في ضوء المخاوف الصينية ، هل سيطرأ على الدولار اضطراب؟


تعهد زاو زياوتشوان محافظ البنك المركزي الصيني اليوم بالعمل على استعادة الثقة في القطاع المالي الصيني و التي اهتزت بشكل كبير قائلاً : " إذا عمدنا إلى التصرف بشكل أكثر تباطئاً و أقل حسماً، فمن المرجح أن تشهد بلادنا ما تشهده البلدان الأخرى : حيث تداعي معدلات الثقة . فتصريحات السيد زاو قد تكون مجرد خلفية عمل في أعقاب الأسواق التي مُنيت بخيبة الأمل بشكل كبير تزامناً مع حديث رئيس الورزاء الصيني جياباو يوم الأمس الخميس و الذي فشل في عرض أى خطة تحفيزية جديدة فضلاً عن برنامج التحفيز الذي أُعلن عنه بالفعل الصيف الماضي و الذي قُدر بنحو 800 مليار دولار.

و على الرغم من أن الصين و هى ثالث أكبر اقتصاديات العالم لا تزال تواصل نموها ، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء الصيني وين جياباو جاءت لتؤكد على أن نمو الاقتصاد الصيني قد يصل نسبته إلى 8% لهذا العام ليتوافق ذلك مع التوقعات شديدة القتامة للعديد من المحللين الاقتصاديين بوجه عام . هذا و نجد أن معدلات الطلب الداخلية ببساطة لم يأت أداؤها جيداً بالدرجة الكافية لتوليد نمواً اقتصادياً جيداً، بالإضافة إلى الوضع الحرج الذي يعتري قطاع التصدير و الذي يُعاني من تراجع حاد في معدلات الطلب من مجموعة الدول العشر الكبرى.

فردة الفعل السريعة من قبل القائمين على السياسة النقدية الصينية يشير إلى ارتفاع مستوى التخوفات بين طائفة صانعي السياسة النقدية للبلاد و ذلك وفقاً للتوقعات الاقتصادية للعام 2009. فبمنتهى البساطة لا يمكن أن تحقق الصين أى قدر من النمو في ظل استمرار تراجع معدلات الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية و منطقة اليورو. و من الملاحظ ان بيانات التوظيف الأمريكية قد جاءت اليوم سيئة للغاية و بالتالي فإن أثر ذلك على الانفاق الاستهلاكي من المرجح أن يكون كارثي بشكل كبير و من ثم فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع دخل قطاع الصادارات الصيني.

و بالتالي فإن الدولار قد يأتي تحت وطأة قدر كبير من الضغوظ المروعة في المستقبل القريب. فمنذ فترة طويلة و نحن بصدد أسوا سيناريو للدولار الأمريكي في العام 2009 في ظل فشل المزايدات التي تقوم بها وزارة الخزانة الأمريكية . ففي حالة أن كانت وزارة الخزانة الصينية مجبرة لإعادة ما يُقدر بنحو 700 مليار دولار من المحفظة المالية الخاصة بها لوزارة الخزانة الأمريكية و ذلك لدعم الطلب المحلي ، فإنها ستكون بصدد قطع أحد مصادرها التمويلية الأساسية بالنسبة لديون الحكومة الأمريكية. فالمسئولون الأمريكيون قد لا يكون أمامهم خياراً سوى الانخراط في برنامج التخفيف الكمي بالاتفاق مع البنك الاحتياطي الفيدرالي حيث أصبح المشترون هى الورقة الأخيرة أمام الحكومة الأمريكية . و التي بمثابة خطوة قد تكون شبه مؤكدة تقود الدولار الأمريكي إلى الانخفاض في ظل انتشار حالة الهلع التي تنتاب سوق العملات من التأثر الطفيف بمثل هذه السياسة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
المصدر : GFT Forex
ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي