أزواج الين ... إلى أين؟

شهد الدولار الأمريكي والين الياباني تداولاً هادئاً في بداية جلسة التداول الأسيوية، ولكنهما تراجعا عقب إصدار تقرير الناتج المحلي الإجمالي للصين، الذي كشف عن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين في الربع الأول من عام 2009 بنسبة 6.1%، وهو ما يشير إلى أقل معدل نمو في عشرة أعوام. بوجه عام، ظلت تطلعات الأسواق المالية مضطربة. فلقد تمكن الداوجونز من الإغلاق فوق مستوى 8000 عند 8029 يوم أمس، إلا أنه لا يزال عرضة للتراجع. أما مؤشر نيكي، فقد وصل إلى مستوى 9030، ولكنه لم يتمكن من البقاء فوق مستوى 9000. بينما لا يزال مؤشر الدولار وزوج (اليورو/دولار) يتحركا في نطاق ضيق للغاية.

من ناحية أخرى، صدر بالأمس تقرير البيج بوك الأمريكي من قبل البنك الإحتياطي الفيدرالي، حيث أشار إلى استمرار انكماش الاقتصاد الأمريكي في الفترة من مارس إلى أبريل، ولكن شهدت بعض الولايات تباطؤاً في معدل انكماش النشاط الاقتصادي، بينما شهدت بعض القطاعات معالم للاستقرار. ووفقاً لتقرير البنك الإحتياطي الفيدرالي، لا يزال إنفاق المستهلكين ضعيفاً على الرغم من "التحسن الطفيف" الذي شهدته بعض الولايات. وفيما يتعلق بسوق العقارات، فقد ظل متدهوراً، إلا أن هناك علامات تشير إلى اقتراب استقراره. أما النشاط التصنيعي، فقد واصل تراجعه في معظم الولايات، على الرغم من ذلك، أشارت تقارير أخرى إلى أن معدل التراجع قد تباطأ وأن النشاط الصناعي على وشك الاستقرار.

في الوقت ذاته، شهد الين الياباني بعض معالم القوة الطفيفة ببداية جلسة التداول الأوروبية، مما قد يساعد على اتضاح الصورة المظلمة لأزواج الين التقاطعية. فلا توجد مؤشرات واضحة على تغير اتجاه أزواج الين، فيما عدا زوج (اليورو/ين) الذي يحاول التخلص من الدعم الذي يتمثل في خط القناة على المدى القريب. بينما تبدو حركة زوجي (الدولار/ين) من 101.43 و (الإسترليني/ين) من 151.49 ليست إلا حركة تصحيحية. هذا ولا بد من الانتباه إلى مدى تحركات أزواج الين، وإمكانية اختراق زوج (الدولار/ين) لمنطقة 98.13/101.43، واختراق زوج (الإسترليني/ين) لمنطقة 145.82/151.48. وإلا ما علينا سوى الإنتظار.

على صعيد أخر، يعد ضعف الدولار النيوزيلندي أحد التطورات الهامة هذا الأسبوع. حيث شهد عمليات بيع حادة مما يتيح الفرصة للبنك الإحتياطي النيوزيلندي بخفض الفائدة بمعدل 50 نقطة في 30 أبريل القادم. هذا وازدادت حدة عمليات البيع عقب تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتطوير الذي ورد فيه أن "السياسة النقدية لا بد وأن تكون الأداة الرئيسية لتحفيز الاقتصاد وأن تحسن توقعات التضخم يسمح بالمزيد من خفض الفائدة." كما يرجح ارتفاع زوج (الدولار أسترالي/دولار نيوزيلندي) هذا الأسبوع أن الحركة التصحيحية من مستوى 1.2928 قد اكتملت عند مستوى 1.2021، بعد أن لقي الزوج دعماً يمثل ارتداداً بنسبة 38.2% للموجة من 1.0628 إلى 1.2928 عند 1.2949، حيث يستهدف الزوج الأن إعادة اختبار منطقة المقاومة عند مستوى 1.2928/66.


وعلى صعيد اليورو، فلقد ازداد ضعفه خاصةً مقابل الإسترليني والدولار الأسترالي والدولار الكندي. فلقد أشار بعض المسئولين بالبنك المركزي الأوروبي إلى توقعات خفض الفائدة الأوروبية إلى 1%، ولكن ليس دون ذلك. على الرغم من ذلك، ازداد قلق المستثمرون من تدهور الاقتصاد العالمي الذي من شأنه أن يدفع المركزي الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات غير تقليدية وتبني سياسة التسهيلات النقدية.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، من المقرر أن تصدر اليوم نتائج بدايات الإسكان والتي من المتوقع أن تعاود التراجع في مارس بعد أن ارتفعت بنسبة 22.2% في فبراير. هذا ويتوقع المحللون الاقتصاديون أن تتراجع بدايات الإسكان بنسبة 6.9% إلى 543 ألف وحدة سكنية في مارس. كما تشير التوقعات أيضاً إلى تراجع تصاريح البناء من 564 ألف إلى 549 ألف وحدة سكنية في مارس. أما القراءة الأولية لإعانات البطالة الأمريكية، فمن المرجح أن ترتفع إلى 660 ألف في الأسبوع من 5 إلى 11 أبريل. على الرغم من أن القراءة ظلت دون 674 ألف التي سجلتها في 28 مارس إلا أنه من السابق لأوانه أن نحكم باستقرار إعانات البطالة. علاوة على ذلك، شهد هذا الأسبوع موسم عطلات عيد الفصح مما يجعل القراءة غير مؤكدة. هذا ومن المتوقع أن تتحسن قراءة مؤشر فيلادلفيا التصنيعي من -41.3 إلى -32 في أبريل. جدير بالذكر أن هناك احتمالات بحدوث ارتفاع مفاجئ للمؤشر مثلما رأينا بالأمس في مؤشر التصنيع بولاية نيويورك.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي