الاقتصادية - بات مستثمرو صناديق التحوط الذين تلقوا ضربات موجعة من قبل القيمة المتراجعة للجنيه الاسترليني، يتفادون التعامل مع صناديق العملات.
وجاءت تلك الخطوة في أعقاب مواجهة طلبات تسديد واسعة على المشتقات المصممة للحد من مخاطر صرف العملة الأجنبية.

الصناديق المدرجة في البورصة والتي تدار بواسطة بنوك جولدمان ساكس، ديكسيون، غوتيكس، كيه جي آر ونهر التيمس، تخلت عن عمليات تحويط العملة أو عمدت إلى تخفيضها.

وهذا يجعل المستثمرين في فئات الجنيه الاسترليني واليورو أقل حماية ضد أي هبوط في قيمة الدولار. ووفقاً للمستثمرين، فإن العديد من صناديق الاوفشور غير المدرجة في البورصة التابعة لصناديق التحوط تعاني المشكلة ذاتها.

وفي الوقت نفسه، سوف يضطر بعض الصناديق إلى زيادة حجم اقتراضها لمواكبة تكاليف التحوط.

وهناك تحول ضخم في قيمة الجنيه الاسترليني حيث هبط من 1.85 دولار للجنيه الاسترليني إلى 1.50 دولار في غضون شهرين.

هذا الانهيار الحاد أجبر الصناديق لتسييل ممتلكاتها في صناديق التحوط من أجل دفع تكاليف التحوط الباهظ، مما يزيد من آلام القطاع المتعثر.

وقال مارك جميس، المحلل لدى رويال بانك أوف سكوتلندا: هذا وضع سالب كبير إلى حد ما بالنسبة إلى القطاع.

وأضاف قائلاً: من الجلي أن الناس اشتروا هذه الصناديق على أساس أنها محمية ضد تذبذب العملة. وبدأت هذه الصناديق تواجه المشاكل بسبب حاجتها إلى السيولة اللازمة لتسوية المشتقات المستخدمة في حماية العملة.

تلك المسشتقات خسرت الأموال مع انخفاض قيمتي الجنيه الاسترليني واليورو مقابل الدولار.

ولكن ليس من السهولة بيع الأصول المقومة بالدولارـ التي حققوا منها أرباحا متوازنة ـ لأن صناديق التحوط تشترط عادة تقديم أسعار ثلاثة أشهر قبل السحوبات.

وتضررت الصناديق المدرجة في البورصة على وجه الخصوص ضرراً بليغاً لأن فئات حصة اليورو والجنيه الاسترليني، عادة ما تشكل نسبة أكبر من الصندوق في حجمها في صناديق الأوفشور.

ووسعت "دانيا ميك أوبرتيونيتز" التابعة لبنك جولدمان، والتي تدير نحو 360 مليون جنيه تسهيلات السحب على المكشوف بمبلغ 46 مليون دولار يوم الجمعة وأعلنت أنها بصدد إيقاف عملية الحماية ضد مخاطرالعملة.

وقال الصندوق في بيان له: على ضوء المخاطر المحتملة لعملية تخفيض إضافية لقيمة الدولار الأمريكي مقابل الجنيه الاسترليني واليورو، ما سينجم عنها المزيد من الخسائر التي ستتطلب تسويات نقدية، فإن مجمل الإدارة قرر تعليق عملية حماية العملة التي تديرها الشركة على الفور.

وعمدت "ديكسون" التي تدير صناديق مدرجة في البورصة إلى توسيع تسهيلات السحب على المكشوف ووافقت عمليات التحوط لدى ثلاثة منها. ولكن المفارقة أن هذا الإجراء يقود إلى تحقيق أرباح طائلة بالنسبة إلى المستثمرين بحصص الجنيه الأسترليني، لأن أصول الصندوق الموقوفة بالدولار تعادل الآن أكثر من قيمتها بالجنيه الاسترليني.

في أحد الصناديق الذي يحمل اسم "ديكسون ايكويتي الترنيتيفر" أنفقت 4.7 في المائة من أصولها لشراء خيار بالدولار، والذي سيحقق الربح إذا هبط الدولار. وهذا يحقق لشركة ديكسون حماية جزئية. وقالت مديرة الصناديق المدرجة بلا بورصة، إن سبب ذلك هو أن تكلفة الخيار تم تغطيتها بالكامل بواسطة الأرباح التي تحققت.