تدهور غير مسبوق وصادم بسوق العمالة الأمريكية

بعد صدور تقرير ADP لقياس التغير في عدد الوظائف المتاحة بالقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن الواضح أن سوق العمالة لن يشهد أي تحسن في مارس.حيث تتضائل فرص تحسن سوق العمالة إثر ارتفاع معدل تسريح العمالة إلى أعلى مستوى له في 60 عام. لذا ارتفع الدولار مقابل جميع العملات ذات العائد المرتفع بسبب مخاوف ضعف بيانات NFP للوظائف المتاحة بالقطاع الغير زراعي. والجدير بالذكر،أن الدولار يرتفع نتيجة للبيانات السلبية بينما يتراجع نتيجة للبيانات الإيجابية، حيث أن الدولار ينتعش بسبب تجنب المخاطرة الذي يترتب على سوء البيانات الاقتصادية.

هذا وأشارت التوقعات إلى أن نتائج تقرير الـ ADP قد تتجاوز الـ700 ألف. فلقد أشارت التوقعات إلى أن معدل فقد الوظائف قد يسجل 660 ألف. بخلاف الشهر الماضي، فمن الصعب توقع بيانات الوظائف المتاحة بالقطاع غير الزراعي، لأن مؤشر ISM لقطاع الخدمات والذي يعد مؤشراً رائداً لقياس معدل تسريح العمالة من المقرر إصداره بعد صدور تقرير NFP. فلقد ارتفع عنصر التوظيف في مؤشر ISM التصنيعي في فبراير إلا أنه لا يزال مقترباً من أدنى قراءة سجلها من قبل.

هذا و قد تراجع مؤشر ADP لتوظيق القطاع الخاص بواقع -742 ألف ، مسجلاً بذلك أدنى مستوى له على الإطلاق. ليرتفع بذلك معدل تسريح العمالة و ذلك بناءاً على تقرير تشالينجر بواقع 180.0 % ، مما يكشف عن تسارع وتيرة فقد الوظائف في حين ارتفعت معدلات إعانات البطالة الإسبوعية لتسجل 650 ألف إعانة ، ليرتفع معدلها بذلك عن الأسابيع الأربعة الماضية. فالتحسن جاء في القطاع العام فقط ، إلا أن هناك فرصة متضائلة لأن تزيد الحكومة من توفير الوظائف بما يتجاوز الـ 10 أو 20 ألف وظيفة . كل هذه الأشياء تشير في مجملها إلى أكبر انكماش في السوق منذ سبتمبر للعام 1945.

في الوقت نفسه، كشفت الأوضاع التصنيعية عن تحسناً طفيفاً لشهر مارس حيث ارتفع مؤشر ISM التصنيعي ليسجل 36.3 مقابل 35.8 . في حين تواصل علامات الاستقرار في الظهور من خلال سوق الإسكان . هذا و قد تراجع معدل الإنفاق على البناء لينخفض قليلاً عن شهر فبراير الماضي. بينما ارتفع مؤشر مبيعات المنازل المؤجلة بواقع 2.1% . و من ثم فلن تتجه أنظار السوق إلى تقرير التوظيف الأمريكي حتى يوم الغد الخميس و ذلك في أعقاب قرار الفائدة الذي سيصدر عن البنك المركزي الأوروبي و نتائج اجتماع مجموعة الدول العشرين .و الذان يُعدان الحداثان الأكثر أهمية و خطورة في الوقت ذاته ، الأمر الذي قد يؤثر على سوق العملات و ذلك قبل صدور بيانات التوظيف الأمريكية المتوافرة في القطاع غير الزراعي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المصدر:GFT Forex
ترجمة قسم التحليلات و الأخباربالمتداول العربي