

كانت الجهود التي قامت بع الصين مؤخراً في سبيل النيل من مكانة الدولار الأمريكي هي أحد أكبر المحركات التي دفعت الـ "فاينانشال تايمز" إلى نشر أحد المقالات التي تشير إلى شكوك تساور الأسواق حيال إمكانية حدوث أي تغيرات مفاجئة في أوضاع العملات العالمية أو أن تحدث هذه التغيرات بشكل سريع أو مفاجئ. على الرغن من ذلك، أكد المقال أن اعتماد معظم دول العالم على الدولار كعملة الاحتياط الأولى ينبع من مجموعة من الحقائق التي تؤكد على وجود اقتصاد قوي تلجأ الدول المختلفة إلى عملته لاختزان احتياطي النقد الأجنبي، و ليس اعتماداً على غرفة حبها بعض البيرقراطيين الذين يردون التحكم في مسار الاقتصاد العالمي. و مع ذلك، اعترفت الـ "فاينانشال تايمز" بأن الصين لم تطلق حملتها على الدولار الأمريكي دون وعي أو تخطيط، بل كان لديها و لا زال العيد من المبررات المنطقية لما يحدث و لما تقوم به و ما تستهدفه من أمور ترغب في تحقيقها على المدى الطويل..

كما انطوت التصريحات و الأحاديث التي أدلى بها أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بالأمس على قدر كبير من التناقض حيث حذر "بلوسر"، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بفيلادلفيا من أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نعتبر قراءات التضخم الأمريكي مرضية على الإطلاق في نفس الوقت الذي اعترف فيه بأنه يرى تراجع كبير لمخاطر الانكماش بينما يرى أيضاً تحول معظمها إلى مخاوف تضخمية مستقبلية أكبر مما تشير إليه معظم التكهنات. و على الجانب الآخر، وقف "روزنجرين"، عضو الفيدرالي و رئيس الاحتياطي الفيدرالي ببوسطن و الذي عبر عن قناعته بوجود مخاوف انكماش و انه لن يبدأ في الاهتمام بالمخاوف التضخمية إلا في أعقاب تحسن و تعافي الاقتصاد الأمريكي. حول هذا الموضوع، يتوقع "روزنجرين" تحول النمو الأمريكي إلى المنطقة الخضراء بنهاية العام الحالي مع عدم إمكانية تحقيق التعافي الكامل إلا بعد مرور وقت كاف لإحداث الأثر المأمول لإجراءات التحفيز المالي و الاقتصادي المبذولة من قبل الفيدرالي و إدارة أوباما. بينما حذر "بلوس" من أن تضع إجراءات الطوارئ التي يقوم بها الاحتايطي الفيدرالي استقلالية البنك المركزي في خطر حيث من المنصوح به ألا يضع الفيدرالي السياسة المالية و الساياسة النقدية في سلة واحدة و ضرورة الفصل بين الأمور ذات الصلة بالنقد و تلك الخاصة بالنظام المالي حتى لا تتأثر استقلالية البنك المركزي بالإجراءات الحكومية التي تصدر عن إدارة أوباما. إضافة إلى ذلك، ذكر "بلوسر" أعضاء الفيدرالي بأوجه الشبه بين الفشل الحالي في مواجهة الأزمة الاقتصادية و ما شهدته الولايات المتحدة من توسع نقدي استهدف مواجهة الفجوة في الناتج الامريكي في السبعينات و ما أسفر عنه ذلك من تدخلات الإدارة الأمريكية في شئون الفيدرالي..

كما فضل بنك اليابان الاحتفاظ بمعدل الفائدة عند نفس المستويات و هو ما توافق مع أغلب التوقعات حيث تتوجه أنظار الجميع إلى السؤال عما إذا كان هناك مجال يتسع للمزيد نمن تحركات معدل الفائدة الياباني ، خاصة و أن المعدال الحالي هو الأولي منذ يوليو 2006 حيث توقع البنك أن الاقتصاد الياباني سوف يتوقف عن التدهور مع تعافي قطاع الصادرات و الناتج الياباني على المدى القريب. كما أعلن بنك اليابان موافقته على دخول سندات و أوراق مالية جديدة للدخول في أسواق السندات اليابانية كالسندات الحكومية الفرنسية و الألمانية و البريطانية..



_____________________________
المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..