تراجع الفرنك السويسري، الين الياباني و الدولار الأمريكي تأثراً بشهية المخاطرة
هل شهية المخاطرة مرتفعة بالفعل؟ "هايلدبراند" يطلق إشارة البدء لشراء الفرنك السويسري
احتمال التوسع في نطاقات التداول لا زال قائماً بسبب افتقار شهية المخاطرة للاستقرار مع إمكانية القضاء على أي أمل في ظهور اتجاه تجنب المخاطرة.
موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:
أحداث اليوم :
-معدلات البطالة السويدية لشهر ديسمبر.
-صدور التقرير الشهري للبنك المركزي الأوروبي.
-نتائج مسح ZEW السويسري لشهر يناير.
-الطلبات الصناعية الجديدة لمنطقة اليورو لشهر نوفمبر.
-المؤشرات الرائدة في كندا لشهر ديسمبر.
-مبيعات التجزئة الكندية لشهر نوفمبر.
-بدايات و تصاريح البناء الأمريكية لشهر ديسمبر.
-القراءة الأولية لطلبات الإعانة الأسبوعية الأمريكية.
-مؤشر أسعار المنازل بالولايات المتحدة لشهر نوفمبر.
-تقرير السياسة النقدية لبنك كندا.
-القراءات الأسبوعية لمخزون النفط الخام بالولايات المتحدة.
-التقرير الشهري لبنك اليابان.
تعليق السوق:
شهدت أسواق الأسهم بالأمس قفزة قوية تأثراً بالدفعة التي تلقتها من الدولار الأمريكي و الين الياباني اللذين شهدا تراجعاً ملحوظاً في أعقاب محاولة استرداد بعض القوة من خلال الوصول إلى بعض المستويات المثيرة للاهتمام. كان (الإسترليني / دولار) في طريقه الذي بدأه منذ أيام نحو القاع مسجلاً 1.3700بعد القفزة التي قام بها إلى مستوى 1.4000 في استعراض مثير للتذبذب. أما أزواج الين الياباني فلم يقتصر تأثرها على حركة أسواق الأسهم فقط، بل تجاوز الأمر ذلك إلى تأثرها الشديد بالتدافع غير العادي لعقود خيارات الذي هيمن على سوق العملات بالأمس ممسكا بالسوق بشكل مفاجئ عندما فشلت عمليات البيع للين الياباني في التحقق مما نقل حالة العصبية إلى عمليات البيع المتضمنة في العقود الحالية. كما هبط (اليورو / ين) إلى أدنى المستويات في 7 سنوات في الوقت الذي سجل فيه (الدولار / ين) هبوطاً ليصل إلى أدنى مستوياته في 13 سنة قبل نوبة التعافي التي انتابته في وقت لاحق من فترة التداول و هو التعافي بنسبة 3% و على مدار الليلة. بعد ذلك عاد (اليورو / ين) ليتعافى من جديد و بشدة لينضم إلى أكبر قافلة اتجاه عكسي تشهدها الأسواق على الإطلاق مما يرجح أن تأثر التداول في الوقت الحالي بموجة عنيفة من تجنب المخاطرة و هو تجنب المخاطرة الذي لا زال لديه الكثير ليفعله بالأسواق على المدى القصير و ذلك على فرض التسليم بأن للاتجاه الهابط المقترن بتجنب المخاطرة أثر قوي ينتظر أن يحدثه. و على عكس ما أشرنا إليه بالأمس نعتقد أن الأسواق قررت منح أوباما فرصة لاثبات جدارته على مدار الأسابيع القليلة القادمة قبل الجزم بوجود أمل كبير في الرئيس الجديد فيما يتعلق بالاقتصاد.



هذا و قد قام مجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس بالاستماع إلى شهادة "تيموثي جثنر"، وزير الخزانة الأمريكي المرشح من جانب الرئيس الجديد، و ذلك في إطار جلسة الاستماع الساخنة التي استهدفت مناقشة ترشيحه للمنصب. كان محور الجلسة هو فشل "جثنر" في سداد بعض الضرائب التوظيفية عن بعض الموظفين علاوة على موقفه من هذه القضية. و رغم المناخ الحار الذي ساد الجلسة، تمكن "جثنر" من إرسال تحذير من خطورة التدخلات الحكومة في العملات المحلية في إطار الإجابة على أحد الأسئلة الموجهة إليه بخصوص التدخل الياباني المحتمل من خلال ما صرح به من أن "أعتقد أنه من المهم بالنسبة للولايات المتحدة و الاقتصاد العالمي بصفة عامة أن يتم العتماد على نظام مرن لأسعار الصرف التي في إطارها تمنح الأسواق القدرة على تحديد قيمة سعر الصرف". و رغم توجيه السؤال إليه حول اليابان إلا أن تصريح "جثنر" كان موجهاً أكثر إلى الصين حيث رجح ضرورة الاستمرار في التخفيض التنافسي لسعر العملة، و هيسياسة الدولار الضعيف التي طبقتها الولايات المتحدة في الماضي. و لا يسعنا هنا سوى الانتظار لمشاهدة ما تحويه جعبة وزير الخزانة الجديد. و مع الأخذ في الاعتبار أن الوزير الجديد لا لم يفد إلى الحكومة من القطاع الخاص و أنه قضى الوقت الأطول من حياته بين أروقة المكاتب الحكومية، نتوقع أن يحدد اتجاهاً عاماً يعتمد على القواعد و المحددات الصارمة ووضع الضوابط القاسية على أداء القطاع المالي بالولايات المتحدة و ذلك من أجل إنهاء عهد غابت فيه الضوابط و المحددات و ضعفت فيه الاتجاهات الرقابية على هذا القطاع بدءً من فترة حكم ريجان و هي الاتجاهات التي وصلت الذروة في عهد بوش الثاني.


و على صعيد الإسترليني فلا زال وابل الخسائر الذي أصاب هذه العملة مستمراً في أعقاب إعلان نتائج اجتماع لجنة السسياسة النقدية لبنك إنجلترا و التي أكدت أن منظور البنك لا يكترث بالضعف الذي ينتاب الجنيه الإسترليني علاوة على ترحيب البنك بهذا الوهن مبرراً ذلك بأنه يعمل على دعم و تعزيز السياسة النقدية و يساعد الاقتصاد البريطاني. إلا أننا لا زلنا متمسكين بوجهة النظر التي عرضناها من قبل و التي تقول بأنه في حالة رؤية نقطة ارتكاز جديدة في قاع نطاق التداول لهذه العملة في ضوء الاتجاه العام لشهية لمخاطرة فمن الممكن في هذه الحالة أن يشهد أداء الإسترليني تحسناً ملحوظاً على المدى القصير. يذكر أن (اليورو / إسترليني) فقد توقف عن التقدم بسبب تعليقات "تريشيه" التي أشارت إلى أن 2% لا تمثل نهاية مسيرة البنك المركزي الأوروبي نحو خفض معدلات الفائدة الأوروبية.
على مدار الليلة،أعلنت الصين بيانات الناتج الإجمالي المحلي للربع الأخير من العام الماضي و التي جاءت مواتية للتوقعات التي أشارت إلى المعدل السنوي للناتج الإجمالي المحلي بالصين المقدر بـ 6.8 و هو أدنى مستوى له منذ 7 سنوات. و هنا يجدر بنات أن نتسائل عما إذا كانت الأرقام الحقيقية قد جاءت أقل مما أشار إليه هذا الزخم من الأدلة التي تفتقد إلى الدقة. و مع هبوط معدلات الطلب على مستوى العالم و هبوط معدلات الشحن إلى الصفر يترائى لنا هنا أن نطرح سؤالاً هاماً؛ كيف يمكن للاقتصاد الصيني أن يحقق النمو في ظل هذه الظروف؟


لم يقتصر الأمر على العملة الإنجليزية بل ضربت موجة الهبوط الفرنك السويسري أيضاً لينضم إلى مخيم المنكوبين هو الآخر تأثراً بارتفاع شهية المخاطرة، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن ضعف الفرنك قد جاء نتيجةً التصريحات "هايلدبراند" ببنك سويسرا و التي جاء فيها أن الوسيلة المتبقية لدى البنك و التي يعتزم استخدامها هي التدخل في السوق حيث انخفضت معدلات الفائدة إلى أدنى المستويات و مع ذلك لم تقدم ما ينبغي أن توفره من دعم و تعزيز للفرنك في مقابل العملات الرئيسية الأخرى. كما جاء في تصريحات "هايلدبراند"؛ "يمكن لبنك سويسرا أن يبيع مليارات غير محدودة من الفرنك في مقابل عملات أخرى. و في حالة الضرورة القصوى يلتزم البنك بشراء عملات رئيسية مختلفة بسعر صرف ثابت" و هي الكلمات التي قرأتها الأسواق بصوت مرتفع و استوعبتها بوضوح.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
المصدر:ٍ Saxobank

ترجمة قسم التحليلات والأخبار بالمتداول العربي