مؤشر ثقة المستثمرين الألماني و مزيداً من التراجع ، فهل من قاع بعد ؟

تراجع مؤشر GFK لثقة المستهلك الألماني لشهر إبريل ليصل إلى 2.4 مقابل 2.6 للشهر السابق ليكون بذلك أدنى قليلاً من توقعات السوق و التي سجلت 2.4 . فعلى الرغم من سلسلة التراجعات التي شهدها السوق في سبتمبر للعام الماضي ، إلا أن المؤشرات على الوجه العام لا تزال تهوى لتدنو من القاع ، حيث أن مستهلكي أكبر اقتصاديات منطقة اليورو لا يزالون يعانون من ارتفاع معدل البطالة و زيادة التخوفات حيال النمو الاقتصادي في المستقبل .

هذا و قد أعرب الاتحاد الألماني للمعادن عن تخوفاته حيال المشكلات التي يكابدها قطاع السيارات و الذي سيؤدي إلى المزيد من تسريح المزيد من الموظفين لهذا الصيف ، حيث تضائل معدل الصناعة بالإضافة إلى تراجع معدل الطلب العالمي ، حيث يبلغ إجمالي إنتاج السيارات الألمانية الموجهة للتصدير 70% . و إلى الآن فإن الشركات المنتجة للسيارات الألمانية قد تمكنت من الحفاظ على موظفيها من خلال تحسين إنتاجيتها. إلا أن معدل الطلب لا يزال في تراجع ، و من ثم فلن يكون هناك مفر من تسريح العاملين ، مما سيؤدي إلى المزيد من التدهور في قراءات ثقة المستهلك .

و إلى الأن فإن المؤشرات الألمانية ، تتشابه كثيراً مع باقى البيانات الاقتصادية الأخرى الصادرة عن الدولة و التي كان آخرها مؤشري PMI و IFO و الذان أشارا إلي بعضاً من الاستقرار و لكن عند مستويات منخفضة للغاية. فالتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت تلك البيانات تمثل قاعاً ثابتاً أو أن هناك احتمالية أن يكون هناك انتعاشاً أو أن كل ذلك ليس سوى مجرد توقفاً مؤقتا قبل أن تزداد الاوضاع الاقتصادية سوءاً .


فلا يزال سوق العملات تتعامل بحذر شديد مع الزوج ( يورو/ دولار ) و الذي ارتفع إلي المستوى 1.3700، في ظل التخوفات من تراجع معدلات النمو الاقتصادي في النصف الثاني من العام الحالي 2009 . و كما أشرنا في مرات كثيرة سابقة إلى ان تخوفات سوق العملات تتأتى من الخطة المالية لمنطقة اليورو و استراتيجيات المسئولين الماليين و التي لم تكن محفزة بالقدر الكافي للتصدي لقوى الانكماش الاقتصادي . و من هنا ففي حالة أن بدأت البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو في التدهورمن جديد ، فإن تلك التخوفات قد تتحول إلى حقيقة واقعة و من ثم فإن العملة الموحدة قد تتراجع عن بعض المكاسب التي حققتها موخراً .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المصدر: GFT Forex
ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي