مؤثرات جديدة في سوق العملات: أرباح الشركات، اختبار الضغط و المقاومة و التصريحات الحكومية


إذا كنت من متابعي سوق العملات عن كثب فمن الطبيعي أن تعلم جيداً أن المؤثر الأهم في هذه السوق هو البيانات، الاخبار و النتائج الاقتصادية، و لكن هل تعلم أن دور هذه البيانات قد تراجع في الفترة الحالية؟ و هل تعلم أن غياب هذه البيانات من الممكن أن يسمح لغيرها من المؤثرات في القفز إلى مقصورة القيادة و توجيه و تحريك سوق العملات و هو ما يتضح من خلال تعاملات سوق العملات على وجه التحديد و أسواق المال بصفة عامة حيث بدأنا في ملاحظة تأثيرات بعض العوامل و المؤثرات الأكثر فاعلية في أسواق المال. كان البطل الأول على مسرح هذه المؤثراتك اتجاهات المخاطرة التي جذبت البساط من تحت أقدام البيانات الاقتصادية مؤخراً لتمارس نفوذها و تأثيرها في سوق العملات و أسواق المال عموماً و تفرض سطوتها تماماً على الأسواق على مدار الأسبوعين الماضيين و هو السبب الذي أى إلى ارتفاع أسواق الأسهم بسبب تحول هذه الاتجاهات لترجيح كفة شهية المخاطرة مما أدى إلى ارتفاع أسواق الأسهم و أصول المخاطرة بينما تراجعت عملات و أصول الملاذ الآمن على رأسها الدولارو الين. كانت الخطوة الثانية أن قفزت مؤثرات أخرى إلى النقصورة لتنتزع زمام الأمورو عجلة القيادة من يد اتجاهات المخاطرة و هي تقرير أرباح الشركات التي أثرت إيجابياً على معنويات السوق خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أنها لم تهنأ بذلك لفترة طويلة حيث بدأت مشاعر الخوف و القلق في العودة و بقوة إلى السوق و هي المشاعر التي فجرتها ما أطلقت عليه الحكومة الأمريكية "اختبار الضغط" أو "تجربة المقاومة" و التي تمثل نتائجها الفئة الجديدة من المؤثرات في سوق العملات و أسواق المال عموماً لتلقي الضوء على الممارسات الحكومية و الإجراءات الرسمية التي بدأت في احتلال مكان مميز بين المؤثرات القوية في سوق العملات. على ذلك إذا كنت من المتابعين لتطورات الموقف في سوق العملات و أسواق المال فإليك قائمة من المؤثرات التي من الممكن أنر تراها تتناوب على التأثير في الأسواق الواحدة تلو الأخرى:

-البيانات الاقتصادية.
-اتجاهات المخاطرة (شهية المخاطرة – تجنب المخاطرة)
-أرباح الشركات. (من المؤثرات الموسمية)
-الإجراءات الحكومية و درجة تدخل الحكومات في سير اقتصاد الدول.

-المساعدات المالية الحكومية و مدى قدرة المؤسسات و الشركات على سدادها للتخلص
من سيطرة الحكومة.


و فيما يلي أيضاً استعراض لأهم ما نتج عن هذه المؤثرات على أسواق المال في خلال الايام القليلة الماضية:


مشتري الدولار في مقصورة القيادة:

تلقت أسواق الأسهم ضربة قاصمة في إطار تعاملات الأمس حيث ازدادت المخاوف حيال إمكانية تعرض القطاع المصرفي الأمريكي لأزمة جديدة و التي من شأنها تعزيز مشاعر الخوف و الشك لدى المستثمرين. نتيجةً لذلك، هبط الداو جونز بنسبة تجاوزت الـ 3، بينما انخفضت أسعار الأسهم بصفة عامة بنسبة 9.0% خلال التعاملات اليومية. و مع ندرة البيانات الاقتصادية ذات الأهمية العليا هذا الأسبوع، يبقى العامل الأكثر تأثيراً في الأسواق الأمريكية هو تدفقات أرباح الشركات. و بينما تتردد الأنباء حول المستقبل الواعد لهذه الشركات و الذي تعكسه تقارير الأرباح الأمريكية حتى الآن، تتوافر القناعة لدى الكثيرين بأن هذا هو الشهر السابع على التوالي الذي تشهد فيه أرباح الشركات هبوطاً ملحوظاً. وفقاً لذلك، بدأت اتجاهات المخاطرة في العمل لمصلحة الدولار الأمريكي و الين الياباني لتعطي العمليتن المزيد من القوة. لذا يمكن القول بأن ارتفاع الأرباح المزعوم ما هو إلى ارتداد بسيط حققته هذه الأرباح في أعقاب الهبوط الحاد الذي تعرضت له في غمار الأزمة الاقتصادية الحالية. بناءً على ما سبق، هبطت الأزواج التقاطعية على رأسها زوج (الدولا الأسترالي / ين) الذي هبط بنسبة 4.5%..

الأنظار تتوجه إلى الأرباح:

و حتى مع المعنويات السالبة التي سادت الأسواق ، تستمرأرباح الشركات في إظهار قدر كبير من التحسن لتتصدر قائمة التطورات المؤثرة في الأسواق حيث بدأت معظم الشركات في تجاوز التقديرات الصادرة في أوقات سابقة بشأن أرباحها حيث وصل متوسط زيادة أرباح ما يزيد على 64%. و من الملاحظ أن المؤسسات المالية جاءت على رأس الرابحين و هي بالتحديد؛ "بنك أمريكا" و "جولدمان ساكس". مع ذلك، لا زالت المخاوف حيال الخسائر الائتمانية تضغط على ما حققته الشركات من أرباح تتجاهل القدر الكبير من القوة الذي اكتسبته هذه المؤسسات المصرفية مؤخراً. يذكر أن "بنك أمريكا" كان هو الرابح الأكبر وفقاً للتقارير الصادرة يوم أمس و التي أشارت إلى أن أرباح أكبر الجهات المقرضة الأمريكية قد حققت ثلاثة أضعاف أرباحها في الربع الأول من 2009 مقارنةً بما تعرضت له من خسائر فادحة كانت على وشك الإطاحة بها تماماً و محوها من على الخريطة العالمية للائتمان. على الرغم من ذلك، أطلقت الشركة التحذيرات التي أشارت إلى أنها خصصت 6.4 مليار دولار لتغطية القروض المستحقة التي تعذر سدادها و هي التحذيرات التي من شأنها وحدها تعزيز المخاوف حيال الأوضاع الائتمانية للشركات و دعم إمكانية قيامها بعمليات طرح أوراق مالية جديدة للاكتتاب. أما الضربة الثانية فجاءت في إطار بيان "جولدمان ساكس" التي أعلنت أن تزايد الخسائر الائتمانية لمجموعة "سيتي جروب" و هي الشركة التي جاءت على رأس قائمة الرابحين و اليت تلقت في وقت سابق مساعدات مالية حكومية بقيمة 45 مليار دولار. على الرغم نكل ما سبقت الإشارة إليه، يؤكد وزير الخزانة "جيثنر" أن اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بعيد تماماً عن أي أزمة ائتمانية جديدة و ذلك في الوقت الذي يعاني فيه المستثمرون من استمرار تراجع الأوضاع الائتمانية الأمريكية. و مع الأرباح التي حققت ارتفاع بنسبة 40% لـ S&P500 مؤخراً، يبدو و أن الأرباح ربع السنوية لم تعبر عن ارتفاع حقيقي، بل اكتفت بمجرد تحقيق ارتفاع ملحوظ بالنسبة لحالة الضياع التي كانت عليها هذه الشركات أثناء تواجدها في قلب الأزمة و هو وضع من الطبيعي ألا يُقاس على أساسه أي تقدم..

اختبار الضغط أو تجربة المقاومة الحكومية:

بالإضافة إلى الأرباح، لا زالت نتائج "اختبار الضغط أو المقاومة" الذي فرضته الحكومة الأمريكية على الشركات من أهم العوامل التي تؤثر على معنويات السق. و حتى مع تحقيق الشركات لأرباح ملموسة و تحسن أداء هذه الشركات، لا زالت هناك بعض المخاطر التي تهدد أسواق المال و التي تتمثل في نتائج اختبار الضغط أو تجربة المقاومة و التي من المتوقع أن تشير إلى استمرار حالة التعثر التي يعانيها سوق المال الأمريكي حيث من الممكن أن تلتهم هذه النتائج السلبية حالة التفاؤل التي اجتهدت الأسواق في بناءها على مدار الأشهر القليلة الماضية و التي بدأت تستمتع بها خلال الشهر الماضي. عند هذا الحد يمكن اعتبار الإجراءات الحكومية من أخطر المعوقات التي من الممكن أن تعترض طريق التعافي الذي شهدته أسواق الأسهم في الفترة الاخيرة. علاوة على اختبارات الضغط و المقاومة المفروضة على المؤسسات المالية و المصرفية الأمريكية لدينا ذلك التساؤل المحير الذي يفرض نفسه على ساحة الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن و هو:

إلى متى تظل البنوك مقيدة بأغلال المساعدات الحكومية؟

إضافة إلى ما سبق، لدينا أيضاً تلك التصريحات من جانب "راهم إيمانويل"، رئيس فريق عمل الرئيس أوباما و "لاري سامرز" ، رئيس المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض، و هي التصيحات التي تعبر بالطبع عن وجهة نظر الحكومة الأمريكية و التي تشير إلى أن الأسواق تمر بتحسن مؤقت و ليس تعافي كامل كما يدعي البعض..



__________________________
المصدر: Fx360
ترجمة قسم التحليلات و الاخبار بالمتداول العربي..