البنك الإحتياطي الفيدرالي يتدخل لإنقاذ معنويات السوق

أغلقت أسواق الأسهم الأمريكية اليوم بقوة. فلقد شهد معظم التداول اليوم اضطراباً في الأسواق من جراء سلسلة البيانات الاقتصادية التي صدرت على مدار اليوم، والتي خالف أغلبها التوقعات بتحسنها. وبنهاية اليوم، تمكن البنك الإحتياطي الفيدرالي من التدخل لدعم معنويات المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي وصل إلى مرحلة من الاستقرار . فلقد أشار تقرير البيج بوك الذي يصدره البنك الإحتياطي الفيدرالي إلى شبه حالة من الاستقرار في الاقتصاد الأمريكي. هذا وقرر سوق الأسهم أن يرتفع بناءاً على هذه البيانات حيث ارتفع بما يزيد عن 100 نقطة. بينما شهدت أسواق العملات تراجع حاد لليورو مقابل قوة الإسترليني. كما ارتفع الدولار مقابل الين إلا أنه تراجع بمعدل 100 نقطة مقابل الدولار الكندي.

البيج بوك واختبار الضغوط :

من ناحية أخرى، استطاع تقرير البيج بوك، أن يدعم مؤشر الداوجونز. حيث ذكر التقرير أن "النشاط الاقتصادي بوجه عام انكمش وظل ضعيفاً"، وأن خمسة من أثنى عشر ولاية شهدت "تباطؤ في معدل التراجع، بينما شهدت باقي الولايات بعض علامات الاستقرار." فعلى الرغم من أن هذه البيانات محفزة للغاية، إلا أن البنك أشار إلى أن معظم قطاعات الأعمال الرئيسية لا زالت متباطئة. كما ذكر التقرير أن النشاط التصنيعي والخدمات غير مالية ومبيعات التجزئة والعقارات شهدت جميعها حالة من الضعف فيما عدا بعض الاستثناءات. فلقد استمر انخفاض أسعار المنازل، ولا تزال الأوضاع الإئتمانية محتدمة. ولسوء الحظ، لم يغذي التقرير حالة التفاؤل في السوق. حيث بعد أن ارتفعت أسواق الأسهم لمدة شهر وفي ظل التحسن الطفيف الذي شهدته البيانات الاقتصادية يبدو أن الوضع لم يتغير كثيراً.

هذا وفاقت ارباح البنوك للربع الأول من العام الحالي جميع التوقعات، على الرغم من الإعلان اليوم عن خسائر بنك UBS السويسري واضطراره إلى تسريح العديد من العمالة لديه. على الرغم من ذلك، لا يزال اختبار الضغوط يثير مخاوف السوق. حيث أن القلق يحيط بكيفية إجراء هذه الاختبارات بل و بكيفية إصدارها. وفيما يتعلق بهذه النقطة، يبدو أن نتائج بعض هذه الاختبارات سوف يتم إصدارها للعامة. على الرغم من ذلك، فإن الأمر سوف يظل تحت سيطرة الحكومة، في ظل الاهتمام بتحقيق الشفافية. هذا ويظل التساؤل حول كيفية استغلال الحكومة لهذه النتائج في تنفيذ برامج التحفيز المالية والنقدية. ومن المفترض أن تحتفظ الحكومة ببعض هذه النتائج في سرية تامة، مما قد يؤثر بشكل كبير على أداء الأسهم.

استقرار البيانات الاقتصادية بات حلماً بعيد المنال

شهد اليوم سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية العديدة. ففي ظل جميع التقارير التي صدرت اليوم، لا نزال نشعر بأن الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً على الرغم من علامات الاستقرار التي بدت في معظم هذه البيانات. فبعد بيانات مبيعات التجزئة المحبطة التي صدرت بالأمس، تراجعت اليوم القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين للمرة الأولى منذ نصف قرن تقريباً. حيث عادت مخاوف الانكماش لتظهر في الصورة مرة أخرى، بعد أن هدأت حدتها في الأونة الأخيرة. حتى الجهود الهائلة التي بذلها الإحتياطي الفيدرالي لدعم السيولة لم تنجح في دفع معدل التضخم إلى الاستقرار عند 2%. على الرغم من ذلك، توافق الإنتاج الصناعي مع التوقعات، بينما انخفض معدل استغلال القدرات إلى أدنى مستوياته في 42 عام. كما أظهر مؤشر التصنيع بولاية نيويورك ارتفاع الانتاج التصنيعي. ولم تكن جميع البيانات الاقتصادية سيئة، حيث بلغ صافي تدفقات رأس المال الأجنبي 22.0 مليار دولار. حيث أبدى المستثمرون ارتياحهم تجاه هذه القراءة، بعد أن ازدادت مخاوفهم بشأن مواجهة الحكومة لبعض العوائق في تمويل برامج الإنفاق الضخمة التي قامت بها. على الرغم من ذلك، لا نستطيع أن نتجاهل ضعف الاقتصاد الأمريكي تماماً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

المصدر : FX360

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي