الدولار الأسترالي نجم العرض

أبقى البنك الاحتياطي الأسترالي على سعر الفائدة دون تغييرعند 3.25%، مما أدهش السوق حيث كان متوقعا خفض سعر الفائدة بـ 25 نقطة أو أكثر من ذلك. وجاءت هذه الخطوة خلال الليل عندما صدرت بيانات مبيعات التجزئة بارتفاع قدره 0.2% مقابل التوقعات بانخفاض بنحو -0.5%، وكذلك تحسنت قراءات الحساب الجاري لتصل إلى -6.5 مليار مقابل التوقعات بتحقيق عجز مساوي لـ -7.3 مليار .

وفي تعليقات البنك عن قرار الفائدة، أشار ستيفنز محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي إلى أن هناك تغيير كبير بالفعل في كل من السياسة النقدية والمالية وأن البنك سينظر إلى الوضع من جديد في اجتماعهم المقبل. وتشيرهذه اللهجة غير الملزمة للتصريح إلى احتمال أن يبقي البنك على سعر الفائدة دون تغيير أيضا في شهر إبريل القادم.

وتعتبر أستراليا بعيدة نسبيا عن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث ازدادت فرص العمل الشهر الماضي بـ 1.2 ألف وظيفة مقابل التوقعات بتسريح 18 ألف عامل. وعلق ستيفنز على هذه النقطة حيث قال" الاقتصاد الأسترالي في وضع جيد، وإنه لا يعاني من التباطؤ الاقتصادي الحاد الذي انتاب بقية الدول الصناعية ".

إن المورد الأساسي للسلع للصين هى أستراليا بالإضافة إلى نيوزيلندا وبالتالي تعتبر هذه الدول فريدة من نوعها من ضمن الاقتصادات الأنجلو سكسونية حيث لا يزال الطلب على منتجاتها نشط وذلك لأنه لا تزال معدلات النمو بالصين إيجابية، أي تزداد معدلات الطلب لديهم كلما كان معدل النمو بالصين إيجابي. علاوة على ذلك، تتمتع الأغلبية من ملاك الأراضي بالدولة بمعدلات قابلة للتعديل من الرهون العقارية وبالتالي استفادت من خفض معدلات الفائدة على مدى الأشهر الـ 6 الماضية حيث انخفضت تكاليف الدين لديهم مما يزيد من الدخل المتاح للانفاق.

ومع ذلك، يرى العديد من بائعي الدولار الأسترالي أن الأمر مجرد مسألة وقت حتى تقع الدولة تحت وطأة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بقية مجموعة الدول الـ 10 . وفي الواقع، أظهرت المسوح السابقة التي تتعلق بثقة المستهلكين والمستثمرين انهيار كبير في المعنويات حيث يستمر معدل الطلب العالمي في التدهور، وإذا انخفضت معدلات النمو بالصين إلى أبعد من ذلك، فمن المرجح أن يتلاشى هذا الأداء الجيد للاقتصاد الأسترالي.

وبالنسبة للوضع الراهن، يعتبر الدولار الأسترالي هو نجم العرض. ومع بقاء سعر الفائدة عند 3.25%، يظل الدولار الأسترالي من بين العملات القليلة ذات العائد المرتفع في مجموعة الدول العشر. حيث تقترب بقية الدول في المجموعة من سياسة سعر الفائدة الصفري، ومن المحتمل أن يستمر الدولار الأسترالي هو الجاذب لرؤوس الأموال نتيجة لفارق العائد بين العملات. وطالما تسجل أستراليا معدلات نمو موجبة- وإن كانت منخفضة- فستظل هى بارقة الأمل الوحيدة في ظل هذا المناخ الاقتصادي القاتم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصدر:GFT Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي