الدولار يستعيد قوته بعد تراجع لم يدم طويلاً

لم يكن تراجع الدولار في الفترة الأخيرة تراجعاً حاداً كما أنه لم يدم طويلا، حيث أنه يستعيد صعوده اليوم بقوة نتيجة لارتفاع تجنب المخاطرة ويعود إلى مستوى 88. فلقد اتسمت الأسواق الأسيوية بالهبوط، في ظل تراجع مؤشر نيكي لكبرى الشركات اليابانية بمعدل 141 نقطة، بعد أن أغلق الداوجونز عند أدنى مستوياته في ستة أعوام عند مستوى 7465. فالأسواق أبدت استياءها من موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما رفضت التعليق على ما إذا كانت أوروبا سوف تتخذ إجراءات لإنقاذ أي من دول الاتحاد الأوروبي. أما الذهب فقد استقر فوق مستوى 970، في حين تراجعت معظم العملات أمام الدولار والين. ورغم ذلك، واصل الين الياباني اتباعه للدولار في ظل أجواء العزوف عن المخاطرة.

من الناحية الفنية، لم تتغير التطلعات بصعود مؤشر الدولار على المدى القصير. إلا أنه من المحتمل أن يشهد بعض الاستقرار دون مستوى 88.24 قبل أن يواصل الدولار ارتفاعه ويصل إلى مستوى 88.46، ثم بلوغه المقاومة النفسية عند مستوى 90. من ناحية أخرى، يشهد كل من زوجي (اليورو/دولار) و (الدولار أسترالي/دولار) ضعفاً حاداً اليوم، حيث لا يمكننا رؤية مدى تعايفهما إلا بحساب المتوسط الحسابي الأسي لـ55 شمعة بالرسم البياني لأربع ساعات. ومن المرجح أن يشهدا المزيد من الضعف مما يتيح الفرصة لاختبار أدنى مستوى لهذا الأسبوع.

على الصعيد الأوروبي، كانت المفكرة الاقتصادية الأوروبية مزدحمة اليوم بالأحداث. فلقد صدرت سلسلة من الأحداث اليوم والتي تتلخص في التقديرات الأولية لمؤشر PMI التصنيعي والخدمي حيث سجلت 33.6 و 38.9 على الترتيب مقابل التوقعات التي أشارت إلى أن يسجل كل منهما 35، و42.6. وكذلك صدرت اليوم بيانات مؤشر PMI الخدمي الألماني لشهر فبراير والتي سجلت41.6 مقابل التوقعات التي أشارت إلى هبوطه إلى 45.0 بعد أن سجل 45.2 في يناير. أما PMI التصنيعي الألماني فقد سجل 32.2 بعد أن سجل 32.0 في يناير. فعلى الرغم من الاستقرار الذي تشهده المنطقة، ظلت المستويات تشير إلى أن المنطقة لا تزال منزلقة في الركود. أما في المملكة المتحدة، فقد صدرت بيانات مبيعات التجزئة حيث سجلت 0.7% بعد أن سجلت 1.7% في الشهر السابق.

أما على الصعيد الأمريكي، فمن المقرر أن تصدر اليوم بيانات مؤشر أسعار المستهلكين والذي من المتوقع أن يرتفع إلى 0.3% بعد انكماشه لمدة خمسة أشهر على التوالي متأثراً بارتفاع أسعار الوقود والنفط واستقرار أسعار السلع الغذائية. أما عن مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية أي باستثناء أسعار الطاقة والسلع الغذائية، فمن المحتمل أن يرتفع أيضاً بنسبة 0.1% بعد أن تراجع في ديسمبر. وبوجه عام، فمن المتوقع أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2% بعد أن ارتفع في ديسمبر بنسبة 0.1% وبلغ قمته في يوليو 2008 عند 5.5%. أما مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية فمن المتوقع أيضاً أن يتراجع من 1.8% إلى 1.5%. وكذلك من المتوقع أن يتراجع معدل الأرباح الحقيقية لشهر يناير من 0.6% إلى 0.2%. أما في كندا فمن المقرر أن تصدر اليوم بيانات مؤشر أسعار المستهلكين والذي من المتوقع أن ينكمش بنسبة 0.1% في يناير بعد أن سجل تراجعاً بنسبة 0.15 في ديسمبر. أما مؤشر أسعار المستهلكين الكندي بقيمته الأساسية فمن المتوقع أيضاً ان يسجل -0.1% ، والذي من شأنه أن يدفع المعدل السنوي إلى 2.2%.

أما على الصعيد الأسيوي، فلقد هبطت جميع مؤشرات الصناعة بنسبة -2.7% مثلما أشارت توقعات السوق، إلا أنها جائت أسوأ من نتائج شهر نوفمبر التي تمت مراجعتها لتسجل -2.4%. في الوقت ذاته، صرح محافظ البنك الإحتياطي الأسترالي أن شهادته النصف سنوية تتضمن توقعات بعدم وصول سعر الفائدة إلى الصفر، وأن البنك سوف يصل إلى مرحلة تكون فيها التسهيلات الإئتمانية غير فعالة. ورغم ذلك، لا زالت هناك فرص لإقرار المزيد من التخفيضات في سعر الفائدة من أجل تحفيز النمو الاقتصادي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

المصدر : Action Forex

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي