بيرنانك والدولار الأمريكي

الملخص :

بعيداً عن الدخول في تفاصيل غامضة، لم تكن تعليقات "بين بيرنانك" ليلة أمس غريبة أو مثيرة للدهشة.

العناوين الرئيسية :

الولايات المتحدة الأمريكية :

قال "بين بيرنانك" رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي "إن المؤشرات المبدئية (التي كشفت عنها نتائج اختبار الضغط الذي خضعت له 19 مؤسسة مصرفية أمريكية) محفزة للغاية ... فإن العديد من البنوك تمكنت من زيادة أسهمها في القطاع الخاص، بينما أعلنت بنوك أخرى عن خطط لإصدار أسهم جديدة". وأضاف بيرنانك أننا نأمل أن يستعيد القطاع المصرفي قوته في غضون عامين أو ثلاث، وأن يقل اعتماده على رؤوس الأموال الحكومية."

وقال بيرنانك أنه "فيما يتعلق بالمستقبل القريب، سوف يظل الدولار الأمريكي العملة الرئيسية للإحتياطي النقدي وجميع التعاملات النقدية الدولية... فإن القضية التي نتناولها هي هل يستعيد الدولار قيمته أم لا، وأنا أعتقد أنه سوف يتمكن من ذلك. فأنا اعتقد أن الدولار سوف يحتفظ بقوته بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي ولأن البنك الإحتياطي الفيدرالي تعهد بأن يحقق استقرار الأسعار في الدولة.

منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية :

أشار المؤشر الرائد بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى ارتفاع المؤشر الخاص بالمملكة المتحدة بمعدل 0.3 نقطة إلى 96.6، مما يشير إلى احتمال حدوث تحول في النشاط الاقتصادي. وضمن دول مجموعة السبعة العظمى، تبدو فرنسا وإيطاليا على وشك الاقتراب من نقطة تحول، حيث ارتفع المؤشر الخاص لفرنسا بمعدل 1.2 نقطة، كما راتفع مؤشر إيطاليا بمعدل 0.7 نقطة. أما كندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لا يزالون في نضالهم ضد التباطؤ الاقتصادي.

الصين :

انخفضت الصادرات الصينية بنسبة 22.6% على أساس سنوي في أبريل، بعد أن انخفضت بنسبة 17.1% في مارس، مقارنة بالتوقعات بانخفاضها بنسبة 18%. كما انخفضت الواردات بنسبة 23%، مما دفع الفائض التجاري إلى 12.9 مليار دولار، مقابل التوقعات بأن يبلغ 17.4 مليار دولار، و18.56 مليار دولار في مارس.
اليابان :

ارتفعت المؤشرات الرائدة الاقتصادية باليابان للمرة الأولى منذ ستة أشهر بمعدل 2.1 نقطة في مارس .

كوريا الجنوبية :

صرح محافظ البنك المركزي بكوريا الجنوبية "لي سيونجتي" أنه لا يرى ضرورة للتهديد أو التدخل الفعلي في سوق العملات. حيث قرر البنك اليوم ثبات سعر الفائدة عند 2% للشهر الثالث على التوالي.

المملكة المتحدة :

ارتفع ميزان أسعار المنازل في أبريل إلى -59.9، وهي أفضل قراءة يسجلها المؤشر منذ يناير العام الماضي، بعد أن سجل -72.1 في مارس.

علاوة على ذلك، ارتفعت مبيعات التجزئة بالمملكة المتحدة بنسبة 4.6% على أساس سنوي في أبريل، بعد أن انخفضت بنسبة 1.2% في مارس. كما ارتفع إجمالي المبيعات بنسبة 6.3%. على الرغم من ذلك، قال اتحاد التجزئة البريطاني أن المقارنات لم تكن سهلة لأن عيد الفصح هذا العام كان في أبريل ولكن العام الماضي كان في مارس، كما أن العوامل المحيطة كانت أفضل في الشهر الماضي عن العام الماضي.

هذا وانكمش الإنتاج الصناعي في مارس بنسبة 0.6%، وهو أفضل من التوقعات التي أشارت إلى انكماشه بنسبة 0.7%. كما انكمش الإنتاج التصنيعي بنسبة 0.1%، وهو أيضاً أفضل من التوقعات بانكماشه بنسبة 0.8%. كما انخفض العجز التجاري بالمملكة المتحدة من 6.834 مليار إلى 6.589 مليار إسترليني في مارس.

أستراليا :

ارتفعت موافقات التمويل العقاري في أستراليا بنسبة 4.9% في مارس، حيث ارتفع عدد موافقات شراء المنازل الجديدة بنسبة 8.8%، بينما ارتفعت موافقات شراء المنازل القائمة بنسبة 3.8%.

نيوزيلندا :

أعلنت المؤسسة العقارية بنيوزيلندا في تقريرها الشهري أن متوسط أسعار المنازل ارتفع بنسبة 1.5% في أبريل. بينما انخفضت المبيعات بنسبة 7.2% في أبريل، إلا أنها ارتفعت بنسبة 39.6% على أساس سنوي.

التعليقات :

تناول "بين بيرنانك" رئيس البنك الإحتياطي الفيدرالي في حديثه الذي ألقاه ليلة أمس في البنك الإحتياطي الفيدرالي في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا قضية العملات التي أثير الجدل حولها في الأونة الأخيرة. حيث قال بيرنانك "فيما يتعلق بالمستقبل القريب، أعتقد أن الدولار سوف يظل العملة الرئيسية للإحتياطي النقدي ولجميع المعاملات النقدية الدولية، وأن القضية التي نتناولها حالياً تتعلق بإمكانية استعادة الدولار لقوته من جديد، وأنا أعتقد أنه سوف يتمكن من ذلك. وأعتقد أن الدولار سوف يستعيد قوته. وأنه سوف يحتفظ بها نتيجة لقوة الاقتصاد الأمريكي وتعهد البنك الإحتياطي الفيدرالي بتحقيق استقرار الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية." وهذا يعني أن بيرنانك يؤكد أن قوة الدولار تتأتى من قوة الاقتصاد الأمريكي ومن إجراءات السياسة النقدية التي يتم اتخاذها في الوقت المناسب.

على الرغم من ذلك، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتناول فيها بيرنانك هذه القضية على مدار الأثنى عشر شهراً الماضية. لذاً فإن ما قاله لم يكن غريباً أو مدهشاً.

ففي حديثه الذي نُقل عبر الأقمار الصناعية في برشلونا والذي انعقد في الثالث من يونيو 2008، قالها بيرنانك واضحةً "أنه في ظل مواجهة موجة جديدة من انخفاض قيمة الدولار، قام الفيدرالي (بالتعاون مع وزارة الخزانة) بمراقبة التطورات التي طرأت على سوق العملات." وأضاف قائلاً "نحن نراقب بدقة الأثار المترتبة على تغير قيمة الدولار فيما يتعلق بالتضخم وتوقعات التضخم." ثم قال "بمرور الوقت، سوف يَثبُت أن تعهد البنك الإحتياطي الفيدرالي بتحقيق استقرار الأسعار وتوفير أقصى دعم ممكن لأوضاع التوظيف والحفاظ على قوة الاقتصاد الأمريكي بما في ذلك مرونة الأسواق وتحفيز النمو والإنتاجية، تعد جميعاً عوامل رئيسية للتأكيد على أن الدولار الأمريكي سوف يحتفظ بقوته واستقراره.

وفي الوقت الراهن، أثارت هذه التعليقات الجدل في سوق العملات ومختلف وسائل الإعلام. حيث نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن هذه التعليقات تعد محاولة متطرفة لتجنب الحديث عن الدولار الأمريكي، بأنه امتياز ليس إلا لوزارة الخزانة الأمريكية الحق في الحديث عنه." علاوة على ذلك، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن "تعليقات بيرنانك تعد محاولة متعمدة للهروب عن الحديث عن السياسة الأمريكية في تجاهل ضعف الدولار، مما يدعم رسائل وزير الخزانة الأمريكية السابق "هنري بولسون".

جدير بالذكر أن تعليقات "بيرنانك" في العام الماضي جاءت رداً على بعض المحاولات لممارسة الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية، لكي يؤكد على تعهده بالحفاظ على سياسة قوة الدولار الأمريكي." حيث أعرب رئيس الوزراء الصيني "وين جياباو" عن مخاوفه الشديدة في مارس الماضي بشأن هذه القضية (حين قال "ما يؤرقني هو الانخفاض المتواصل لقيمة الدولار، ومتى ينتهي هذا الانخفاض") بينما أشارت عدة تقارير أخرى إلى أن المملكة العربية السعودية أثارت بعض الضغوط على وزراة الخزانة الأمريكية برئاسة "هنري بولسون" سابقاً بشأن "خفض قيمة السندات الأمريكية التي تمتلكها." لذا تعد تصريحات بيرنانك جزءاً من السياسة المتطرفة التي تتبعها السلطات الأمريكية (بما في ذلك استخدام تعبير "سياسة التدخل" في العديد من اللقاءات التي أجريت مع وزير الخزانة السابق "هنري بولسون").

وفي النهاية، يساعدنا كل هذا على وضع تصريحات "بين بيرنانك" في سياقها المناسب. حيث تبدو تصريحاته جزءاً من سياسة عامة لتهدئة المخاوف التي أثيرت مؤخراً (بشكل مباشر أو غير مباشر) من قبل الصين بشأن الدولار الأمريكي. والسؤال الأن هل يثور جيثنر لقضيته في دعم الدولار الأمريكي مثل سلفه. أما السؤال الثاني هو هل تساهم هذه التصريحات في تهدئة مخاوف الصين والمنطقة الأوروبية والدول الأخرى أم لا؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : The Bank of New York Mellon

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي