تقرير منتصف اليوم : الدولار يتراجع استقبالاً لقرار الفيدرالي

واصل الدولار تراجعه مقابل اليورو أثناء جلسة التداول الأمريكية فور صدور بيانات أسعار السمتهلكين المفاجئة. فلقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% مما دفع المعدل السنوي إلى 0.2% في فبراير. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية بنسبة 0.2%، مما دفع المعدل السنوي إلى 1.8%. فهذه البيانات من شأنها أن تقلل من حدة قلق أعضاء البنك الإحتياطي الفيدرالي من حدوث انكماش، مما يقلل من حدة الإجراءات السياسية المستقبلية. وسوف يركز السوق فيما بعد على بيان لجنة الإحتياطي الفيدرالي، وسوف يتجه محور الاهتمام نحو أي مناقشات أو قرارات بشأن شراء كميات أكبر من سندات الخزانة طويلة الأجل وكذلك إمكانية زيادة معدل شراء البنك للأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية.

من ناحية أخرى، استفاد الفرنك السويسري من تدفقات الملاذ الأمن اليوم. ولقد لوحظت قوة الفرنك السويسري أمام الإسترليني بشكل خاص، بعد المعاناة التي شهدها إثر صدور بيانات التوظيف البريطانية الضعيفة. على صعيد أخر، واصل اليورو صعوده مقابل الدولار والين. أما زوج (الدولار/دولار كندي)، فلقد تراجع بشكل حاد رغم استقرار أسعار النفط وضعف مبيعات الجملة الكندية التي انخفضت إلى -4.2% في يناير.

من الناحية الفنية، استأنف الدولار الحركة التصحيحية من مستوى 89.62 في بداية جلسة التداول الأمريكية، ومن المفترض أن تستمر هذه الحركة طالما لم يخترق المقاومة عند مستوى 87.37. بوجه عام، نتوقع أن يصل المؤشر إلى مستوى 83.58 والذي يمثل مستوى دعم قوي (كما يعد ارتداداً بنسبة 50% للموجة من 77.69 إلى 89.62 عند 86.65). هذا ومن المتوقع أن تستمر عمليات الشراء حال وصول المؤشر إلى هذا الدعم، كما تشير الاحتمالات إلى مواصلة الصعود بعد انتهاء الحركة التصحيحية. وفي حالة تجاوز مستوى 87.37، فسوف تكون هذه هي الإشارة الأولى لانتهاء التصحيح والعودة إلى الصعود بهدف اختبار مستوى 89.62.


على صعيد أخر، هبط الإسترليني في بداية جلسة التداول الأوروبية، كما ظل في مواجهة الضغوط مقابل اليورو عقب صدور أسوأ نتائج للتوظيف في المملكة المتحدة. هذا وقد أشارت البيانات إلى تدهور سوق العمالة في المملكة المتحدة في فبراير في ظل ارتفاع إعانات البطالة إلى 4.3% مقابل التوقعات بارتفاعها إلى 4%. فلقد ارتفع عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة بمعدل 138.4 ألف، مقارنة بتوقعات السوق بأن ترتفع بمعدل 84.5 ألف. في الوقت ذاته أرتفع مؤشر ILO لقياس معدل البطالة بأقصى سرعة له منذ عام 1971 إلى 6.5% في يناير بعد أن سجلت 6.3% في الشهر السابق. كما ارتفع معدل تسريح العمالة إلى 2.029 مليون، وهو رقم لم نشهده منذ عام 1997. وعلى مدار الربع الرابع من عام 2008، ارتفع المعدل السنوي لمتوسط الأجور (مشتملة على العلاوات) بنسبة 1.8%، وهي أقل نسبة يسجلها منذ بدء التسجيل في عام 1991.

في غضون ذلك، صدرت اليوم نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك أنجلترا الذي انعقد في 5 مارس، والتي كشفت عن تصويت اللجنة بنسبة (9-0) لصالح خفض الفائدة بمعدل 50 نقطة إلى 0.5%. في الوقت ذاته، صوت جميع الأعضاء على برنامج لإنفاق حوالي 75 مليار إسترليني على مدار الثلاثة أشهر القادمة لشراء أصول. فلقد أوضحت اللجنة رؤيتها من حيث ضرورة تمويل شراء أصول القطاع الخاص الذي يندرج تحت برنامج شراء شراء الأصول، من إحتياطي البنك المركزي وليس من وزارة الخزانة. من ناحية أخرى، صرح "ميرفن كينج" محافظ بنك أنجلترا أن توقعات التضخم هي التي سوف تقرر وقت إلغاء برنامج شراء الأصول ورفع الفائدة. هذا وصدرت اليوم بيانات مبيعات التجزئة السويسرية والتي ارتفعت بنسبة 1.2% في يناير بعد أن ارتفعت بنسبة 3.6% في ديسمبر، حيث أن الاقتصاد السويسري يواجه أسوأ ركود مر به.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الياباني، فلقد قرر بنك اليابان عدم تغيير سعر الفائدة لديه، وتثبيتها عند 0.1% صباح اليوم. في الوقت ذاته، أعرب بنك اليابان عن دعمه لبرنامج شراء سندات الحكومة ورفع تكلفته من 1.4 تريليون ين إلى 1.8 تريليون ين. كما صرح بنك اليابان في بيانه أن الأسواق سوف تظل تحت ضغوط على مدار العام المالي القادم، كما أشار إلى ضرورة توفير متطلبات السيولة اللازمة من أجل الحفاظ على استقرار الأسواق المالية. وكذلك أعلن بنك اليابان بالأمس أنه سوف يخصص 1 تريليون ين لإقراض البنوك. هذا وقد ارتفعت سندات الحكومة اليابانية بعد الإعلان عن خفض قيمة العائد مما يسهل عملية سد العجز . رغم ذلك انتابت الأسواق حالة من القلق من نفاذ فرص بنك اليابان لدعم انتعاش الاقتصاد الياباني الذي كان الأكثر تأثراً من الأزمة المالية الحالية بين الدول المتقدمة الأخرى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي