فزع في أسواق المال العالمية
بعد فشل الكونجرس في إنقاذ صناعة السيارات الأمريكية
‏200‏ مليار يورو خطة أوروبية لإنعاش الاقتصاد
أدني مستوي للدولار أمام الين الياباني منذ‏13‏ عاما

خيمت حالة من الفزع والخوف علي أسواق المال العالمية أمس الجمعة‏,‏ بعد فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في الاتفاق علي خطة لإنقاذ شركات إنتاج السيارات بقيمة‏15‏ مليار دولار‏.‏ وقد ثارت مخاوف بشأن النتائج الاقتصادية الكارثية التي قد تنجم عن انهيار شركة كرايسلر إحدي كبري شركات السيارات في أمريكا‏.‏ وبعد ساعات من المناقشات والضغوط التي مارسها الجمهوريون الذين يرفضون إنقاذ الشركات الثلاث الكبري لصناعة السيارات‏:‏ جنرال موتورز‏,‏ وكرايسلر‏,‏ وفورد بأموال عامة‏,‏ قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس هاري ريد‏:‏ لم نتمكن من التوصل إلي نتيجة‏,‏ كما عبر عن قلقه إزاء تداعيات هذا الفشل علي أسواق المال‏,‏ وأضاف‏:‏ أخشي أن أنظر إلي وول ستريت غدا‏,‏ وأن ملايين الأمريكيين‏,‏ وليس فقط العاملين في شركات السيارات‏,‏ سيتأثرون بشكل مباشر‏.‏

ومن جانبه قال زعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل‏:‏ إن حلفاءه في مجلس الشيوخ رأوا أن خطة الإنقاذ لن تنجح في إنقاذ الشركات الكبري لصناعة السيارات من الانهيار‏,‏ وفي أول رد فعل من ناحيته‏,‏ أكد البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدرس حاليا الخيارات المتاحة أمامها لإنقاذ صناعة السيارات‏,‏ في ضوء انهيار المفاوضات داخل الكونجرس‏,‏ دون أن يوضح المزيد من التفاصيل حول هذه الخيارات‏.‏ وقد أثارت أنباء انهيار مفاوضات الكونجرس حالة من الهلع في البورصات الآسيوية‏,‏ ففي طوكيو‏,‏ كبري البورصات الآسيوية‏,‏ أغلق مؤشر نيكاي علي تراجع نسبته‏5.56%,‏ كما تراجعت بورصات هونج كونج‏6.9%,‏ وشنغهاي‏1.69%,‏ وسيدني‏2.85%,‏ أما الدولار فقد هبط أمام الين في تعاملات طوكيو إلي أدني مستوياته منذ‏13‏ عاما‏,‏ حيث سجل‏88.16‏ ين‏.‏

وفي غضون ذلك أعلنت شركة كرايسلر الأمريكية أن ما لديها من سيولة مالية سيهبط إلي الحد الأدني بحلول‏31‏ ديسمبر الحالي‏,‏ وأنها ستواجه صعوبات كبيرة في دفع رواتب العاملين‏,‏ والوفاء بالتزاماتها تجاه الشركات التي تمدها بالمستلزمات والمواد الخام‏.‏ وفي سياق متصل أعلن بنك أوف أمريكا‏,‏ وهو أحد أكبر البنوك الأمريكية‏,‏ عزمه الاستغناء عما بين‏30‏ و‏35‏ ألف موظف خلال السنوات الثلاث المقبلة‏,‏ بعد شرائه بنك ميريل لينش‏,‏ وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة‏.‏ وفي إطار التحركات الدولية المتواصلة لمواجهة الأزمة المالية‏,‏ أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أن القادة الأوروبيين اتفقوا خلال قمتهم ببروكسل علي خطة لإنعاش النمو الاقتصادي في دول الاتحاد بقيمة‏200‏ مليار يورو‏(264‏ مليار دولار‏).‏

وفي موسكو قال نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسية أندريه كليباتش‏:‏ إن روسيا دخلت مرحلة الركود‏,‏ وأضاف‏,‏ في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الروسية‏:‏ الركود بدأ في روسيا‏.‏ وفي الوقت نفسه أكد مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان‏,‏ أن الأزمة المالية هي عالمية‏,‏ وستكون خلال عام‏2009‏ أسوأ مما هي عليه خلال العام الحالي‏,‏ ولن يفلت منها أي بلد‏.‏ -جريدة الاهرام السبت 13/12/2008