هل يستمر تراجع تقاطعات الين؟

واصل كل من الدولار والين ارتفاعهما مقابل معظم العملات الرئيسية، تأثراً بتراجع أسواق الأسهم. ووسط هذه التطورات الأخيرة هناك عدة نقاط جديرةٌ بالذكر. أولاً أن ارتداد مؤشر الدولار من مستوى 83.73 وكذلك ارتداد زوج (الدولار/فرنك سويسري) من مستوى 1.1239 يؤكد أن مؤشر الدولار سوف يشهد ارتفاع بوجه عام. ثانياً، أننا نتوقع أن يلقى زوج (الدولار/ين) دعماً قوياً باقترابه من مستوى 102/103، وأن التراجع الذي يشهده حالياً يعكس هذه الرؤية. ثالثاً بينما تشهد أزواج الين التقاطعية تراجعاً حاداً بما في ذلك أزواج (اليورو/ين) و (الإسترليني/ين) و (الأسترالي/ين)، يظل دعم خط الاتجاه على المدى القريب مما يبدد أي احتمالات بانعكاسه. على الرغم من ذلك، إذا استمرت قوة الدولار مع ضعف زوج (الدولار/ين) فسوف تشهد أزواج الين التقاطعية هبوطاً حاداً. لذا لا بد من توخي الحذر.

جدير بالذكر أيضاً أن اليورو يعد هو ثاني العملات ضعفاً من بين العملات الرئيسية هذا الأسبوع. كما اتضح ضعف اليورو في زوجي (اليورو/إسترليني) و (اليورو/فرنك سويسري). حيث استمر تراجعهما تأثراً بتعليقات "كروفوبولوس" عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي بأن البنك المركزي سوف يخفض الفائدة إلى 1%، علاوة على التقارير التي أشارت إلى أن مسئولو الاتحاد الأوروبي يحرصون على انخفاض قيمة الإسترليني من أجل انتعاش الصادرات.

على صعيد البيانات الاقتصادية،حقق ميزان التجارة الياباني فائضاً يقدر بـ 202.1 مليار ين، وهو أفضل من التوقعات بأن يسجل 142 مليار ين فقط، وبعد أن سجل عجزاً قُدر بـ844.4 مليار ين في يناير. كما سجلت اليابان (ثاني أكبر اقتصاد عالمي) فائضاً بالحساب الجاري يقدر بـ 1117 مليار ين في فبراير. على الرغم من ذلك، تراجع الفائض السنوي بالحساب الجاري بنسبة 55.6%، مما يشير إلى ضعف توقعات التجارة الدولية. في غضون ذلك، ارتفع مؤشر ويستباك لثقة المستهلكين بأستراليا للمرة الأولى منذ بداية هذا العام بنسبة 8.3% ليرتفع من 85.6 إلى 92.7 في أبريل.

على صعيد أخر، أشارت تقديرات المعهد القومي للبحوث الاقتصادية والاجتماعية إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة المتحدة بنسبة 1.5% في الربع الأول من عام 2009. كما أشار البيان المرفق مع النتائج إلى أن " الركود الذي تمر به المملكة المتحدة حالياً يشبه الركود الذي بدأ عام 1979، لذا من المتوقع أن يستمر تراجع الإنتاج لعام أخر، وأن يستغرق عامين أخرين حتى يعود الإنتاج كما كان في بداية عام 2008." من ناحية أخرى أثرت هذه البيانات على الإنتاج الصناعي كما دفعت معدل البطالة ليسجل أعلى مستوياته منذ عقد مضى، علاوة على انخفاض الدخل المتاح وتباطؤ الإنفاق. وبالفعل تراجع مؤشر ثقة المستهلكين إلى 41 في مارس نتيجة لاضطراب سوق العمالة.

من ناحية أخرى، اتسع الفائض التجاري الألماني في فبراير إلى 8.7 مليار يورو، حيث تراجعت الواردات بنسبة 4.2%، بينما تراجعت الصادرات بنسبة 0.7%. كما انكمش معدل طلبات المصانع الألمانية في فبراير بنسبة 3.5%، مقابل التوقعات بانكماشه بنسبة 2.4%.

على صعيد أخر، من المقرر أن تصدر لجنة الإحتياطي الفيدرالي اليوم نتائج اجتماع شهر مارس. فإن الاجتماع الذي استغرق يومين متتاليين في مارس الماضي، شهد إعلان البنك الإحتياطي الفيدرالي عن استقرار الفائدة عند 0.25%، بالإضافة إلى الإعلان عن خطة ضخمة للتسهيل النقدي، والتي تضمنت شراء سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل بحوالي 300 مليار دولار على مدار الستة أشهر المقبلة، علاوة على توسيع برنامج شراء ديون الرهن العقاري بحوالي 1.450 تريليون دولار. هذا واقترح المسئولون ببرنامج الأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية بأن يقوم البنك المركزي بإمداد فترة القروض إلى خمس سنوات أو أكثر. كما من المحتمل أن يعلن البنك الفيدرالي اليوم عن خطة لرفع الفائدة على القروض طويلة الأجل لشراء الأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تتراجع مخزونات مبيعات الجملة الأمريكية إلى -0.7%، مثلما كانت في الشهر الماضي. هذا ومن المتوقع أن تتراجع بدايات الأسكان الكندية في فبراير من 134.6 ألف وحدة سكنية إلى 130 ألف.

من الناحية الفنية، استمر ارتداد مؤشر الدولار، حيث بلغ مستوى 35.70. ويظل الاتجاه اليومي نحو الصعود، مستهدفاً مستوى 86.13 الذي يمثل مقاومة قوية، حيث يؤكد اختراقها على استئناف الصعود الذي بدأ من مستوى 82.63. كما أن هذا من شأنه أن يؤكد الرؤية القائلة أن التصحيح من مستوى 89.62 انتهى عند مستوى 82.63، أي فوق مستوى الدعم عند 82. وفي هذه الحالة، من المفترض أن تزداد قوة الصعود بهدف إعادة اختبار مستوى 89.62. أما هبوط المؤشر دون مستوى 84.67 من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التراجع. بوجه عام، لا زلنا متمسكين برؤيتنا بأن الاتجاه الصاعد من مستوى 70.70 لا يزال مستمراً طالما لم يكسر المؤشر مستوى الدعم عند 82 (الذي يمثل مستوى دعم قوي، والذي يعد ارتداداً بنسبة 61.8% للموجة من 77.69 إلى 89.62 عند 82.24، وارتداداً بنسبة 38.2% للموجة من 70.70 إلى 89.62 عند 82.39، طالما يبدو دعم خط الاتجاه الصاعد عند مستوى 82.03).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي