المزيد من البيانات السيئة للمملكة المتحدة و تحسن على الصعيد الأوروبي

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:

-طلبات السلع المعمرة. (الولايات المتحدة)
-مبيعات المنازل الجديدة. (الولايات المتحدة)
-المؤتمر الصحفي لـ "جيثنر" في أعقاب قمة مجموعة السبعة

تعليق السوق:
لا زالت ميزانية "دارلنج" تستحوذ على الاهتمام، خاصةً فيما يتعلق بزيادة الإنفاق الحكومي و الارتفاع المبالغ فيه في حجم إصدار السندات الحكومية. ففي مقال نشرته صحيفة الـ "تيليجراف" البريطانية جاء أن وكالات التصنيف الائتماني العالمية "مودي" و "ستاندارد آند بورز" تراجع تصنيف الدين الحكومي بالمملكة المتحدة و إمكانية هبوطه من مستوى AAA حيث تشير تقديرات الوكالتين إلى أنه من المتوقع في ضوء بيان الميزانية الصادر الأربعاء الماضي أن يصل الدين إلى 80% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2013. يذكر أن مدير تصنيف الدين الحكومي لأوروبا في وكالة "ستاندارد آند بورز"، "فرانك جيل"، أشار في نوفمير الماضي إلى أن الدين الحكومي البريطاني سوف يصل إلى 60% الناتج الإجمالي المحلي و هوة ما يهدد التصنيف AAA. لذا لن يكون من المستغرب أن نرى المملكة المتحدة تلحق بركب هبوط تصنيف الدين الحكومي لتنضم إلى إسبانيا، أيرلندا، اليونان و البرتغال. و لا شك أن هبوط هذا التصنيف للمملكة المتحدة سوف يعد من أكبر الكوارث الاقتصادية في تاريخ الاقتصاد البريطاني خاصةً و أن إصدار السندات الحكومية سوف يصل إلى رقم غير مسبوق. و فيما يتعلق بعالم العملات، تعرض الإسترليني لضغوط شددية أثناء تعاملات الفترة الأسيوية مما أدى إلى تراجع قيمته بنسبة 30% مقارنة بالمكاسب التي حققها بالأمس..

أما البيانات الأمريكية فكانت مخيبة للآمال كما جرت العادة على ذلك منذ بداية الأزمة حيث سجلت قراءة مبيعات المنازل الجديدة 0.3-% و هو ما جاء أسوأ من التوقعات التي تضمنت تحسن طفيف، بينما تراجعت قراءة إعانات البطالة بنسبة 60% مقارنةً بالتحسن الذي حققته الأسبوع السابق لتسجل القراءة ارتفاع إعانات البطالة إلى 640 ألف، رغم ذلك توافقت القراءة مع توقعات السوق. كما كان هناك تدهوراً ملحوظاً في إجمالي إعانات البطالة التي ارتفعت إلى 6.137 مليون مقابل 6.044 مليون الأسبوع الماضي. كان من المفترض أن يشير ما سبق إلى يوم جديد في عهد تجنب المخاطرة، إلا أن وول ستريت فاجأت الجميع بارتفاع فاق كل التوقعات اعتماداً على الأخبار الجيدة للأرباح المرتفعة للبنوك و المؤسسات المصرفية الأمريكية و هو ما أدى إلى انحسار الأثر المتوقع للبيانات الأمريكية السيئة لتتعرض الأسواق لنوبة من شهية المخاطرة ليتراجع الدولار الأمريكي لصالح العملات التي كانت مهددة بالهبوط بالأمس على رأسها الإسترليني..

في نفس الوقت، فجر بنك كندا مفاجأة كبيرة للأسواق عندما أعلن "كرينري"، محافظ بنك كندا، في إطار تقرير السياسة النقدية أن البنك المركزي لن يلجأ إلى سياسة التسهيل النقدي في المستقبل القريب. و أضاف أن المعدل الحالي للفائدة الذي اقترب من الصفر سوف يمثل عنوان السياسة النقدية الكندية حتى 2010 على الأقل دون اللجوء إلى أي إجراءت نقدية أخرى على مدار هذه الفترة و أعلن أنه يرى المعدل الحالي مناسباً للغاية فيما يتعلق بأهداف النمو و التضخ الكدنية في الفترة الراهنة. كما يتوقع أن يتعرض الناتج الإجمالي المحلي الكندي إلى تراجع بنسبة 3% في 2009 و هي النسبة التي من المحتمل تتغير إلى نمو بنسبة 2.5% في 2010 و 4.7% خلال 2011. كما صرح "كرينيري" بأن اتخاذ أي من القرارات التي من المحتمل أن تتخذ بشأن تطبيق التسهيل الائتماني أو النقدي سوف يتم الإلان عنه في إطار بيان الفائدة الكندية الذي يصدر بشكل دوري علاوة على إرجاء المناقشة حول هذا الموضوع إلى الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية لبنك كندا المقرر انعقاده في 4 يونيو. نتيجة لما سبق، بدأ الدولار الكندي سجاله ضد الدولار ليهبط زوج (الدولار / دولار كندي) إلى مستوى المتوسط الحسابي للـ 200 ساعة خللال تعاملات الفترة الأسيوية..

على الصعيد الأمريكي، صدرت بالأمس القوائم المالةي السنوية لبنك الاحتياطي الفيدرالي و هي القوائم التي تعتبر أول مصدر للتفاصيل عن انهيار محفظة
Maiden Lane و التي تقرر حصولها على أصول بقيمة 30 مليار من "بير ستيرنز" و ذلك بهدف تسهيل دمج هذه محفظة في مؤسسة "جيه. بي. مورجان". يذكر أن المحفظة قد حققت في وقت سابق خسائر تعادل الـ 5.6 مليار دولار مع هبوط النسبة المملوكة للمحليين إلى 38% أي ما يوازي 0.9 مليار. كما سجلت المحافظ الإضافية للأوراق المالية المدعومة عقارياً و الأصول المتعثرة المملوكة لـ "أيه. آي. جي" خسائر كبيرة في العام الماضي..


و بالنظر إلى البيانات التي من المقرر صدورها اليوم، نجد البيانات الأمريكية التي من المتوقع أن تسير عكس اتجاه قراءات فبراير حيث من المتوقع أن تتعرض طلبات السلع المعمرة هبوطاً حاداً لتأتي على خلاف التوقعات التي تشير إلى الهبوط بنسبة 1.5%. و على الصعيد الأوروبي، بدأ الربع الثاني من 2009 بارتفاع ملحوظ في القراءة الأولية لمؤشر PMI و هو الارتفاع الذي من الممكن أن يمتد لوقت طويل علاوة على تحسن مسح IFO الألماني الذي تحسنت قر اءته إلى 83.7% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 82.4. بينما تدهورت القراءة الأولية للناتج الإجمالي المحلي لتسجل 1.9-% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 1.5-% و هو ما يشير إلى تسحن البيانات الأوروبية مقابل تدهور البيانات البريطانية..



____________________________________

المصدر: Saxobank
ترجمة قسم التحليلات و الاخبار بالمتداول العربي..