تراجع مؤشرات بدايات الإسكان و تصريحات البناء الأمريكية لأدنى مستوياتها

جاءت البيانات الاقتصادية الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية لهذا الاسبوع فيما يتعلق ببدايات الإسكان و تصريحات البناء الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية حاملة بين طياتها قدراً كبيراً من الضعف الاقتصادي حيث كشفت عن اضطرابات قطاع الإسكان و التي تواصل الزج بالاقتصاد إلى مستوى أكثر انحداراً.


في ظل الانخفاض الحاد الذي انتاب هذين المكونين الأهم في قطاع الإسكان الشهر الماضي، أضحى من الصعوبة أن تُفاجئ الأسواق بالمزيد من التدهور في هذا القطاع منذ نوفمبر الماضي، إلا أنه في حالة أن جاءت البيانات إيجابية فلابد من تفسيرها كدليل على أن سوق الإسكان قد يطرأ عليه انتعاشة و لو طفيفة .


في الوقت نفسه فإن بدايات الإسكان ، و التي تشير إلى تسارع وتيرة المنازل الجديدة التي يجري بناءها و التي كان من المتوقع أن تسجل انخفاضاً بنسبة تتجاوز 2% في نهاية ديسمبر الماضي، و التي جاءت في أعقاب التراجع الحاد الذي مُني به القطاع في شهر نوفمبر الماضي بواقع 19% ، مما أدى إلى تراجع المعدل السنوي ليصل إلى -47%، ذلك التراجع الذي يُعد الأسوأ على الإطلاق في قطاع سوق الإسكان في 18 عاماً.
فتسارع وتيرة تراجع مؤشر بدايات الإسكان ليصل إلى 625 ألفاً في الوقت الراهن يُعد أدنى مستوى له في نصف قرن، هذا و من المتوقع أن تنخفض أرقام شهر ديسمبر لتصل إلى 605 ألفاً .


فالتراجع الهائل في سوق الإسكان و فقر مبيعات المنازل وسط التعسف في شروط الائتمان و انهيار سوق العمل ، امتزجت جميعها لتلقي بالقائمين على بناء المنازل في هوة ساحقة، هذا ما أعرب عنه سال جوتيري ، كبير الاقتصاديين ببنك مونتريال لأسواق رأس المال .


و كباقي المؤشرات الأساسية الأخرى للأنشطة الاقتصادية ، فإن سوق الإسكان يهيم على وجهه في دوامة الركود" و أضاف قائلاً " إن البناء السكني سيتلقى لطمة أخرى في الناتج الإجمالي المحلي في ربع السنة المالية ، و الذي من المرجح أن تقود الاقتصاد إلى إنكماش حاداً تبلغ نسبته ( -5.5%) منذ العام 1982.

فمع بداية العام الجديد ، من المحتمل ألا يشهد قطاع البناء تحولاً سريعاً. حيث شهد يوم الأربعاء الماضي تراجعاً في نتيجة المسح الخاص بثقة رابطة NAHB حيث انتقل من تسجيل انخفاض قياسي إلى آخر في يناير عندما هوى من نقطة واحدة إلى ثمان نقاط، و هو أقل بكثير من المعدل المستهدف بـ50 نقطة مما يشير إلى التفاؤل في هذه الصناعة.

هذا و قد صرح إيان بوليك، الخبير الاقتصادي الاستراتيجي في مؤسسة TD للأوراق المالية ، قائلاً : إن مؤشر الثقة يوحي بأن المشترين المحتملين قد يواصلون التوقف عند هامش الركود. يأتى ذلك كنتيجة للركود العميق ، و أضاف قائلاً : " أن القائمين على بناء المنازل لا يزالون يواجهون معركة شاقة " فنقطة التفاؤل الوحيدة و التي تأتي في صالح قطاع الإسكان الأمريكي هى أن معدلات الرهن العقاري تواصل تراجعها بشكل كبير . فوفقاً لشركة التمويل العقاري McLean، فإنها ترى أن متوسط الرهون العقارية قد انخفض بواقع 4.89%.

هذا و لا يزال مؤشر تصريحات الإسكان ينظر في خطط بناء المنازل الجديدة ، و بالتالي فإن أداء مؤشر الإسكان في الشهور المقبلة ، قد يستقر عند أدنى مستوياته القياسية بمعدل 615 ألف تصريح بناء . فالكثيرون يأملون ليروا تحولاً واضحاً في مسح ديسمبر ، إلا أن المحللين يتوقعون أن يسجل المؤشر انخفاضاً أخر ليصل إلى 600 ألف تصريح بناء في تقرير يوم الخميس المقبل .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المصدر: CEP News
ترجمة قسم التحليلات والاخبار بالمتداول العربي