█▓▒░ يا أنا █▓▒░ ‏

[amr alaa]

بسم الله الرحمن الرحيم
..


تجولت في أحوالنا وحواراتنا في اتفاقنا واختلافنا
فلم أجد أصدق علينا من قول الشافعي رحمه الله:


صديقٌ ليسَ ينفعُ يومَ بؤسِ ... قريبٌ منْ عدوِّ في القياسِ
وما يبقى الصديقُ بكلَّ عصرٍ ... ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدهرَ ملتمساً بجهدي ... أخا ثقةٍ فألهاني التماسي
تنكَّرتِ البلادُ ومنْ عليها ... كأنَّ أناسها ليسوا بناسي


ثم رجعت إلى الوراء حتى وصلت إلى ديار الأنصار رضوان الله عليهم
وتأملت أحوالهم مع إخوانهم المهاجرين
لم يكونوا يعاملونهم كإخوانهم
بل كأنفسهم
حتى أن الله عز وجل خاطبهم بذلك في سياق التعليم والتأديب والتأنيب
فقال تعالى لهم في تعليمهم آداب السلام والاستئذان:
(فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)
وفي سياق التأديب:
(وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)
وفي سياق التأنيب:
(لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
فجعل المسلم مع أخيه كنفس واحدة؛ ليحرك نفسه ويحثها على المبادرة بالخير


هذا الخطاب الذي لم ينفع اليهود حين قيل لهم:
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ)


ومع تطاول الأزمنة تباعدنا عن سنن الهدى وطرائق الهداية
حتى إن الواحد منا ليميل إلى أخلاق اليهود مع إخوانه ويدع أخلاق الصحابة
فاستثقلنا بذل النصيحة وقبولها
حتى ثقل علينا أن ننادي إخواننا باسم الأخوة
وهذا والله قتل للأخوة


إذا رضي الصديق من الصديق ... بمتفق السلام على الطريق
فما يتزاوران بغير عذر ... ولا يتعاتبان على العقوق
فقد جعلا سلامهما عزاء ... على موت الصداقة والخفوق


لكن لا يأس
فسنتجاوز هذه العقبة بتوفيق الله تعالى

قال لي المحبوبُ لما زُرْتُهُ ... من ببابي ؟ قلتُ بالبابِ أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى ... حينما فرّقت فيه بيننا
ومضــى عامٌ فلمّـا جئتُــه ... أطرقُ الباب عليه مُوهِنــا
قال لي من أنت ؟ قلتُ انظر فما ... ثمَّ إلا أنتَ بالبابِ هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى ... وعرفت الحبَّ فادخل يا أنا


يا أنا
إنما أرى فيك خطئي
وألتمس فيك عذري
وأستقيل فيك عثرتي
فإذا أخطأتَ فاعذرني وأقل عثرتي


..


وإذا كان أخي كنفسي
فلن أعاقب نفسي لأجل نفسي
بل إن عذرتُ وأحسنتُ فإنما ذاك لنفسي


يجني الخليل فأستحلي جنايته ... حتى أدل على عفوي وإحساني
إذا خليلي لم تكثر إساءته ... فأين موضع إحساني وغفراني
يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ... لا شيء أحسن من حان على جانِ



حتى من لم يعاملني بذلك
فسأحمله على ذلك
حتى يرضى بذلك


وإني وإن كانت مراضًا صدوركم ... لملتمس البُقيا سليم لكم صدري
وإن أخا المرء من شد أزره ... وأصبح يحمي غيبه وهو لا يدري



وأختم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء
يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله).
قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم ؟
قال: (هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها،
فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور،
لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)
وقرأ الآية: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
رواه أبو داود وصححه الألباني
..
منقول

جزاه الله الكاتب خير جزاء

[SMAA]

وإذا كان أخي كنفسي
فلن أعاقب نفسي لأجل نفسي
بل إن عذرتُ وأحسنتُ فإنما ذاك لنفسي

نقل رااائع وما أحوجنا لمثله في زمن جفَت فيه القلوب وقست
حتى على أقرب الناس إلينا
جزاك الله خيرا وأثابك