انخفاض الإنتاج الياباني وسط تقارير الخسائر اليابانية بسبب شركة نسيان






تسببت شركة نيسان في خفض الإنتاج الياباني وسط صدور تقارير الخسائر اليابانية التي جاءت نتيجة للركود العالمي .

صرحت شركة نيسان لصناعة السيارات يوم الخميس الماضي بأنها في سبيلها لخفض إنتاجها المحلي من السيارات بواقع 64000سيارة في فبراير و مارس المقبلين و ذلك لخفض مخزونها و لتحقيق قدراً من الموزانة على غرار التراجع الحاد في معدل الطلب العالمي.

و لأن المصائب لا تأتي فراداً فقد جاء في أعقاب التقارير الإعلامية أن اليابان الدولة الثالثة على مستوى العالم في صناعة السيارات من المرجح أن تعلن عن الخسائر التي مُنيت بها في السنة المالية و حتى مارس القادم ، لتنضم إلى لائحة طويلة تتضمن أسماء شركات يابانية كبرى من المتوقع أن تنزلق إلى المنطقة الحمراء.

فمنذ سبتمبر الماضي ، و قد أعلنت شركة نيسان بالفعل ، مرات عديدة عن أنها كانت سبباً في خفض معدل الإنتاج المحلي الياباني ، حيث بلغ الانخفاض نحو 225000 سيارة ، و قد صرحت متحدثة بإسم هاروكو وادا أن المتوقع للشركة في بادئ الأمر أن تقوم بإنتاج 1.38مليون سيارة في اليابان و ذلك خلال السنة المالية.إلا أن شركة نيسان كغيرها من الشركات المصدرة قد تضررت بضِعف القدر الذي تضررت به الشركات الآخرى حيث انخفضت مبيعاتها على غرار الأزمة المالية العالمية و الين الذي أصبح في موقع الصدارة الآن ،الأمر الذي ينخر في عظام الدخل الآجنبي بشكل كبير .

كما أعربت التقارير الأخيرة و التي جاءت في أعقاب التوقعات القاتمة بأن شركة تويوتا و التي تعد إحدى كبريات الشركات المُصنعة للسيارات قد وصل معدل خسائر التشغيل لديها الشهر الماضي بما يُقدر بنحو 150مليار ين (1.69مليار دولار أمريكي ) و ذلك للسنة المالية المنتهية و حتي 31مارس المنصرم .و تُعد هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ 70 عاماً .

هذا و قد جاءت تقارير وسائل الإعلام و توقعات المحللين في وقت سابق من هذا الإسبوع ، بأن شركة سوني شهدت هى الآخرى خسائر تشغيلٍ فادحة للسنة المالية ، إلا أن سوني لم تُعقّب .

تُعد أرباح التشغيل مؤشراً مباشراً بالنسبة لأداء العمل الأساسي ، في حين أن صافي الأرباح تعكس كلاً من الضرائب و الدخول و أصول المبيعات و غيرها من البنود الآخرى.

و على صعيد آخر ، فقد صدر عن صحيفة اليوميوري و التي تحقق أعلى مبيعات على مستوى البلاد و كذلك عن وكالة كيودو أن شركة نيسان سوف تسعى إلى تخفيض خسائر إنتاجها للسنة المالية و حتى مارس المقبل.حيث يشكل هذا أولى خسائر تشغيل لها في ظل وجود الرئيس التنفيذي كارلوس غوصن المتحدث التنفيذي و الذي قاد شركة نيسان إلى التراجع عقب عودته من اجتماعه مع حليفتها رينو في فرنسا في عام 1999.

نيسان و التي تتخذ من طوكيو مقراً لها ، هي التي أنتجت السيارات الرياضية Z و سيارات طراز إنفنتي الفارهة، قد أعربت أن تقاريرها لم تعتمد في أساسها على أى إعلان ، لكن القائمين عليها لم ينكروا أن هناك خسائر قد وقعت بالفعل .فالسبب الأساسي وراء انخفاض الإنتاج الياباني هو الموقف الذي اتخذته شركة نيسان بشأن وقف إنتاجها في فبراير المقبل و لمدة 13يوماً في مصنعها في مقاطعة توتشيغي ، و 11يوماً في مصنعها بمقاطعة كيوشو و تسعة أيام و نصف في مصنعها بمقاطعة أوباما ، و قد صرحت نيسان بأنها لم تتخذ قراراً بعد بشأن خطط شهر مارس المقبل.
و على صعيد آخر، كانت شركتي تويوتا و هوندا قد تسببتا بالفعل في إحداث انخفاض في الإنتاج الياباني و وصلتا إلى مرحلة الاستغناء عن آلاف العاملين في خطوط التجميع المؤقتة.

و في إشارة أخرى مؤلمة عن الأوقات العصيبة التي تمر بها الشركة ، صرحت نيسان الإسبوع المقبل بأنها ستقلص قوى العمل البريطانية بواقع 1.200 وظيفة ،حيث يعمل في شركة نيسان حوالي 5000 موظف في مصنعها في ساندرلاند بشمال انجلترا .
في الوقت نفسه، تأثر المصدرين اليابانيين بتلك الأحداث على غرار تراجع الدولار أمام الين بشكل كبير، فبعد أن كان الدولار يساوي 110ين في العام الماضي انخفض ليصبح 90يناً فقط في الأسابيع الأخيرة.و نظراً للانخفاض الذي طرأ على الدولار أمام الين فإن نيسان تتوقع أن تُمني بخسائر تبلغ قيمتها 14.5 مليار ين.

في غضون ذلك، كانت أكبر الشركات المتضررة إزاء الخسائر المتعلقة بتقلبات العملة هي شركة تويوتا لكونها تمتلك أكبر منافذ للمبيعات في أمريكا الشمالية.

و في أكتوبر الماضي ، جاءت توقعات نيسان للسنة المالية و حتى شهر مارس منخفضة للغاية ، حيث قلصت أرباح التشغيل المستهدفة خاصتها إلى 270 مليار ين بعد أن كانت 550مليار ين.ولا يزال معدل الطلب العالمي يواصل استمراره في مسيرة التراجع منذ ذلك الحين .

يأتي هذا كله تزامناً مع انهيار نظام الائتمان و الأوقات العصيبة التي عصفت بالسوق الأمريكي ، حيث تحقق شركات صناعة السيارات اليابانية الجزء الأكبر من أرباحها.فالبيانات التي صدرت من قِبل شركات السيارات كشفت عن أن المبيعات الأمريكية قد هوت إلى 13.2مليون سيارة في العام 2008 ، أى بتراجعاً تجاوز 18 % عن الهبوط الذي مُني به هذا القطاع في العام 2007.و في شهر ديسمبر وحده هوى مؤشر المبيعات الأمريكية بواقع 36%، كذلك تراجعت مبيعات نيسان بنسبة بلغت 31% على مستوى سنوي .

و على الرغم من أن التوسعات الصناعية اليابانية قد امتدت إلى أسواق كلاً من الصين و البرازيل و روسيا بل و أسواق أخرى جديدة ، إلا أنها لا تزال أسواق صغيرة إذا ما قورنت بالولايات المتحدة و أوروبا .و بالإضافة إلى تلك الويلات ،فإن السوق الياباني و الذي مُني بركود استمر لسنوات يواجه هو الآخر خطر الانكماش المحدق ، حيث انخفضت مبيعات السيارات الجديدة في اليابان بنحو بلغ3.2مليون سيارة العام الماضي، وهو أدنى مستوى له في 34 عاماً. و قد صرح توشيوكي شيغا المدير التنفيذي لشركة نيسان أنه كان يُعَوّل على انتعاش السوق الأمريكية ، قائلاً : " إن تعافي السوق سوف يأتي عندما تُحل جميع المشكلات المالية و عندما تبدأ ثقة المستهلك الأمريكي في الارتفاع من جديد".هذا و قد تراجعت أسهم نيسان لتبلغ نسبتها 3.4% أى بنحو314 يناً في طوكيو .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ


المصدر: Yahoo Finance

ترجمة قسم التحليلات والأخبار في المتداول العربي