هبوط حاد للإسترليني تأثراً بتوقعات خفض الفائدة


نقاط الحوار:

الين الياباني: يلقى الدعم وفقاً لحسابات المتوسط الحسابي للـ 50 يوم.
الإسترليني: إشارة تقرير بنك إنجلترا إلى المزيد من التسهيل الائتماني.
اليورو: معدل التضخم الألماني يشهد هبوطاً حاداً.
الدولار الأمريكي: ميزان التجارة على وشك الصدور.



تراجع الإسترليني عن المكاسب التي حققها في وقت سابق تأثراً ببيانات التوظيف البريطانية التي فاقت التوقعات و إشارة التقرير ربع السنوي لبنك إنجلترا إلى أن حالة من الهبوط سوف تستمر فيما يتعلق بمعدلات النمو و التضخم علاوة على تأكيد التقرير على أن البلاد لا زالت في غمار حالة من الركود العميق. يذكر أن الإسترليني قد حقق ارتفاعاً عندما سجلت قراءة إعانات البطالة 73800 حالة أي أقل من التوقعات التي أشارت إلى 89000. مع ذلك، تراجع الإسترليني عما حققه من ارتفاع بسبب التنبؤات التي أطلقها "كينج"، محافظ بنك إنجلترا، التي أشارت إلى هبوط حاد في معدلات التوظيف في 2009 علاوة على ارتفاع معدلات البطالة لأعلى المستويات في 10 سنوات إلى نسبة 6.3% في أعقاب وصول الإسترليني إلى 1.4541 و هو ما يتوقع أن يهبط بالعملة إلى مستوى 1.4349 وفقاً لنتيجة المتوسط الحسابي للـ 20 يوم..

كما يتكهن بنك إنجلترا في الوقت الحالي بهبوط مؤشر أسعار المستهلك البريطاني إلى 0.7% وفقاً لقراءة الربع الثالث من 2009 مع إمكانية هبوط أكثر حدة يصل بالمؤشر إلى مستوى 0.5% بحلول عام 2010. كما تساعد هذه الحالة من الضعف التي يعانيها الإسترليني على دفع الأسعار في اتجاه الهبوط حيث تشير مخاطر التضخم إلى الهبوط تريجياً، علاوة على ذلك أوضح التقرر ربع السنوي أن معدل النمو يأخذ هو الآخر الاتجاه الهابط مع ظهور التوقعات التي تشير إلى انخفاض الناتج الإجمالي المحلي للمملكة المتحدة بنسبة 4% خلال الربع الأول فقط من العام الحالي. و على الرغم من إشارة لجنة السياسة النقدية بالبنك إلى أنها لا تحبذ المزيد من التخفيف النقدي، إلا أنها صرحت بأن الآثار المرجوة من خفض الفائدة قد أضحت محدودة للغاية بسبب الفشل الذي يعانيه النظام المصرفي البريطاني. و رغم اعتراف رئيس بنك إنجلترا بأن هبوط الأسعار و استمرار ضعف الإسترليني قد عملا على تحفيز الاقتصاد البريطاني إلى حدٍ ما، إلا أنه أوضح أنه لا زال هناك وقت طويل حتى يمكن القول بأن هذه الآثار جنباً إلى جنب مع تلك الآثار المترتبة على الخفض الأخير لمعدل الفائدة و الجهود التحفيزية قد خرجت باقتصاد المملكة المتحدة من عنق الزجاجة. و في حالة إشارة نتيجة المتوسط الحسابي للـ 20 يوم إلى فشل الإسترليني في إيجاد الدعم فمن المرجح أن نرى هذه العملة تعيد اختبار مستوى 1.4000 تأثراً بتوقعات خفض الفائدة..

على صعيد آخر، نجح اليورو في اختراق المقاومة عند مستوي 1.3000 أثناء التداولات الليلية في أعقاب تراجعه عن المكاسب التي حققها في وقت سابق من يوم أمس. جاء هذا الارتفاع رغم انخفاض معدل التضخم الألماني إلى أدنى المستويات في 5 سنوات ليصل إلى 0.9%. في نفس الوقت لا زال البنك المركزي الأوروبي ثابتاً على موقفه من معدل الفائدة متجاهلاً بذلك مخاوف الانكماش التي تلوح في الأفق بين الحين و الآخر. على الرغم من ذلك، لا زالت هناك حالة من توقف النمو و التي من شأنها على الأقل أن تزحزح البنك قليلاً عن موقفه و تعمل على توجيهه نحو خفض جديد لمعدل الفائدة بحلول مارس القادم و هو ما يرجحه تعليق عضو مجلس إدارة بنك أوروبا، جونزالز بارامو" الذي أدلى به في إطار لقاء أجرته معه إذاعة "إنترإكونوميا" و الذي أشار من خلاله إلى أن " معدل الفائدة البالغ 2% لا يمكن اعتباره الحد الأدنى لخفض الفائدة و هو ما يتضح جلياً عندما نضع في الاعتبار الموقف الحالي للاقتصاد الأوروبي، توقعات التضخم، استمرار حالة الشلل في النمو الاقتصادي و تباطؤ اقتصاد المنطقة" على ذلك، هناك إمكانية لرؤية تداول اليورو في نطاق محدود بين مستويي 1.2700 و 1.3100 حيث تتحكم توقعات شهية المخاطرة و توقعات الفائدة في حركة السعر الحالية..

كما يمكن أن نرى الدولار يتراجع عما حققه من مكاسب بالأمس حيث بدأ تجنب المخاطرة في الانسحاب من ساحة تداول العملات. علاوة على نجاح العقود المستقبلية لأسواق الأسهم الأمريكية في تحقيق ارتفاع طفيف في افتتاح التعاملات حيث انتشرت عمليات صيد الأسهم في أعقاب عمليات البيع المكثفة التي شهدتها وول ستريت بالأمس. يذكر أن جثنر، وزير الخزانة الأمريكي قد فشل بالأمس في دعم الثقة داخل الأسواق عندما كشف النقاب عن تفاصيل برنامج الاستقرار المالي. كما تسبب افتقار جثنر إلى تفاصيل ملموسة و حلول حقيقية في إثارة الكثير من المخاوف لدى المستثمرين حيال قدرة الحكومة على التخلص من الأصول المتجمدة والمحملة بالخسائر و استبعادها من قوائم ميزانية البنوك الأمريكية حيث أن هذه الأصول هي السبب الرئيسي في انهيار القطاع المصرفي الأمريكي. على ذلك نتوقع أن يستمر الدولار الأمريكي في إيجاد الدعم حتى تظهر بعض الإشارات إلى أن خطر أزمة فرعية تنشأ عن خطة الإنقاذ المصرفي قد زال تماماً. على الرغم من ذلك، يمكن القول بأنه لا زال هناك حاجز واحد يجب على الدولار تخطيه لتحقيق الارتفاع و ذلك من خلال تحقيق الموافقة على حزمة الخطط التحفيزية من جانب مجلس الشيوخ الأمريكي لحالة من التفاؤل في الأسواق و هو ما لا ينتظر حدوثه قبل أسبوع على الأقل. كما يستمر عجز ميزان التجارة الأمريكي في التقلص تأثراً بهبوط معدلات الطلب الأمريكية.









_________________________________
المصدر: Dailyfx
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..