صولات وجولات لشهية المخاطرة في الأسواق

جاءت بيانات الوظائف المتاحة في القطاع غير الزراعي يوم الجمعة بما يتماشى تقريبا مع التوقعات حيث بلغت -663 ألف مقابل -660 ألف المتوقعة، هذا وقد تم التعامل مع هذه البيانات كأنها أرقام إيجابية، حيث كان ينتاب المتداولين بعض المخاوف من وصول الفقد في الوظائف إلى 700 ألف. واستعادت الأسواق توازنها بناء على شهية المخاطرة بسبب عمليات جني الأرباح، واختتم مؤشر الداو جونز الصناعي الأسبوع على أعلى مستوى في أربعة أسابيع منذ عام 1933.


وسوف تنتقل الأضواء إلى اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع، وعلى وجه الخصوص اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي. ففي الاجتماع الماضي أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة دون تغيير عند 3.25%. والآن تنقسم الأراء حول نتائج الاجتماع الحالي، حيث أشارت الاستطلاعات الأولية إلى تفضيل الأغلبية خفض الفائدة بنحو 25 نقطة، في حين رأت الأقلية خفضا بـ 50 نقطة، ولكن مع ظهور البيانات الأسترالية الشهر الماضي معتدلة، فمن المتوقع ألا يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة. هذا وقد كان السبب وراء هذا التحول انتعاش تصاريح البناء وكذلك بيانات الفائض التجاري والتي جاءت أفضل من المتوقع.

ومع ذلك، لا تزال الثقة تنتابها حالة من التذبذب، مع إصدار صحفية AFR الأسترالية مقالة تركز على الجانب السلبي من الأخبار الأسترالية، وتأمل في خفض الفائدة بـ 50 نقطة. ومن ناحية أخرى، يبحث البنك الاحتياطي الأسترالي المزيد من التدابير التحفيزية لانعاش الاقتصاد الأسترالي، وربما يود ترك الطريق مفتوحا أمام ما ذكره في نتائج الاجتماع الأخير بـ " المرونة الكافية ".

وترى الأسواق الآن أن هناك احتمال بنسبة 44% لخفض سعر الفائدة بـ 25 نقطة، واحتمال بنحو 56% للإبقاء على الفائدة دون تغيير. وعلى الرغم من ذلك، ففي أطار الحديث عن احتمال خفض الفائدة صرح سوان وزير الخزانة أمام المؤسسات الأخبارية بأنه يحث البنوك المحلية على تمرير أي خفض في سعر الفائدة بقدر الإمكان. وحتى الآن ساهم التسهيل الائتماني الذي قدمه البنك الاحتياطي الأسترالي بـ 400 نقطة منذ أواخر سبتمبر في انخفاض الفائدة على الإقراض بـ 360 نقطة.

لم تقدم أستراليا أي جديد في الفترة الأسيوية، حيث ظهرت ببعض البيانات من الدرجة الثانية. فنجد انخفاض إعلانات الوظائف لشهر مارس بنسبة 8.5% من الشهر الماضي، لتسجل تدهورا للشهر الـ 11 على التوالي. أما عن إعلانات الصحف، فقد انخفضت بنسبة 6.6% خلال الشهر، وبشكل كبير على أساس سنوي حيث هبطت بـ 53.5%، في حين هبطت إعلانات الانترنت بنحو 8.6% خلال الشهر، عقب انخفاضها بنحو 9.4% الشهر الماضي. ولا تزال الآثار المترتبة على تقرير التوظيف المزمع صدوره يوم الخميس سلبية، وهناك خطر من فقد الوظائف بأكثر من المتوقع عند 25 ألف، وكذلك من ارتفاع معدل البطالة بأكثر من 5.4% المتوقعة.

علاوة على ذلك، يأتي الدور خلال هذا الأسبوع على بنك إنجلترا وبنك اليابان. حيث وصل كلا من البنكين إلى طريق مسدود فلا يمكنهم من خلاله خفض سعر الفائدة إلى أبعد من ذلك بكثير، وبالتالي سيظل المحرك الأساسي للسوق هو الحديث عن التسهيل النقدي. وفيما يتعلق بتدابير التسهيل النقدي لبنك إنجلترا، سلطت صحيفة " الفاينانشيال تايميز" الضوء على عوائد أسواق السندات بالمملكة المتحدة والتي ارتفعت بحدة اليومين الماضيين، نتيجة لاجتماع مجموعة العشرين واستقرار المؤشرات الاقتصادية وكذلك عودة شهية المخاطرة لأسواق الأسهم العالمية. وترتفع العوائد الحالية لسندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات عن ما تظنه البنوك ضروريا لحث ما يطلق عليه " الأموال الحقيقية " لصناديق الاستثمار و شركات التأمين لبيعها، ومن ثم انخفاض الضغوط على تكاليف اقتراض الشركات. وجدير بالذكر أن أجواء شهية المخاطرة الحالية تجعل من تدابير التسهيل النقدي أقل فاعلية، مع بقاء العوائد تقريبا دون المستويات المحققة قبل بدء سياسة التسهيل، فمن المحتمل أن يقوم بنك إنجلترا باتخاذ المزيد من السياسات الصارمة والتي من شأنها خفض هذه العوائد. وقد تتضمن هذه السياسات زيادة حجم المشتروات من سندات الخزانة البريطانية أو حتى شراء أنواع أخرى من الأوراق المالية مثل الأسهم و ديون الشركات ذات العائد المرتفع.

على صعيد آخر، يعتبر الذهب هو الضحية الرئيسية من استمرار شهية المخاطرة. حيث ساهمت أسواق الأسهم المنتعشة وكذلك ضعف عمليات الشراء إلى تراجع الذهب دون مستوى 900، ليصل إلى أدنى مستوى منذ أواخر يناير، كما تأثرت المعنويات بمخاوف قيام صندوق النقد الدولي ببيع الذهب بكميات ضخمة في المستقبل. من ناحية أخرى، واصلت أسواق الأسهم الأسيوية وكذلك أسواق العملات نهجها من يوم الجمعة ، حيث استمر تراجع الدولار والين الياباني على الرغم من اعتبار التحركات هادئة ومنظمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المصدر: SAXOBank

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي