لست مضارباً.. ولا أديرجمعية خيرية لرفع أسعار الأسهم
مواقع الإنترنت الخاصة بالأسهم منابر لبث الاشاعات

الافراط في تأسيس شركات الاكتتاب يعيد إلى الذاكرة انهيار سوق المناخ

حوار - عبدالعزيز الربعي/ تصوير - فهد العامري: بعد أن نجح رجل الاعمال خالد بن صالح الشثري في ترؤس ادارة ثلاث شركات مساهمة مدرجة في سوق الاسهم وهي كل من جازان الزراعية، واسمنت تبوك، والمتطورة، اصبحت اغلب احاديث المستثمرين تنصب على التكتل الذي يقوده الشثري ووصفه بالمنقذ للشركات المتعثرة.

ومع هذه التطورات التي يشهدها السوق التي من أهمها التغييرات الكبيرة في تركيبة صناع القرار بالشركات المساهمة كان لنا هذا اللقاء مع رجل الاعمال خالد الشثري للحديث عن ابرز التوجهات المستقبلية في قيادة هذه الشركات وكذلك الحديث عن التوقعات المستقبلية لسوق الاسهم السعودي الذي يشهد طفرة غير مسبوقة واصبح الوعاء الاستثماري الاول في السعودية.

الكثير من المحاور الهامة التي تم مناقشتها مع الضيف فإلى الحوار:

أصبحتم أول رجل أعمال سعودي يرأس مجلس ادارة ثلاث شركات مساهمة، ونحن نعرف أن القيادات السابقة للشركات المساهمة تغير فكرها بشكل جذري، فإلى أين سيقود خالد الشثري هذه الشركات في ظل السيولة الكبيرة الموجودة والطفرة الحاصلة في البلد؟

- خالد الشثري: بداية أود أن أركز على خالد الشثري الذي هو فرد من ضمن مجموعة تشكل مجالس ادارات الشركات الثلاث، وانا ضد التركيز على انه فرد فقط هو من يقوم بالقيادة، فهذه القيادات جماعية تتمثل في مجلس الادارة ثم في اللجنة التنفيذية ثم في الادارة التنفيذية. ومجلس الادارة كفريق هو من يرسم الخطط الاستراتيجية للشركة، وطموحنا نحن جيل الشباب ولو جاز لي التعبير بأننا جيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فهذا الجيل مطالب بالاستفادة من الفرص المتاحة امامه في الوقت الحالي، حيث الفرص العظيمة واقتصاد نام بقوة يرتكز على أسس قل ان تتوفر في مناخات اقتصادية اخرى، من أهم ذلك الاستقرار السياسي بالاضافة للثقة في وجود الملك عبدالله بن عبدالعزيز على سدة الحكم، والامر الآخر الاستقرار الاقتصادي والنمو الكبير والارتفاع في أسعار البترول. الامر الثالث هو أن المجالات المفتوحة أمام المواطن السعودي مجالات يحسد عليها، فقط اقرأ لكي تفهم أين تضع قدميك. الامر الرابع هو أن الانظمة في البلد تتطور تطوراً يجعل أمام أي مستثمر صادق فرصة للنجاح، من تسهيلات حكومية ووجود فرص عظيمة لمن يريد الاستثمار في مجال الاستفادة من المواد الاولية المتوفرة في البلد، وحين توجهنا الى القطاع الزراعي ركزنا على ألا نكون مزارعين تقليديين بحيث نقوم بزراعة زراعات منافسة للمزارع العادي، بل استثمرنا الى الآن مبالغ كبيرة تصل الى (250) مليون ريال في مراحل قادمة، وتوجهنا الى جلب زراعات جديدة لم تكن معروفة في جازان وهي الآن في طور النمو، وثالثاً: تحولنا الى منتج حيث ان شركة جازان أول من أدخل الموز التجاري في المملكة، ونحن الآن ننتج أكثر من ألفي طن وكل سنة يتوقع أن تتضاعف المساحات المزروعة والمنتج حسب الأراضي المتوفرة لنا، ونحن نعرف كم المملكة تستورد من الموز وما الامكانيات الموجودة لدينا ومن الممكن القيام بها، انتقل الى اسمنت تبوك والتي عندما فكرنا الاستثمار فيها كنا واضعين نصب العين دخول المملكة الى منظمة التجارة العالمية، حيث قمنا بدراسة الشركات والمزايا النسبية عند كل شركة والتي وبأمانة نستطيع من خلال الأموال المتوفرة لنا أن نسيطر عليها، فوجدنا (اسمنت تبوك) شركة صغيرة إذ ان مجالات النمو فيها كبيرة جداً وتتمتع بمزايا نسبية مهمة جداً، ومن أهمها قربها من الميناء، بحيث في حال وجود فائض نستطيع من خلال أنبوب أن نحمل سفينتنا، ومن ثم قرب المواد الأولية لها، وتمتعها بمزايا التوسع بشكل كبير، ثم نجد أن محجر اسمنت تبوك يقع في موقع المصنع نفسه وهذا ميزة، وكذلك هناك امكانية التوسع في مجال الجبس.. وإن المملكة عندما تدخل في منظمة التجارة العالمية فإنه لن يستطيع أحد أن يجلب الاسمنت الى المملكة (أرخص) من منتجنا، وهذا ما نركز عليه، وعندما تحولنا الى (المتطورة) فإننا دخلناها كمجموعة مستثمرين عطفاً على الخيار السابق في أن المملكة داخلة الى المنظمة، ونحن لابد من أن نعتمد على موادنا الأولية، حيث ان البتروكيميكل من أهم المواد الموجودة في البلد، وذلك بدلاً من أن ندل في تأسيس شركات او شركة يحتاج انشاؤها الى فترة خمس سنوات تقريباً فإننا سيطرنا على شركة صغيرة فيها مجالات نمو كبيرة، ونبحث الآن عن المشروعات التي تدر عليها الأرباح، لذلك أتمنى من القارئ الكريم ألا يفهم بأننا مضاربون، ولكن أقول اننا مستثمرون، والتجارب السابقة تثبت ذلك دون الحديث عن الذات، وخير دليل على ذلك ما أصبحت جازان عليه الآن وأيضاً تبوك.

يقال انكم ومعكم مستثمرون آخرون مضاربون في سوق الأسهم، وتسعون الى رفع أسعار بعض الشركات، ما ردكم على ذلك؟

- خالد الشثري: نحن مستثمرون ويجب ألا يفهم على أننا جمعية خيرية، نحن مستثمرون تجاريون نرغب دائماً في الربح، لكن ليس من خلال رفع سهم شركة ثم بيعة، وأؤكد بأننا مستثمرون والنماذج تشهد على ذلك، ومن يقول اننا نسيطر على حصة في البداية ثم يرتفع السهم وهكذا، وأؤكد ان الحصص التي نسيطر عليها في تبوك موجودة وايضاً في جازان، إذ ان نجاح الشركة هو الذي يعود بارتفاع قيمة الأصول المستثمرة من قبلنا في أسهم. وانما يفهم بأننا نضارب فقط فهذا باعتقادي مفهوم خاطئ ولسنا في حاجة الى أن نرد على كل مدعٍ او كل من يحاول التقليل من شأن الآخر، ونحن نقول ان النتائج تثبت للآخرين ما نحن عليه وما هو هدفنا والى أين وصلنا، ولو كانت لدينا النية بأننا مضاربون فقط ونريد أن نرفع سهماً لكان لدينا من الوسائل التي لا تجعلنا نظهر في الصورة ولا نصل بأسمائنا الصحيحة الى النسب المعلن عنها او التي تتطلب الافصاح، ونستطيع عبر مجموعة من الاسماء ان نرفع من شركة ونفعل مثلما يفعل الآخرون ونبيعها، ونحن خارج الصورة ولا يديننا النظام، واضافة الى ذلك ان لي الفخر بأنني اول شخص يفصح عن ملكيته في شركة مساهمة بمبادرة ذاتية، واليوم نحن أصبحنا ننتقد اذا كان تطبيق الشفافية وتطبيق الانظمة سيكون محل انتقاد فمعنى هذا أن رضا الناس بالفعل غاية لا تدرك، وما يقال عنا هو ثقة المستثمر بنا، وهناك الكثير من الاشاعات أخذت تتردد في الانترنت، وأعاهد القارئ الكريم بأنني حين ادخل أي شركة سوف أفصح عن خططي وعن توجهي منذ البداية إلا اذا كانت عملية اسهم بسيطة تدخل كمضارب في السوق يوماً او يومين دون وجود توجه، ولكن الحصص التي نسيطر عليها كنسب قوية في الشركات فإننا لا ندخل في مضاربة إلا بناء على خطة استراتيجية معروفة الهدف.

بدلاً من أن تتجهوا الى شراء شركة متعثرة، مثل المتطورة لماذا لا يكون هناك اتجاه لتأسيس شركات جديدة؟

- خالد الشثري: قد نحتاج الى ثلاث حتى خمس سنوات لتأسيس شركة مغلقة ثم تعمل وتربح، فهذه بالنسبة لنا فترة طويلة، والآن نحن في سباق مع الزمن، ورأينا بأن الدخول في شركات قائمة هو الأنسب، ثم أن شركة الصناعات المتطورة من يقرأ مجالاتها سيصيبه الذهول، لأن لديها مجالات عمل كبيرة، ولسنا في حاجة الى الحصول على قائمة التصاريح المطلوبة وهي موجودة، واستثمارات الشركة في الصناعات المتطورة عندما دخلناها والموجودات التي لديها توازي سعر الشراء، وأنا لا أتكلم وليس لي علاقة بارتفاع السهم الذي يحكمه السوق، لكن أتحدث عن توجهي كمستثمر وما هو هدفنا، فهدفنا هو انجاح شركة فاشلة، وهذا من حقنا، ولكننا لسنا مضاربين، ونقوم في يوم وليلة بالدخول الى مجلس ادارة ونتولى مسؤولية ما من أجل أن يقال ان فلاناً رئيس مجلس ادارة، فهذا باعتقادي ليس مغرياً، ولكن بالعكس من هذا فإن ذلك سيلزمنا بشروط وبأنظمة، والذي يريد اللعب فإنه سيكون خارج هذه الصورة. ويجب على أن لا يكون تفكيرنا فقط بما يجب أن نبنيه لأنفسنا، ولكن علينا ضريبة وطن حتى نكون منتجين، فحق الوطن علينا أن نكون منتجين ما دمنا نملك القدرة، وبدلاً من أن أدير شركة خاصة، لماذا لا أدير شركة مساهمة وأكسب المجد بأمانة وشفافية وأستفيد وأفيد الآخر، إذاً الجميع مستفيد ونبني اقتصاداً وطنياً، فأنا من أكثر الناس أشعر بالحرج عندما أرى كوكبة الشباب السعودي الذين يستطيعون النجاح والابداع، وأرى في الوقت نفسه من يتولى القيادات من الاخوة الوافدين.

سبق أن أعلنت وزارة التجارة عن الترخيص ل 26مصنعا للاسمنت هل تعتقد أن هذا العدد مبالغ فيه؟

- خالد الشثري: قبل هذا لماذا نعطي التصاريح، وقد يكون ذلك فك احتكار، ولكن المبدأ ليس هو فقط أخذ التصريح من وزارة التجارة، فهذا سهل الحصول عليه، والأهم من ذلك هل لدينا التمويل الكافي الذي يجعلنا أن نفتتح او ننشئ مصنعاً، واليوم عندما نتحدث عن مصنع اسمنت فإننا نتحدث عن مليار ريال تقريباً، وهناك مؤسسة من أهم المؤسسات في البلد وهي صندوق التنمية الصناعي الذي لا يمول أي مشروع إلا بناء على أسس اقتصادية سليمة مليون بالمئة، وعند الحصول على هذا التصريح هل سيدفع أحدنا رأس ماله كله لانشاء هذا المصنع، وبذلك نكون قد ارتكبنا مغامرة، وإذا أتينا بأي جدوى اقتصادية حقيقية فإنها ستقول لنا لا تنشئ المشروع، لأن المصانع القائمة والتوسعات الحالية الموجودة حالياً فيها تجعل كل مستثمر يحسب ألف حساب قبل أن ينشئ مصنعاً، فهذه نقطة مهمة جداً في حسابات الربح والخسارة. والكارثة التي أخشاها وأحذر منها هي أن تتحول العملية الى اكتتابات ثم تؤخذ المبالغ من المؤسسين وعلاوة اصدار ثم نضعها في مهب الريح وتتكرر مأساة السوق، وليس ببعيد عنا انهيار مثل هذه الممارسات، وأقصد بذلك ما أصاب سوق المناخ بالكويت، وما يمارس في بعض عمليات تأسيس الشركات الجديدة هو كارثة ويد خارجة عن سيطرة وزارة المالية ووزارة التجارة وهيئة سوق المال. وبالمناسبة التصريح لا يعتبر رخصة خاصة في مجال الاسمنت والذي يحتاج بشكل مبدئي من وزارة التجارة وأيضاً امتياز من شركة البترول والثروة المعدنية وكذلك العودة الى وزارة التجارة للحصول على ترخيص تأسيس شركة، حيث لا أتمنى من المستثمر أن يندفع لمجرد اعلان شركة ويضع ماله ثم بعد ذلك يقوم بلوم الجهات الرسمية بعد فترة زمنية، لذلك يجب عليه بداية السؤال عن التصريح الرسمي..

فيما يخص هيئة سوق المال، هذا القادم الجديد الذي نجد أن لمساته موجودة في السوق، فأسعار الأسهم بدأت تتضخم بشكل كبير، وهناك من يطالب بتجزئة الأسهم، هل أنتم مع هذا التوجه بحكم أنكم من كبار المستثمرين والعارفين بهذا القطاع؟

- خالد الشثري: تجزئة الأسهم مطلب ليس مقتصراً علي فقط، فهذه نص عليها نظام الشركات الجديد، ومعمول به في جميع دول العالم، بأن فئة العملة الرئيسة هي قيمة السهم الاسمي، واذا قلنا ان السهم بعشرة ريالات فإن ذلك هو تقسيمة "البيتزا"، ومن الممكن أن نجعل هذه "البيتزا" شريحتين او عشر شرائح، لكن عندما تتحول الى عشر شرائح فإننا نكون قد فتحنا المجال لكل شخص على أن يتناول وجبته براحة تامة، وفي الوقت نفسه نجد أن الكمية لا تزيد، والآن نرى أن الارتفاع الهائل هو في الشركات الصغيرة، لأن أسعارها في متناول يد الجميع، وعندما نقوم بتجزيء القيمة الاسمية الى عشرة ريالات سوف يجعل ذلك من أسهم استثمارية رئيسة في يد المساهم الصغير، وأضيف على ذلك نقطة مهمة، بأن المستثمر السعودي جديد على السوق، وفي حال تجزئة الأسهم فسوف تسحب البساط من تحت المحتكرين القدامى، وإذا كان أحدهم يملك مئة ألف سهم فإنه الآن أصبحت أسهمه مع تجزئتها خمسمائة ألف سهم، وعندها يستطيع أن يبيع مئتي ألف سهم، مما يؤدي ذلك الى حركة شرائية واضحة، خاصة أن الشركات الكبيرة أصبحت أسهمها في يد فئات قفلت عليها ونستها، فكلما قلّت الأسهم كلما زاد السعر، وانما التجزئة لم تغير من قيمة الشركة.

"الرياض": نجد أن أسهم الشركات القيادية عدد قليل منها مطروح في السوق للتداول، كشركة سابك والكهرباء والاتصالات السعودية، هل أنتم مع التوجه لبيع الدولة لحصصها في هذه الشركات وتوسيع رقعة السوق؟

- خالد الشثري: بالنسبة لبيع الدولة لحصصها، فهذا صدر به أمر سامي منذ سنوات، ولكن السؤال متى يجب على الدولة ان تطرح حصصها؟ وأرى بأن الأفضل أن تطرح بصفة مجزأة وبإعلان مسبق عن جدولة الطرح لكي لا يتضرر السوق من هذه العملية، وتكون العملية شفافة جداً، ويكون هناك جدول زمني لجميع الشركات، ولا يمنع ذلك بأن يكون لديها حصص، والذي لا يمكن قبوله هو أن تسيطر الدولة على الحصة الرئيسة في هذه الشركات، خاصة أن لدينا الآن مؤشر أسهم غير حقيقي، لأن أهم ثلاث شركات عاملة في السوق نجد أن 70% من أسهمها مملوكة للدولة، أي خارج نطاق التداول، نضيف على هذه الشركات الثلاث بأن هناك مجموعة شركات تعادل ثلث الموجود في السوق او أكثر تملك الدولة فيها حصصاً، وهذا لا يعطينا مؤشراً حقيقياً، لكن يعطينا ارتفاعاً في الأسعار قد يكون جنونياً..

هناك من يطالب بتقسيم المؤشر الى مؤشرين ما تعليقكم على ذلك؟

- خالد الشثري: هذا معمول به، ولكن معمول به في أسواق فيها نهاية الشركات، لأن الموجود الآن لم يصل عدد الشركات الى ثمانين شركة، فكيف لنا أن نعمل مؤشرين، والواجب بادخال شركات ناجحة هو أن نسهل من الاجراءات، وهنا نبدأ بوضع مؤشرين..

لدى الهيئة قائمة بشركات ترغب بأن تتحول الى شركات مساهمة، والهيئة الآن لم تستوعب تطبيق كافة الأنظمة، ما مطالبكم في هذا الجانب؟

- خالد الشثري: هيئة سوق المال الآن أمامها طلبات منها ادراج وطلبات زيادة رأس المال، فأنظر شخصياً بتفاؤل كبير لهذا المولود الجديد، والضغط عليه بقوة سيضره، والأفضل أن ندعهم يقومون بعملهم في الفترة الحالية، خاصة أن المولود لم يكمل عامه الأول، ولندعه يتأسس بشكل صحيح ويدرك الموجودين ما حوله، وكل ما قامت به الهيئة من خطوات سابقة كان ايجابياً، وفي ظل ارتفاع الأسواق الجنوني لولا وجود الهيئة لكان هناك أمور لا تطاق، فالهيئة تقوم الآن بدور عظيم، لكن لا يجب أن نحملها كامل العبء في أول سنة لها، ويجب ألا نطالبها بعمل أشياء فوق طاقتها، فالعملية تسير بالتدرج، ولدي ثقة كبيرة في هيئة سوق المال وفي ربانها معالي الأستاذ جماز، ولدي ثقة في الشباب العاملين بها، وكل ما اتمناه هو اعطاؤهم الفرصة الكافية.

مقولات تتردد دائماً بأن ضعف الشفافية في هيئة سوق المال ساعد على تصدير أموال سعودية كبيرة الى أسواق مجاورة، ما تعليقكم والامثلة على ذلك ما حدث في ايقاف 44من التنفيذيين في الشركات المساهمة وغيرها؟

- خالد الشثري: هناك فهم خاطئ للشفافية والذي قامت به هيئة سوق المال هو الصحيح، ودائماً أعيب على مجتمعنا التجاري والعام بأنه يلحق الاشاعة ولا يقرأ، ولو قرأوا أنظمة سوق المال لوجدوا أن الذي قامت به هيئة سوق المال هو ما نص عليه النظام، ولا يجب على الهيئة الافصاح عن المجموعة إلا عبر شروط في حال اعتراض المطبق عليه الغرامة، إذ يدخل تحت لجنة ثم يعلن عن اسمه، والاخوة الذين احتجوا على الهيئة قالوا بأن الموظفين فيها "هوامير"، ولكن الصحيح أن الهيئة تتبع النظام.

والآن لنا مطلب على هيئة سوق المال وهذا بالطبع منوط بوزارة الثقافة والإعلام أن يخصص برنامج اسبوعي للحديث حول سوق الأسهم وهيئة سوق المال وماذا تعمل وما الواجبات التي تقوم بها؟ فالهيئة الآن ناشئة عند مجتمع لا يقرأ، ولنا مأخذ كبير على وزارة الثقافة والإعلام وذلك عندما نشاهد شريط الأسهم في التلفزيون، فهو شريط هزيل ومتأخر خمس دقائق وكأن ذلك دعوة صادقة منهم وملحة لتوجيه الناس لمشاهدة قنوات أخرى، مع انه بالامكان تحسين الشريط ووضعه مثل القنوات المنافسة، وبث مادة إعلامية توعية لايضاح الأمور. ولذلك من يرى الشريط الخاص بالأسهم في التلفزيون السعودي يشعر انه يتيم بين خمسين عدواً. أما بالنسبة لهجرة الأموال أقول ان المال ليس له وطن، والمال يتبع الفرص، وكل ما اتحنا الفرص فإن المال سيأتي الينا، فالمال متنقل، والسبب الذي جعل الأموال تذهب الى الخليج او بعض الدول هو وجود الفرص، والسماح للسعودي بالاستثمار فيها.

الاشاعة في بعض مواقع الانترنت نجدها تؤثر على الشركات وتتحكم في أسهمها، فكيف يتم القضاء على هذه الشائعات، وهل تعتقدون أن هيئة سوق المال درست هذا الأمر؟

- خالد الشثري: من الصعب القضاء عليها، لأننا اليوم في عالم النت وعالم الاتصال، والبديل هو التوعية. وخير مثال على ذلك كيف نستطيع أن نصدق كاتباً مادحاً او ذاماً وهو لا يتشرف بكتابة اسمه الصريح، والآن أصبحت مواقع الإنترنت ممتلئة بالأشخاص المضللين من الكتاب.. وأؤكد بأن مع وجود الوعي نستطيع أن نفرق ما بين الغث والسمين. وأؤكد أن الإنترنت أصبحت منابر لبث الاشاعات منها الايجابي لكن السلبي أكثر منه. وأصبح كتّاب بعض المواقع إن أرادوا الرفع من قيمة السهم كالوا له المديح وان كان خارج السهم أخذوا يجيشون الجيوش لذمه.

فيما يخص شركة جازان الزراعية، ذكرت أن استثماراتها شرعية وما يتردد انها ليست موافقة للشريعة الاسلامية ما ردكم؟

- خالد الشثري: كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الاسلامي وغير الاسلامي، وأصبح هناك من يخرج للفتوى، وأصبحت هناك قوائم وأسماء، فهذا الدور يجب أن يقوم به هيئة كبار العلماء، وأن يكون لديها فريق اقتصادي متخصص، وألا يفتي من دون علم، والآن هناك من يحلل وهناك من يُحرم، والجميع يعلم أن في هذا المكان لا تضيع إلا الاستثمارات، ويجب أن تكون هناك قوائم نقية وحقيقة هي قوائم منتقاة، ويجب أن يكون المستثمر متابعاً بشكل ربع سنوي لأي شركة ما من حيث النتائج ودخول الاستثمارات، فأحياناً يضع أحدهم شركة ما في قائمة سوداء ولا ينظر لها ثانية على الرغم من أنها قد تكون عدلت من وضعها وعادت الى حالها الطبيعية.. وأتحدى أي شخص يقول ان استثمارات شركة جازان غير شرعية، إلا إذا بدأنا مثلما بدأ أحد البنوك بوضع قوائم خاصة به ليس لها علاقة بالشرعية وانما علاقتها اقتصادية.. وكل خوفي أن تتحول فتاوى الأسهم الى مجال يدر بالأرباح على من يقوم بهذه الفتاوى، وأنا لا أستطيع أن أفهم مجموعة من بعض الذين يفتون هم مستشارون لبنوك يحرمونها، فكيف نقبل أن نأخذ مالاً من هذا البنك ونحن نحرمه، فهذا الأمر أي عقل يقبله.

لو عدنا لشركة جازان الزراعية فيما يخص المشاريع التوسعية، هل تدرسون في هذه الشركة شراء بعض الشركات الزراعية المتعثرة، وهل تدعون لثقافة الاندماج؟

- خالد الشثري: أنا ميال بقوة للتكتلات هذا بصفة عامة، وكل ما اشتدت الشركة كلما أخذت وضعها الأفضل في المنافسة مع الآخرين، وفيما يتعلق بشركة جازان فإنها طلبت رفع رأس المال وحددت في اعلانها بأنها تطلب هذه الزيادة لأجل اكمال مشروع الاستزراع السمكي، وهدفنا هو أن نصل الى (5600) طن من انتاج الروبيان، ونحن ولله الحمد مجلس غير كسول، ونشط، ولديه الاستعداد لمناقشة أي شيء فيه مصلحة للشركة، ولكن بصفة عامة أؤيد وبقوة لجميع التكتلات.. ومجلس ادارة شركة جازان سبق حدث دخول المملكة الى منظمة التجارة العالمية فتوجه الى نشاط رئيس مرحب به في جميع الدول الأخرى.. والآن الشركة دخلت بالاضافة لاستزراع الروبيان بالاستزراع السمكي وهذا الاستزراع مرحب به في الدول الاخرى.

لماذا ثقافة الاندماج غائبة عن ذهننا، ما تفسير ذلك، وهل أن أغلب الشركات عائلية في المملكة؟

- د. خالد الشثري: الآن مع ثقافة السوق الحديثة أصبح الجميع يطالب برفع رأس المال، عكس ما كان سابقاً، واليوم نمر بمرحلة هي خلق ثقافة جديدة في مجال الأسهم وفي مجال الشركات بالمجتمع السعودي. ولكي يتفاعل هذا المجتمع مع هذه الثقافة تجاراً وأفراداً يجب أن نوسع فرص حصولهم على المعلومة الصحيحة، والآن هناك فرصة كبيرة في المجتمع لمن أراد أن يستفيد، وثقافة الاندماج هي ثقافة عالمية وليست حديثة ومعمول بها، لكن من غير الممكن اقناع كبار السن على شيء هم يمارسونه منذ سنوات ولم يفكروا في اندماجه بأنه سوف يكبر مشروعهم كثيراً.. خاصة أن الجيل الجديد هو جيل اقتصادي خطير. والدولة صرفت على هؤلاء الشباب ومن حقها الاستفادة منهم.

ما هي توقعاتك لآراء سوق الأسهم في المرحلة القادمة؟

- خالد الشثري: سوق الأسهم لا يزال سوقاً واعداً في المملكة، ومثلما ذكرنا في البداية هناك استقرار سياسي ونمو اقتصادي ونضيف اليهما اضافة مهمة بالنسبة لسوق الأسهم فقط هي عدم وجود بدائل استثمارية مغرية للفرد السعودي للتوجه لها. فأصبح سوق الأسهم هو السوق الربحي السريع، وسوق الأسهم دائماً ما أشبهه بكازينو (القمار)، الذي يدخله ويربح يقول سأربح كثيراً، والذي يخسر فيه يقول سوف أعوض الخسارة. فأتمنى ألا يصل المستثمر أو المضارب الى مرحلة الندم، بل يجب على كل من يستثمر في السوق السعودية أن يحسب خطواته جيداً، ويجب عدم الاندفاع غير المتعقل في بعض الأسهم..