الين ومزيد من التراجع....

ازداد ضعف الين الياباني في بداية جلسة التداول الأمريكية، تأثراً بتدفقات نهاية العام المالي، وكذلك التعليقات السلبية لرئيس الوزراء الياباني " تارو أسو" بالإضافة إلى بيانات البطالة السلبية التي صدرت ليلة أمس. فلقد استطاع زوج (الدولار/ين) أن يتعدى مستوى 98.95، ومن المرجح أن يواصل الصعود نحو المقاومة النفسية عند مستوى 100. وكما ذكرنا من قبل، أنه من المرجح أن يستمر صعود كل من (اليورو/ين) و (الإسترليني/ين) و (الأسترالي/ين). كما تشير التوقعات إلى استمرار معاناة الين لحين صدور نتائج مسح تانكان والمقرر صدوره في جلسة التداول الأسيوية القادمة.

هذا وتوقف تراجع الدولار في بداية جلسة التداول الأمريكية، تأثراً بارتفاع زوج (الدولار/ين). ولا تزال الأسواق مفتقدة للاتجاه الواضح، في انتظار صدور نتائج قمة العشرين العظمى وقرار المركزي الأوروبي وبيانات التوظيف الأمريكية. في الوقت ذاته، ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية بعد الانهيار الذي شهدته بالأمس، حيث تأثرت بشكل طفيف من البيانات التي صدرت اليوم. فلقد تحسنت نتائج مؤشر CB الأمريكي لثقة المستهلكين حيث سجل 26 في مارس، إلا أنه لا يزال قريباً من أضعف قراءة سجلها من قبل. بينما جاءت نتائج مؤشر PMI بشيكاغو محبطة للغاية، حيث هبط المؤشر من 34.2 إلى 31.4 في مارس. كما تراجع مؤشر S&P\CS المركب لأسعار المنازل بـ20 دولة بنسبة -19% في فبراير.

من الناحية الفنية، فإن مؤشر الدولار على وشك تكوين قمة عند مستوى 86.13، بعد أن ارتد بنسبة 50% للموجة من 89.62 إلى 82.63 عند 86.12. ومن المرجح أن يتحرك المؤشر في حركة عرضية، ولكن بوجه عام من المتوقع أن يستأنف المؤشر صعوده من مستوى 82.63، حتي يكتمل ارتداده بنسبة 61% للموجة من 89.62 إلى 82.63 عند 86.94، وسط احتمالات بإعادة اختبار مستوى 89.62. هذا ومن المتوقع أن يتسبب إخفاق الداوجونز دون مستوى 7931 واختراقه لمستوى 7437، في إثارة جولة أخرى من بيع الدولار.


على صعيد أخر، انكمش الناتج المحلي الإجمالي بكندا في يناير بنسبة -0.7%، بينما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين السنوي من 1.2% إلى 1.6% في فبراير. هذا ولا يزال الدولار الكندي يتحرك في حركة عرضية. في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام لتتعدى مستوى 50، إلا أنها لم تتمكن من المواصلة وتراجعت دون 48. ومن المرجح أنم يستمر هبوط أسعار النفط الخام، مما يثير بعض الضغوط على الدولار الكندي.

أما اليورو، فهو لا يزال مضطرباً بعد سلسلة البيانات السلبية التي صدرت في المنطقة الأوروبية. حيث انخفضت التقديرات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين الأوروبي في مارس من 1.2% إلى 0.6%، وفي الغالب يرجع هذا التراجع إلى هبوط أسعار النفط الخام. وفي ألمانيا، ارتفع معدل البطالة لشهر مارس بمعدل 69 ألف، بسبب انخفاض النشاط الاستثماري في ألمانيا وفي دول أخرى، مما دفع معدل البطالة إلى 8.1%. والجدير بالذكر أن منظمة التعاون الاقتصادي والتطوير دعت البنك المركزي الأوروبي ليخفض الفائدة وأن يبدأ في اتخاذ إجراءات التسهيل النقدي اللازمة لدعم الاقتصاد، في مواجهة التوقعات المستقبلية القاتمة والمؤشرات المتعددة التي تدل وتؤكد على انخفاض معدل التضخم. ونحن نتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة لديه بمعدل 50 نقطة يوم الخميس القادم، في إطار الجهود المبذولة لتحفيز الاقتصاد وتحقيق استقرار الأسعار. على الرغم من ذلك، فإن قرار التسهيل النقدي بالبنك لم يتحدد بعد. في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر GFK البريطاني لثقة المستهلكين في مارس إلى -30. حيث يرجع هذا التحسن إلى الإجراءات الغير مسبوقة التي اتخذها بنك أنجلترا لاستعادة الثقة.

في النهاية، يبدو أن الين هو الخاسر الأكبر اليوم على أثر سلسلة البيانات السلبية التي صدرت اليوم. فلقد ارتفع معدل البطالة باليابان إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، حيث بلغ 4.4% في فبراير، مما يؤثر على معدل الاستهلاك. علاوة على ذلك،انكمش مؤشر إنفاق الأسر في فبراير إلى -3.5%. وكذلك هبط مؤشر بدايات الإسكان في فبراير إلى -24.9%، بينما انخفضت طلبات البناء إلى -24.9%. بينما تحسنت نتائج مؤشر PMI التصنيعي في مارس من 31.6 إلى 33.8. على الرغم من ذلك،لا يزال المؤشر دون مستوى 50، مما يشير إلى استمرار انكماش النشاط الصناعي للشهر الثالث عشر على التوالي. في غضون ذلك، تأتي تصريحات رئيس الوزراء الياباني "تارو أسو" بأن الاقتصاد الياباني لا يزال في مواجهة الأزمة الاقتصادية، وأن الحكومة سوف تبحث إمكانية تقديم خطط جديدة لتحفز الاقتصاد.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي