تقلبات واضطرابات مستمرة تحيط بسوق العملات .. وأصابع الاتهام تشير إلى شهية المخاطرة!



الدولار الأمريكي والين الياباني يشهدا تراجعاً حاداً، ولكن هل هناك احتمالات بمعاودة الصعود؟

شهد كل من الدولار الأمريكي والين الياباني يوم الثلاثاء تراجعاَ حاداً بعد الارتفاع الذي شهده كل منهما يوم الأثنين مقابل جميع العملات الرئيسية. ويرجع السبب وراء ذلك إلى تحسن قوي وملحوظ في شهية المخاطرة. على الرغم من ذلك، لا زالت هناك مخاوف تحيط بمدى صحة الأسواق المالية في ظل "اختبار الضغوط" الذي تجريه الحكومة الأمريكية على 19 مؤسسة مصرفية. ولحين الإعلان عن نتائج هذا الاختبار في الرابع من مايو القادم، تظل هناك احتمالات لارتفاع الدولار والين. وفي الواقع، يبدو مؤشر الدولار متخذاً الاتجاه الصاعد، كما يبدو العديد من أزواج الين التقاطعية مقتربة من مستويات مقاومة رئيسية، وهذا من شأنه أن يدعم الرؤية القائلة أن احتمالات صعود الدولار والين لا زالت قائمة.

شهية المخاطرة تدفع اليورو نحو الصعود. والإسترليني ينتظر نتائج اجتماع بنك أنجلترا وإعانات البطالة

تحسن أداء اليورو إلى حد ما مقابل الدولار اليوم، حيث تحسنت معنويات المستثمرين بألمانيا بأكثر من المتوقع في أبريل. وبالفعل، ارتفع مؤشر ZEW الألماني لثقة الأعمال إلى المنطقة الإيجابية للمرة الأولى منذ عامين ليرتفع من -3.5 إلى 13.0 حيث ارتفعت جميع أسواق الأسهم العالمية. على صعيد أخر، لا يزال التشاؤم يغلب على المعنويات تجاه الأوضاع الحالية، حيث تراجع هذا المكون إلى أدنى مستوى في خمسة أعوام من -89.4 إلى -91.6.

وبالمثل، ارتفع الإسترليني اليوم مقابل جميع العملات الأخرى باستثناء الدولار الأسترالي والنيوزيلندي. وفيما يتعلق بزوج (الإسترليني/دولار) فقد ارتد بنسبة 38.2% فيبوناتشي لـ 1.3655 – 1.5070 عند 1.4532 وأنهى اليوم دون المقاومة المقبلة عند مستوى 1.4700. وارتفع الزوج رغم نتائج مؤشر أسعار التجزئة السنوي الذي تراجع بنسبة 0.4% في مارس، مسجلاً بذلك أول انكماش له منذ عام 1960. في الوقت ذاته، تراجع مؤشر أسعار المستهلكين في مارس إلى 2.9% على أساس سنوي.

هذا ويبدو أن صباح الأربعاء سوف يشهد اضطراباً بالإسترليني، حيث من المقرر أن تصدر نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك أنجلترا الذي انعقد في التاسع من أبريل الجاري والتي لن تثير تحركات السوق لأنها لن تحمل في طياتها الجديد، حيث كان بيان البنك الأخير بسيطاً وواضحاً، والجدير بالذكر أن اللجنة صوتت في هذا الاجتماع على ثبات سعر الفائدة عند 0.5%، كما صوتت على استئناف برنامج شراء الأصول في إطار إجراءات التسهيل النقدي، وأن البرنامج سوف يستغرق شهرين أخرين لحين الانتهاء منه. ولقد قيل أن إعلان بنك أنجلترا عن حاجته لرفع تكلفة برنامج التسهيلات النقدية من شأنه أن يؤثر سلباً على الإسترليني. في غضون ذلك، تصدر نتائج إعانات البطالة والتي من المتوقع أن ترتفع بمعدل 116.000 في مارس بعد أن سجلت 138.400 في فبراير. فإن هذا لا يشير فقط إلى الارتفاع الرابع عشر على التوالي بل ويدفع معدل إعانات البطالة إلى أعلى مستوياته منذ 11 عام إلى 4.6%. ففي ظل سرعة وتيرة فقد الوظائف، لا يزال اقتصاد المملكة المتحدة بعيداً كل البعد عن الانتعاش، مما يؤدي إلى إحباط الأسواق والذي بدوره يدفع زوج (الإسترليني/دولار) إلى التراجع الحاد. من ناحية أخرى، إذا جاءت النتائج أفضل من المتوقع فإن هذا سوف يمثل عامل دعم قوي للإسترليني.

ارتفاع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بنسبة 3% مقابل الين – (الأسترالي/دولار) ينتظر نتائج مؤشر أسعار المستهلكين

كان الدولار الأسترالي هو أقوى العملات الرئيسية اليوم يليه الدولار النيوزيلندي، حيث أغلق كل منهما اليوم على ارتفاع بنسبة 3% مقابل الين الياباني، وبنسبة تتعدى 2% مقابل الدولار الأمريكي. ومن المحتمل أن يضطرب الدولار الأسترالي الليلة حيث تصدر نتائج مؤشر أسعار المستهلكين، حيث تشير التوقعات إلى ارتفاعه بنسبة 0.5% في الربع الأول من عام 2009، مما يدفع القراءة السنوية إلى التراجع إلى أدنى مستوى فيما يزيد عن عام من 3.7% إلى 2.8%. على الرغم من ذلك، فبعد خفض الفائدة الأسترالية بمعدل 25 نقطة إلى 3.00%، صرح محافظ البنك الإحتياطي الأسترالي "جلين ستيفين" أن معدل التضخم سوف يواصل تراجعه عن مستوياته في العامين الماضيين على المدى المتوسط، مما يرجح أن نتائج الربع الأول سوف تعكس مزيداً من التباطؤ في نمو الأسعار. علاوة على ذلك، تراجع مؤشر أسعار المنتجين بشكل مفاجئ في الربع الأول من العام إلى 0.4%، مؤكداً بذلك أن أسعار المستهلكين سوف تتبعه لا محالة.

هذا وترددت بعض الأقاويل أن بيان لجنة السياسة النقدية بالبنك الإحتياطي الأسترالي أشار إلى أن البنك سوف يثبت سعر الفائدة عند هذا الحد في اجتماعاته المقبلة حيث أن "موقف السياسة النقدية الذي اقترن بالمبادرات المالية المؤثرة يدعم بقوة معدل الطلب المحلي في الفترة القادمة." على الرغم من ذلك، ففي حالة تراجع معدل نمو أسعار المستهلكين دون هدف البنك الذي يتراوح بين 2-3%، فإن الدولار الأسترالي سوف يتراجع بشدة. إلا أنه في حالة تحسن القراءة فمن المؤكد أن الدولار الأسترالي سوف يتخذ الاتجاه الصاعد.

اضطراب الدولار الكندي عقب قرار الفائدة الذي خالف التوقعات

تراجع الدولار الكندي بحدة مقابل جميع العملات الرئيسية صباح اليوم، حيث تراجع زوج (الدولار/دولاركندي) إلى مستوى 1.25 عقب قرار بنك كندا بخفض الفائدة بمعدل 25 نقطة لتصل إلى 0.25%. كما صرح البنك أيضاً أنه قرر ثبات سعر الفائدة عند هذا الحد حتى نهاية يوينو 2010، قائلاً أن هذا يعتمد على "توقعات التضخم". ولقد ظهرت بعض الدلائل على أن بنك كندا سوف يخفض الفائدة اليوم. على الرغم من ذلك، يشير الهبوط السريع والحاد الذي شهده الدولار الكندي عقب صدور القرار إلى أن القرار لم يكن متوقعاً. وبنهاية اليوم وعلى الرغم من ذلك، أدت حالة الضعف العام التي أصابت الدولار الأمريكي، وارتفاع شهية المخاطرة إلى عودة زوج (الدولار/دولار كندي) إلى المستوى الذي أغلق عنده يوم الأثنين الماضي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

المصدر : Daily Fx

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي