عودة للحياة من جديد لشهية المخاطرة بالأمس


مكاسب للإسترليني و عملات السلع تتزامن مع بداية عطلة نهاية الأسبوع الأمريكية التي تسبق تنصيب أوباما على كرسي الرئاسة الأمريكية

اليورو يشهد ارتفاعاً مقابل الدولار و الين إلا أنه سرعان ما انتابه هبوط حاد من جديد تأثراً بفشل "تريشيه" في القضاء على مخاطر الانكماش و بيانات سلبية تعكسها توقعات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي وشيك الإصدار.

موضوعات للمتابعة – الفترة القادمة:
أحداث اليوم:
· أسعار المنتجين و الصادرات السويسرية لشهر ديسمبر.
· حديث "جيف" نائب رئيس بنك إنجلترا.
· ميزان التجارة لمنطقة اليورو لشهر نوفمبر.
· مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر ديسمبر.
· تدفقات الـ ((TIC الأمريكية لشهر نوفمبر.
· الانتاج لصناعي و استغلال القدرات بالولايات المتحدة لشهر ديسمبر.
· القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميتشيجان لثقة المستهلك الأمريكي لشهر يناير.
· حديث لـ "هايلدبراند" بالبنك المركزي السويسري.
· حديث لـ "ليكر" ببنك الاحتياطي الفيدرالي.

تعليق السوق:

كان خفض الفائدة الأوروبية 50 نقطة أساسية متوقعاً على نطاق واسع، إلا أنه حمل بين طياته في نفس الوقت ما يشير إلى أنه ليس وليد اجتماع مجلس إدارة بنك أوروبا المنعقد منذ ثلاثة أسابيع فقط كما أشار إلى ذلك "تريشيه" في المؤتمر الصحفي المنعقد بالأمس عندما قال " لا يمكن اعتبار هذا الخفض ملائماً لاتخاذ قرار يتعلق بالسياسة النقدية" مما يوجه الأنظار إلى أن أي خفض جديد لا يمكن اتخاذ القرار بشأنه قبل الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية. عموماً اتضح من كلمات رئيس بنك أوروبا أن هناك ميل لدى البنك إلى الاقتراب بمعدل الفائدة من الصفر ليتطبق سياسة الفائدة الصفرية حي صرح بأن "لا يعتزم مجلس إدارة البنك الوقوف مكتوف الأيدي ليجد نفسه واقعاً في شراك أزمة السيولة". و نتسائل هنا عن مستوى معدل الفائدة الذي يعتبره البنك المركزي الأوروبي بداية للوقوع في شراك مشكلة السيولة، في نفس الوقت نتصور أن الوصول بمعدل الفائدة إلى 1% فيما يتعلق بمعدل الفائدة من الممكن أن يشكل حاجزاً نفسياً إذا ما أصر بنك أوروبا على الحفاظ على نفس النهج لفترة أطول.

و على الرغم من توافر الأدلة الكثيرة على الاتجاهات الانكماشية القوية التي تهيمن على الأسواق في جميع أنحاء العالم، تمكن "تريشيه" من التوصل إلى مبررات تسوغ له الاقتناع بأن مخاطر الانكماش "متوازنة إلى حدٍ كبير"، إلا أن هذه التعليقات في الحقيقة لا يمكن استساغتها بسهولة مما يضع أمامنا الكثير من علامات التعجب التي تحيط برؤية "تريشيه" للاقتصاد العالمي. كما ساهمت مشكلة " FT Alphaville" في إضافة قدر أكبر من الكوميديا على قرار الفائدة الذي اتخذته لجنة السياسة النقدية لبنك أوروبا و الذي اتسم بالاضطراب و هو ما أثار الضحك عندما أعلنت اللجنة أن هذا القرار جاء بهدف مساعدة الاقتصاد بمنطقة اليورو من خلال خفض قيمة العملة الأوروبية الموحدة، جاء ذلك واضحاً جلياً في الكلمات التالية: "بالنسبة للقيمة الهابطة لليورو، سوف ترحب العديد من دول الاتحاد الأوروبي بذلك، و حيث يميل معظم صانعي السياسات إلى تجنب الصدامات، تقوم الأسواق بهذا المهمة نيابة عنهم". كما يمكننا أن نلقي نظرة على الصفحة الرئيسية لـ "بلوم بيرج" هذا الصباح لنقرأ عن التباين الشديد في عوائد مديونية منطقة اليورو بالإضافة إلى الإشارات الضمنية التي تناولت ما أشرنا إليه من مسائل في مقالات سابقة.

وبعيداً عن زوجي (اليورو/دولار) و(اليورو/ين) حققت العملات الأخرى أرباحاً مقابل اليورو بالأمس، وخاصة عملات السلع و الإسترليني و الكورونا السويدية حيث شهد اليورو حركة عكسية هابطة. وعموما لم تكن تحركات الأسعار مبالغ فيها، ولكنها بدت متفقة مع توقعاتنا في ظل انتعاش شهية المستثمرين بالأمس، لذلك أبدى السوق عدم اهتمامه اجتماع تريشيه وأعوانه حيث لم يتم تفجير أية مفاجأة بالأمس. وفي محاولة لمساعدة الإسترليني لاكتساب بعض القوة، قد تعلن بريطانيا عن خطة انقاذ جديدة للبنوك حتى تبدأ نظام الإقراض من جديد. هذا وقد انتشرت شائعات بأن هذه الخطة سوف تعلن يوم الأثنين المقبل.

على صعيد أخر يشهد اليوم أخر جلسة تداول أمريكية قبل أن تقتح من جديد يوم الثلاثاء المقبل حيث أن يوم الأثنين يوم عطلة في البنوك الأمريكية بسبب (عيد مارتن لوثر كينج). هذا ويأتي افتتاح الأسواق المالية الأمريكية بعد صدور تقرير أرباح سيتي جروب للربع الرابع من عام 2008 وكذلك يصدر تقرير أرباح بنك أمريكا يوم الثلاثاء. وفي الحقيقة، يزداد سوء الأوضاع في بنك أمريكا حيث أن البنك اكتشف حجم الأهوال التي تكبدها عند شرائه لشركة ميريل لينش، و هي الصفقة اليت تمت في غياب مراجعة قوائم ميزانية بنك "ليمان" بالشكل الملائم. وعلى أية حال، فإن بنك أمريكا يهدد بالعدول عن الاتفاقية إذا ما قدمت الحكومة خطة إنقاذ للبنك، والتي قدمتها الحكومة بالفعل بالأمس بتكلفة 138 مليار دولار، والتي تمثل جزءاً من النصف الثاني لخطة إنقاذ الأصول المتعثرة. في الوقت ذاته تسببت الشائعات التي انتشرت حول الأزمات التي تمر بها هذه البنوك بداية في إحجام بعض المستثمرين عن المخاطرة لفترة قصيرة بالأمس، لكن بنهاية اليوم وقف السوق بقوة من أجل دعم خطة إنقاذ بنك أمريكا و صرف أموال خطة إنقاذ الأصول المتعثرة كما دعم السوق الشائعات التي ترددت حول قيام الحكومة الأمريكية بإختبار طرق أخرى لمعافاة النظام المصرفي في أحد البنوك المتعثرة.
بينما نحن مقبلين على عطلة نهاية الأسبوع التي سوف تستمر ثلاثة أيام، فمن المحتمل أن تنقاد حركة السعر من قبل المشاركين في السوق رغبةً في التخلص من المخاطر، ويبدو أن هناك احتمالية بأن يخوض السوق في بعض عمليات الشراء بناءً على العزوف عن المخاطرة انطلاقا من تحركات الليلة الماضية. مما يعني احتمال وجود بعض الضغوط على زوج (اليورو/دولار) على المدي القصير، فعلى سبيل المثال، ما تعرض له الزوج قبل أن يتحرك اليوم نحو مزيداً من الانخفاض. هذا ويبدو أن مستوى 1.3400 مثير للاهتمام للغاية حيث من خلاله سوف نستطيع معرفة ما إذا كان الدببة سيهيمنوا على السوق من جديد أم لا.

ونحن اليوم في انتظار صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية، ومن المتوقع أن تظهر الأرقام الرئيسية أول قراءة سلبية على أساس سنوي منذ عام 1995.لابد من التعامل بحذر مع أي من أخطار الانكماش، أليس كذلك سيد تريشيه؟.
____________________________
المصدر: saxobank
ترجمة فريق التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي.