النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شراهة المستثمر

  1. #1
    الصورة الرمزية abofaris73
    abofaris73 غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    1,912

    افتراضي شراهة المستثمر

    شراهة المستثمر

    إن المشكلة التي واجهت خبراء الاقتصاد هي عدم قناعة المستثمر المبتدئ بنصائحهم، لأن إقدامهم على الاستثمار كان نتيجة رغبتهم في تحقيق أرباح وثروة من هذا التيار الذي يرمي بالملايين لكل مشارك فيه.
    وإن أي إنسان تخيره بين أسهم ترتفع أسعارها يوميا وبين أسهم شركات قد لا يزيد الارتفاع فيها والعائد منها سوى 5% مما تقدمه الشركات الجديدة، سيختار وبدون تردد شراء أسهم الشركات النامية، على الرغم من المحاولات لتوضيح الأخطار المترتبة على الاندماج والانغماس في الكسب من هذا النمو غير الطبيعي والذي حدث أول مرة في التاريخ المالي للاستثمار، إلا أن الجميع يرغب في الاكتساب من هذه الفرصة النادرة.
    ويشبه الخبير المالي (مارك ريب Mark Riepe) في مركز شواب للاستثمار (أحد بيوت المال الشهيرة بأمريكا) عملية الاستثمار المتنوع فيقول: هي كأكل الخضار، قد لا تعجبك ولكنها مفيدة لك، وأما عن الاستثمار في أسهم شركة واحدة أو معينة فأنها مقامرة خطرة أكثر من كونها مغامرة واستثمارا.

    ويقول إن من يظن أنه سيكون بل جيتس آخر(صاحب شركة مايكروسوفت العالمية) يكسب البلايين، فيجب عليه أن يعلم أن هذه حالات شاذة في التاريخ، ولا يمكن أن تكون لكل من حاول أو عمل من أجل ذلك.

    اتبع النصيحة

    يقول مارك ريب: إن المشكلة التي تواجه المستثمرين هو الرغبة في استغلال الفرص النادرة، أو البحث عن ثروة من السماء، ويعتقد الكثيرون بأن حدسهم غالبا ما يكون صائبا. ويؤكد أن هذا الحدس كثيرا ما يخيب، بسبب أن الحدس مبني على الرغبة في تحقيق ثروة كبيرة، فينصرف التفكير إلى تحقيقها، ويرى المستثمر أن طريق الثروة هو ما يفعله وما يدله عليه تفكيره، وأن الثروة تحتاج إلى المغامرة والجرأة وهو هنا يقدمها، وغالبا بل إن نسبة تصل إلى 80% من هذه المغامرات الجامحة تنتهي لغير صالح المستثمر.

    يقول الخبير المالي إن النصائح التي يقدمها رجال المال للمستثمرين هي نتيجة دراسة الأحوال الاقتصادية والمالية على مدى زمن طويل، ومع معرفة نتائج تفاعلات الظروف المختلفة مع بعضها، فالاقتصاد والمال والصناعة والسياسة والحياة الاجتماعية تصنع شبكة مترابطة من العلاقات، كل منها له طرف يشد الآخرين إليه، لذا فإن النصيحة التي يقدمها رجال المال وخبراؤه هي نتيجة علم تأثير هذه الأطراف على بعضها، وقوة كل منها في ظروف معينة أو في بيئة أو زمن معين، وليس نتيجة حدس ورؤية.

    ويقول إن الخبراء ليسوا جميعهم معصومين من الخطأ، ومثلهم مثل الأطباء الذين قد يخطئون بالتشخيص، ولكن هذا لا يعني عدم الذهاب إلى الطبيب.

    لذا فإن النصيحة التي يوجهها الخبراء هو بأن تكون الاستثمارات في أنواع مختلفة من الأسهم والسندات، وينصح الكثير منهم بأن تكون التشكيلة تحتوي على عشرة أنواع مختلفة من الأسهم والسندات في قطاعات منوعة. ومن الخطأ الكبير حصر الاستثمار في شركة واحدة أو قطاع واحد، وإن نظرية التركيز وعدم تشتيت المال لا ينطبق على هذا النوع من الاستثمار للمال، وهو خاص غالبا باستثمار المدخرات الشخصية للفرد العادي. فكلما تنوعت حافظة الاستثمار كلما كان ذلك أكثر أمنا للمستثمر على ماله، بل وإن التحليلات المالية للمحافظ المتنوعة هي الأكثر نموا من غيرها.

    البحث عن الثروة في مكان آخر!

    وفي مقالة كتبها فريد بارباش ( Fred Barbash )، الخبير الاقتصادي في جريدة واشنطن بوست، ذكر بأن فكرة الاستثمار في السندات والأسهم هي للمحافظة على المال الذي يوفره الأشخاص لأيام الكبر أو للأيام الصعاب، لذا فإن الفكرة ليست تكوين ثروة وطفرة، بل هي للمحافظة على هذا المال بعيدا عن الصرف، وفي الوقت نفسه العمل على تنميته.

    والبحث عن الثروات الكبيرة، يجب أن لا يكون في مدخرات الأفراد، لأنه لا يوجد ولا يتحقق في المضاربات في الأسهم والسندات، لأن العائد قليل، ولأن البحث عن الثروة الكبيرة فيها يدفع الإنسان إلى المقامرة، وهنا تبدأ الخطورة على المال، فقد يفقد كله، لأن المقامرة هي تعريض المال إلى الأخطار الكبيرة مقابل أرباح كبيرة، وقد يحدث أن يعود المال ومعه مكاسبه الكبيرة، ولكن في أكثر الحالات كما يقول التاريخ المالي والتحليلات الاقتصادية على مر أزمان طويلة بأن مال المغامرات قلما يعود سالما.

    الإغراء بالأرباح الكبيرة علامة تحذير لا تشجيع!

    أموال الاستثمار وأموال التوفير تتحرك كالسوائل ولكن بشكل معاكس، فهي تنساب من المنخفض ربحا إلى الأعلى ربحا، فمستوى الربح هو الذي يوجه حركة الأموال، وهذا القانون يقضي بأن يكون مستوى الأرباح دائما متقارب جدا بين الشركات والأعمال، وهذا شبه واقع في عالم الاقتصاد.

    ونسمع ونقرأ أحيانا عن مساهمات مالية أو مشاريع تقدم للراغبين أرباحا كبيرة ومغرية، وتصل في كثير من الأحيان إلى مستوى أعلى مما تقدمه المشاريع التجارية الأخرى، ويقدم على هذه المشاريع ذات الأرباح المغرية صغار المستثمرين، وأحيانا كبارهم، لما فيها من إغراء غير معقول، فنجد أن الإعلان أو المشروع يتعهد بصافي أرباح تزيد عن 15-25% سنويا مع ضمان كامل لرأس المال، مع تطمينات أخرى كثيرة كأن يكون تحت إشراف شركة عالمية، أو أن القائمين بالمشروع هم من كبار رجال الأعمال، وأن مشاركتهم والعمل معهم هي أرباح إضافية للمساهمين أو المشاركين.. أو أن المشروع يقدم خدماته في عدة قارات أو مدن..

    فهل هذه الإعلانات أو العروض والمشاريع صادقة فيما تعد به؟

    قامت دراسة حول هذه الشركات الكبيرة التي ظهرت فجأة ولمعت ثم اختفت، أو انهارت انهيارا أثر على المئات من المستثمرين، وافقدهم أموالهم واستثماراتهم التي كانوا يطمعون في رؤيتها تتضاعف، فإذا بها تختفي.

    الطبيعة الإنسانية هي السر!

    تقول الدراسة: إن القائمين على هذه المشاريع يعتمدون على نظرية في علم النفس والاقتصاد، وهي أن المال وحب تملكه غريزة موجودة عند كل الناس، لذا فإن الإعلان عن وجود وسيلة لتنمية المال القليل ليصبح كثيرا وبسرعة وبأمان، هي عوامل تشد صاحب المال إلى الالتفات إليها، والتفكير فيها، وهذا بذاته يكفي لإقناعه بأن هناك فرصة عظيمة لتنمية ماله بسرعة أفضل من حاله الحالي، لذا فإن الرحيل إلى هذه الوسيلة هي مغامرة أفضل من مغامرته الحالية القليلة العائد (في ظنه أن كليهما مغامرة).

    ظهور موسمي!

    في هذه الدراسة الاقتصادية الشيقة، وجد الباحثون أن شركات جمع الأموال تظهر عندما تكون السوق المالية سيئة والأرباح منخفضة، فتأتي في الوقت المناسب الذي يكون صاحب المال يبحث عن وسيلة أفضل لتنمية ماله بدلا من القنوات المالية المتوفرة، والتي لا تعطي العائد المشجع له على الاستمرار فيها، فعندما تقدم مثل هذه العروض فإنها تلقى القبول النفسي لدى المستثمر الغاضب، خاصة إذا صاحبها إعلان مميز وحملة تشجيع على المشاركة، مع تطمين على سلامة الشركة والمال.

    أعمال مشبوهة

    وتظهر الدراسة أيضا أن أكثر من 90% من هذه الشركات أو المشاريع مشاريع غير نظيفة ماليا أو غير نظيفة تجاريا، فهي غالبا ما تكون تعمل مستفيدة من وجود خلل في نظام معين، أو تعمل على الاستفادة من ثغرة مؤقتة، غالبا ما تقفل سريعا، مما يبرر فشلها، ويبرر الاعتذار عن عدم عودة المال لأصحابه، لأن المشروع من أساسه كان قائما على الاحتيال أو الاستفادة من ثغرات نظامية أو قانونية، أو قائما على علاقات شخصية تتهاوى حال انكشاف أمرها أو حدوث أي تغير في الأفراد.

    وتقول الدراسة إن اكثر هذه الشركات والمشاريع انتهت إلى نهايات سيئة إما بتجريم أصحابها أو هروبهم بأموال المساهمين والمشاركين.

    المغامرة لها ثمن!

    النظرية تقول كلما كبر الربح كلما كبر الخطر على ضياع المال. والمغامرة لها ثمن، فقد يكون هذا الثمن ربحا إضافيا ومكاسب كبيرة، وقد يكون ضياع المال واندثاره..

    وهذه نظرية اقتصادية حقيقة، وهي تمثل الواقع، فإن بعض المؤسسات المالية تحقق أرباحا كبيرة، وقد تكون هذه الأرباح شرعية، ولكنه الأموال مرت في قنوات ومسالك خطرة كانت ستؤدي إلى ضياعها.

    فمن المعروف ان الإقراض للشركات يتم وفق قدرتها المالية على السداد وموقفها المالي بشكل عام، وعندما تكون الشركة في حالة مهزوزة، فان إقراضها يعتبر مغامرة، لذا فإن المقرض يطلب تعويضا عن مغامرته أرباحا أكبر، وهذا يزيد في سوء الوضع لدي الجهة المقترضة، وقد يؤدي إلى إفلاسها أيضا وضياع القرض إذا لم يتحقق الوفاء بالربح الكبير.

    بل إن أكثر المؤسسات المالية والتي تحقق أرباحا غير عادية مقارنة بمستوى السوق، غالبا ما تكون تعمل في هذه الحقول الملغومة، والتي تحقق الأرباح الكبيرة.

    النصيحة الصادقة!

    لذا فإن النصيحة التي يرددها جميع الخبراء الاقتصاديين بأن إغراء الأرباح الكبيرة يجب أن يكون علامة تحذير وليس علامة تشجيع للمشاركة، وينصحون أصحاب الأموال القليلة بعدم الدخول في هذه المشاريع لما فيها من مغامرة قد تودي بكل مدخراتهم، وإن كانت هناك رغبة ملحة فإن المشاركة يجب أن تكون ببعض المال لا بجميعه.. ويجب ترك هذه المغامرات للقادرين على تحمل نتائجها السلبية فيما لو حدثت، وهي كثيرا ما تحدث.

    .
    .
    .
    .
    .
    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية ابوعبيد
    ابوعبيد غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    المشاركات
    162

    افتراضي مشاركة: شراهة المستثمر

    شكراا اخي ابوفارس

    على الموضوع المميز

    والنصيحه الطيبه...

  3. #3
    الصورة الرمزية Brave Heart
    Brave Heart غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الإقامة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    169

    افتراضي مشاركة: شراهة المستثمر

    ما اقدر اقول الا احسنت مشرفنا العزيز وبارك الله فيك على النقل

  4. #4
    الصورة الرمزية raider
    raider غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الإقامة
    الرياض
    المشاركات
    998

    افتراضي مشاركة: شراهة المستثمر

    شكرا لك
    والله هذه حقيقة واقعية وفي مجتمعنا

  5. #5
    الصورة الرمزية asco
    asco غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الإقامة
    الاردن
    العمر
    38
    المشاركات
    297

    افتراضي مشاركة: شراهة المستثمر


    مشكووووور مشرفنا العزيز ابو فارس على النقل والمتابعه


المواضيع المتشابهه

  1. مؤشر ZEW لثقة المستثمر الألماني يسجل أعلى مستوى منذ يونيو 2006
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-05-2009, 01:07 PM
  2. قواعد المستثمر الناجح
    By نديم الذكريات in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 13-05-2009, 03:34 AM
  3. تحسن مؤشر ثقة المستثمر السويسري
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-03-2009, 02:17 PM
  4. ارتفاع ثقة المستثمر الألماني على غير المتوقع
    By التحليلات والأخبار in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2009, 01:45 PM
  5. حضرة المستثمر العربي
    By عبدالله العرجي in forum سوق تداول العملات الأجنبية والسلع والنفط والمعادن
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-05-2008, 10:15 PM

الاوسمة لهذا الموضوع


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17