اليورو في صراع لا ينتهي
ارتفع زوج (اليورو/دولار) الي مستوي 1.3157 في أواخر المعاملات الأسيوية اليوم إثر نشر أنباء عن موافقة مجلس النواب بتمرير خطة إنقاذ أكبر ثلاثة شركات لصناعة السيارات وكذلك مر الزوج بمرحلة ضغط قصيرة المدي أدت الي تعثر الزوج فوق حاجز 1.3100 مما ساعد علي دفع الزوج الي الأعلي فيما بعد. ورغم أن الإقبال علي المخاطرة لا يزال عامل دعم هام للزوج، لا يمكن توضيح نقاط القوة الجديدة للزوج بأنها مجرد نتيجة لتدفقات المخاطرة
.
ومن المؤكد أن زوج (اليورو/دولار) لم يكن متأثرا بسوق الأسهم علي مدار الجلسات القليلة السابقة حيث أن سوق الأسهم مرت بفترة من الفتور بينما سجل الزوج أعلي نسبة له منذ ستة أسابيع. تري ما السبب في اندفاع اليورو الي الإتجاه الصاعد؟ نحن نعتقد أن سوق الفوركس لم تعد تهتم في الوقت الحالي بالإقبال أو الإحجام عن المخاطرة حيث أنها تركز أكثر علي قضية العوائد. وفي ظل توقعات بانخفاض أسعار الفائدة بالمملكة المتحدة الى 1% بحلول يناير المقبل، وانخفاض أسعار الفائدة بالبنك الوطني السويسري بمعدل 50 نقطة وكذلك التوقعات بأن تتقلص أسعر الفائدة الأمريكية بمعدل 25 نقطة الأسبوع المقبل لا يزال اليورو بفائدته التي تبلغ 2.5% يمثل أخر العملات ذوات العوائد المرتفعة في مجموعة الأربعة دول الصناعية الكبري وهو الأن يستفيد بقوة من سياسة الشراء للبيع
.

ورغم الارتفاع الذي حققه اليورو مؤخرا، فنحن جميعا نعتقد أن السوق بعيد كل البعد عن أي شعور بالتفاؤل بشأن سياسة البنك المركزي الأوروبي العنيفة. وعلى الرغم من أن مسئولو صندوق النقد بالمنطقة الأوروبية أكثر حرصا علي تخفيف الفوائد من بقية دول مجموعة الأربعة، فهم لا محالة سيتبعون بقية الدول حيث أن النمو الاقتصادي بدأ في التباطؤ بصورة واضحة. وفي ظل انخفاض معدلات الطلب سوف ترتفع معدلات البطالة بحدة مما سيدفع تريشيه والشركات الأخري ان تصبح اكثر تكيفا مع تطورات عام 2009.
في الوقت الحالي ، يواصل الزوج ( يورو / دولار ) انتعاشه ، تزامناً مع إمكانية اختراق المقاومة بالأمس عند المستوى 1.3300 و 1.3500 .و بناءاً على ذلك فإن أية محاولات لبيع الزوج قد تكون خطوة سابقة لأوانها ، باستثناء واحد فقط و هو الزوج ( يورو/ جنيه استرليني ). كذلك سجلت سلة العملات دون الدولار إرتفاعاً قياسياً ، حيث أن هناك حالة من الجزم بأنها قد تحقق المستوى المستهدف عند 9000 نقطة ، فنحن نعتقد في أنه سيكون من الصعب اجتياز ذلك المستوى ، قبل القيام بعملية تصحيح للمسار . جاءت عناوين صحف المملكة المتحدة اليوم صارخة بشان إمكانية توزان العملة على المدى القريب و اعتباره مجرد شعور مبالغ فيه إثر أصابة عارضة
.

و أخيراً ، كان من المتوقع أن تتقلص أرقام ميزان التجارة الأمريكية من 56.5B إلى 53.5B ، إلا أن سوق العملات قد يكون أكثر اهتماماً بمعدل إعانات البطالة الإسبوعية .لذا فإنه في حالة أن يصل ذلك العدد إلى الأسوأ ليتجاوز الـ 550K ليزيد من تلاشي العلامة الخضراء إثر ضغط عمليات البيع حيث أن خفض سعر الفائدة بمعدل 75 نقطة قد بات أمراً مؤكداً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : چي إف تي
ترجمة فريق الأخبار والتحليلات في المتداول العربي