الحياة - المصارف المركزية تستخدم سلاح الفائدة في الحرب العالمية على الركود ... توقع تراجع النفط إلى 25 دولاراً للبرميل فور وصول الركود إلى الإقتصاد الصيني

توقع خبراء امس ان تتراجع اسعار النفط الى 25 دولاراً للبرميل اذا ضرب الركود او التباطؤ الاقتصاد الصيني حتى مع اجراءات متوقعة لمنظمة «اوبك». وخفضت مصارف مركزية في اوروبا اسعار الفائدة على عملاتها امس، اذ اعلن كل من «بنك السويد المركزي» (ريكسبنك) و»بنك انكلترا» و»المركزي الاوروبي» الحرب على الركود بخفض الفوائد على الكرونة بنسبة 1.75 في المئة الى 2 في المئة والاسترليني نقطة مئوية الى 2 في المئة وعلى اليورو بنسبة 0.75 في المئة الى 2.5 في المئة.

واستعاد «بنك انكلترا» (المركزي) ذكريات مرة عن الاقتصاد واتخذ اجراء شبيهاً بما فعله في 26 تشرين الاول (اكتوبر) 1939 عندما اعلنت بريطانيا الحرب على هتلر وكما تصرفت حكومة ونستون تشرشل في الايام الاخيرة لعهد الملك جورج السادس العام 1951 ما دفع الاسترليني الى اقل مستوى مقابل اليورو منذ اطلاق العملة الاوروبية الموحدة العام 1999.

وقبل ايام من اجراء مماثل لخفض الفائدة على الدولار، من مستواها البالغ واحد في المئة، خفض البنك المركزي الاوروبي، وللمرة الاولى في تاريخه، سعر الفائدة بمعدل ثلاثة ارباع النقطة الى 2.5 في المئة ما يعكس وضع الاقتصاد العالمي الشبيه بما ساد قبيل الحرب الثانية العالمية الثانية.

وتوقع جاك كايو كبير الاقتصاديين في «رويال بنك اوف اسكتلند» في لندن ان تلجأ المصارف المركزية الى خفض الفائدة مرات عدة مطلع السنة حتى الى الصفر «اذا بقي الركود والانكماش والبطالة في المستوى نفسه» بعدما كشفت الاحصاءات الاخيرة المخاطر الكبيرة على السلام الاجتماعي في دول مجموعة السبع.

ومع ترحيب الهيئات الصناعية والتجارية والمستهلكين بقرارات الفائدة الا ان اسواق الاسهم الاوروبية قلبت مكاسبها الصباحية الى خسائر بعد الظهر اثر ظهور بيانات اولية عن البطالة ومبيعات التجزئة اثناء فترة التنزيلات في الولايات المتحدة، ما اعتبره الاقتصاديون علامات مؤشرة تفيد ان الاجراءات المتخذة على نطاق واسع «غير كافية لانعاش الاقتصاد» كما قال لي بروس من «باركليز كابيتال» في لندن.

وكان الجنيه الاسترليني، العملة الوسيطة بين الدولار واليورو، الاكثر تأثراً ببيانات متشائمة في الولايات المتحدة واورووبا. وانخفض امس امام اليورو والدولار ووصل سعر صرفه الى 1.149 يورو و1.4466 دولار.

في المقابل ومع انخفاض سعر اونصة الذهب من 772 دولاراً الى 765 دولاراً في حين توقع تقرير اصدره «ميريل لينش» امس ان يتراجع سعر برميل النفط الى اقل من 25 دولاراً لفترة قصيرة منتصف السنة المقبلة اذا تراجع النمو وزاد الانكماش في الاقتصادات الدولية كما حدث في العام 1982.

ولاحظ «ميريل لينش» ان دخول الصين في ركود او انكماش سيكون له اكبر الاثر في تراجع النفط الى هذه المستويات المتدنية.

وكان «ميريل لينش» توقع في تشرين الاول (اكتوبر الماضي، وعندما كان البرميل يساوي 100 دولار، ان يتراجع السعر الى 50 دولاراً قبل نهاية السنة. وقد خسر الخام الاميركي من سعره 25 دولاراً الشهر الماضي فقط وجرى تداوله امس عند مستوى 46 دولاراً.

وتوقع كريستوفر مولتكي من «ساكسو كابيتال» ان يسجل الخام مستوى 40 دولاراً قبل نهاية السنة حتى مع الاجراءات المتوقع ان يتخذها الاجتماع الذي ستعقده منظمة «اوبك» في 17 كانون الاول (ديسمبر) الجاري في الجزائر وتخفض بعده الانتاج.