اليورو بين أنياب الدب الروسي

نقاط الحوار:

الين الياباني: هبوط إلى مستوى دعم 91.00.
الإسترليني: زيادة عجز ميزان التجارة البريطاني تنعكس على الإسترليني الذي يعاني من الضعف.
اليورو: يهبط تأثراً بالأنباء التي ترددت حول توقعات تأجيل السداد المديونية الروسية.
الدولار الأمريكي: شهادة جثنر و برنينك أمام أثناء حلسة التصويت على اعتماد الحزمة التحفيزية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

دخل اليورو في حالة ارتداد ليلقى دعم في أعقاب الأنباء التي ترددت حول التكهنات القائلة بأن البنوك الأوروبية سوف تتعرض لخسائر فادحة جراء تأخر سداد القروض الروسية. كما أشارت بعض التقارير إلى أنه من المتوقع أن تطلب روسيا تأجيل سداد مديونية القطاع الخاص للبنوك الأوروبية و البالغة 400 مليار دولار. على الرغم ذلك، ساعد نفي الجمعية الروسية للبنوك الإقليمية لهذ الأخبار على تلقي اليورو للدعم عند مستوى 1.2800 ليتراجع بذلك عن المستوى السابق إلى 1.2970. في غضون ذلك، أشارت البيانات الاقتصادية الأساسية إلى أن منطقة اليورو على حافة الهاوية و أنها على وشك الدخول في مرحلة أعمق من الركود حيث تعرض الانتاج الصناعي الفرنسي و الإيطالي لمزيد من الانكماش. هبط النشاط الصناعي االفرنسي إلى 1.8-% للشهر الخامس على التوالي وفقاً لقراءة ديسمبر الماضي. بينما في إيطاليا شهد الانتاج اصناعي انكماش بنسبة 2.5% مما سحب المعدل السنوي إلى أسفل بنسبة 14.3% مما يشير إلى أشد درجات الهبوط منذ بدء التسجيل.

كما يلقي التعثر الروسي الضوء على أنه على الرغم من الحقيقة التي تشير إلى أن اقتصادات شرق أوروبا الناشئة ليست جزءً من اقتصاد منطقة اليورو، إلا أنها تقع على صلة وثيقة للغاية باقتصاد المنطقة بحيث تؤثر المشكلات التي تعترض طريقها و نوبات التعثر التي تحل بها على اقتصاد أوروبا بشكل مباشر حيث يتم حلها اعتماداً على جهود الدول الأوروبية المتقدمة. على ذلك تنمو إمكانية مشاهدة منطقة اليورو بأكملها على أعتاب ركود أعمق و أعنف. و في الحقيقة، حذر عضو لجنة السياسة النقدية "فيبر" من أي خفض جديد تتعرض له الفائدة الأوروبية في المستقبل القريب لأن ذلك وحده لن يعمل على التصدي للأزمة بالشكل الملائم. على النقيض من ذلك طالب "أثاناسيوز أورفانيدز" بتطبيق المعدل الصفر. وفقاً لما سبق نجد أن توقعات خفض الفائدة قد بدأت في التضاؤل تدريجياً رغم وجود المؤيدين لذلك بين أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي و هو ما ينعكس إيجابياً على اليورو. على الرغم من ذلك، إذا ما عملت خطط الإنقاذ الأمريكية المتوقعة على إشعال فتيل شهية المخاطرة حال تأخر اتخاذ القرار بشأن هذه الخطط فمن المتوقع أن يلقي اليورو دعماً عند مستوى أكثر ارتفاعاً من المستويات المشار إليها أعلاه. يذكر أن حسابات المتوسط الحسابي لـ 20 يوم أشارت إلى مستوى 1.3112.

جدير بالذكر أن الإسترليني تحلى عن بعض المكاسب التي حققها عندما واجه المقاومة عند مستوى 1.5000. كما تقلص عجز ميزان التجارة للمملكة المتحدة إلى حدٍ فاق التوقعات وفقاً لقراءة ديسمبر الماضي ليصل إلى 7.37 مليار إسترليني مقابل 8.11 مليار سجلتها قراءة نوفمبر. و تشير الـ 0.3% التي تعبر عن ارتفاع الصادرات البريطانية إلى بداية استفادة اقتصاد المملكة المتحدة من خفض قيمة الإسترليني و هو ما جاء مواتياً لتكهنات بنك إنجلترا. يشير ما سبق إلى توافر العوامل التي تساعد بنك أوروبا على الثبات على موقفه من خفض الفائدة و إبقاء معدل الفائدة الأوروبية على حاله بهدف الانتظار لتقييم الخفض الأخير.

أما عن المتداولين في الفترة الأمريكية فمن الواضح أن حالة من الترقب الحذر تنتابهم حيال شهادة برنينك و جثنر أمام مجلس الشيوخ الأمريكي علاوة على اهتمامهم الشديد بعملية التصويت داخل المجلس على الحزمة التحفيزية. و من المتوقع أن يتطرق جثنر لتفاصيل إنفاق مبلغ الـ 350مليار المتبقية لدى برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة لصالح خطة الإنقاذ المصرفي و هي التفاصيل التي تكشف النقاب عن نية وزارة الخزانة الأميركية في عقد شراكة مع القطاع الخاص فيما يتعلق بشراء الأصول المتعثرة و هو ما يؤدي إلى الزج بالمتداولين إلى دوامة الشك حيال إمكانية تولد أزمة فرعية جراء الممارسات المتضمنة في شراء الحكومة للأصول المتعثرة. في غضون ذلك، يتوقع أن يضيف رئيس الاحتياطي الفيدرالي "برنينك" المزيد من التفاصيل حول المحاولات الجاهدة التي يقوم بها البنك في سبيل التخفيف من حدة الضغوط التي يعانيها القطاع المصرفي الأمريكي و إنعاش سوق الائتمان. و من المتوقع أن تعمل هذه الشهادة المشتركة على تبديد المخاوف الاقتصادية مما يزيد من شهية المخاطرة و ينعكس سلباً على الدولار الأمريكي. على ذلك نخلص إلى أن قرارمجلس الشيوخ الأمريكي سوف يلعب دور المحرك الوحيد لحركة السعر في سوق العملات خلال على مدار الساعات القليلة القادمة.




_____________________________
المصدر: Dailyfx
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..