اغتيال الدولار النيوزلندي على يد البنك المركزي

اتخذ بنك الاحتياطي النيوزلندي القرار بشأن خفض الفائدة 50 نقطة وليصل المعدل الأساسي إلى 2.5% مما أسفر عن عمليات بيع مكثفة للدولار النيوزلندي. و ربما لم يكن الخفض هو العامل الوحيد الذي أدى إلى البيع المكثف للعملة حيث تضمن بيان الفائدة الكثير من التطلعات القاتمة التي لا تشير سوى إلى مستقبل غير مضمون و مصير ضائع لأي استثمار في نيوزلندا. بهذا الصدد، أعلن "ألان بوللارد"، رئيس بنك الاحتياطي النيوزلندي، أن هناك تهديدات حقيقية تتمثل في تحركات معدل التضخم بقوله "نمو أضعف و ظروف ائتمانية صعبة و غير مضمونة" و هو ما يشير إلى إمكانية غرق الاقتصاد النيوزلندي في دوامة ضغوط التضخم. و بصفة عامة، جاءت تصريحات "بوللارد" محايدة قاتمة للعاية يملؤها التشاؤم بصورة أكثر من المتوقع حيث كانت العناوين الرئيسية لتصريحاته تشير إلى هبوط حاد في ثقة الأعمال و ثقة المستهلك و تدهور أوضاع التوظيف. و يمكننا من خلال هذه التوليفة من البيانات و التطلعات القاتمة أن نتوقع استمرار بنك نيوزلندا في مسيرة خفض الفائدة و الإبقاء على المعدل عند مستويات منخفضة حتى نهاية 2010 على الأقل..

و من المرجح أن أن هناك حاجة لعمليات خفض مستقبلية من أجل استيعاب أوجه القصور التي تعرضت لها عمليات التحفيز المالي التي قامت بها نيوزلندا في الفترة الأخيرة و هي العمليات التي انتهى أثرها منذ أعلنت الحكومة التخطيط لخفض الإنفاق الحكومي. كما يمكننا أن نتوصل من كلمات "بوللارد" إلى أن مستوى 2.5% يمثل سقف معدل الفائدة إلى نهاية 2009 و هو ما يشير إلى أن هذا المستوى هو الحد الأقصى للفائدة حتى نهاية العام الحالي على الأقل. على الرغم من ذلك، لا زال لدى محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي بعض الامل الذي اتضح من خلال إشارته إلى هناك قدر من التقدم و الاستقرار حققها القطاع المصرفي. على الرغم من كلما سبق ، استند "بوللارد" إلى علامات التعافي و الاستقرار التي بدأت تتوالي على الاقتصاد النيوزلندي في التأكيد على أن الاقتصاد النيوزلندى لن يلجأ على الإطلاق إلى توجيه السياة النقدية للبلاد إلى اتباع خطى الفيدرالي، بنك إنجلترا أو بنك اليابان و أن احتمال الانضمام إلى نادي الصفر فائدة احتمال مستبعد من جدول أعمال لجنة السياسة النقدية ببنك نيوزلندا.

تحركات الدولار النيوزلندي و كيف استجاب لقرار الفائدة؟
اتخذ الدولار النيوزلندي اتجاهاً معاكساً تماماً في أعقاب إعلان قرار خفض الفائدة. فبعد ارتفاع العملة بواقع 150 نقطة، لم يتمكن الكيوي من الحفاظ سوى على 40 نقطة فقط من هذه المكاسب. و من وجهة النظر الفنية، يتلقى الدولار النيوزلندي دعماً عند مستوى 0.5486 و هو الكستوى الذي حققه في 20 إبريل. كما أن لدينا التصحيح بنسبة 50% الذي قام به الزوج في أوائل مارس من المستويات المنخفضة إلى مستوى 0.5438 في أوائل إبريل. في هذه الحالة يجب أن تتخذ السوق موقفاً واضحاً من الدولار النيوزلندي مع الوضع في الاعتبار الاتجاه المعاكس الذي اتخذه الكيوي في أعقاب إعلان خفض الفائدة و هو ما يشير إلى إمكانية مواجهة الدولار النيوزلندي مقاومة عند مستوى النسبة التصحيحية 23.6% عند 0.5725ليتوجه بهد ذلك إلى الارتفاع المحقق في 6 إبريل عند مستوى 0.5982..

______________________________

المصدر: Fx360

ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..