أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع أمس في تعاملات متقلبة مع تعافي أسهم البنوك من خسائر سابقة وارتفاع أسهم الطاقة مع صعود خام النفط من أدنى مستوياته على مدى ثلاثة أعوام ونصف العام. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية الكبرى بنسبة 1.7 في المائة إلى 823.69 نقطة حسب بيانات مؤقتة بعد جلسة متقلبة شهدت تراجع المؤشر لما وصل إلى 43.792 نقطة وارتفاعه لما يصل إلى 55.827 نقطة.

وقال فرانز فنتزل المحلل الاستراتيجي في شركة إيه. إكس. إيه لإدارة الاستثمار ومقرها باريس "ربما لامسنا قاعا في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) وبدأنا نرى صعودا في نهاية العام رغم أنه سيكون ضحلا إلى حد كبير. السوق متقلبة بصورة بالغة في الوقت الحالي".


وأضاف "توقع أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بنحو 75 أو حتى 100 نقطة أساس يوم الخميس يعطي أيضا دفعة إلى السوق رغم أن التقلب سيستمر لبعض الوقت".


وأضافت أسهم الطاقة أكبر المكاسب للمؤشر وارتفعت أسهم "بي. بي" و"رويال داتش شل" و"توتال" بنسب تراوح بين 2.6 في المائة و2.8 في المائة.


وتعافى خام النفط الأمريكي بعدما تراجع أمس إلى أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بعدما أجلت "أوبك" في مطلع الأسبوع قرارها بأي خفض جديد في الإنتاج حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر). لكنه تراجع قرب انتهاء تعاملات سوق الأسهم وانخفض دولارا إلى نحو 48.35 دولار للبرميل.


وأسهمت أسهم البنوك أيضا بمكاسب كبيرة في المؤشر رغم تباين أداء أسهم القطاع.

وارتفعت أسهم "بانكو ستاندر" و"رويال بنك أوف سكوتلاند" و"يو. بي. إس" بنسب تتراوح بين 4.8 في المائة و16.8 في المائة في حين انخفضت أسهم "إتش. إس. بي. سي" و"باركليز" و"سوسيتيه جنرال" بنسب تراوح بين 1.4 في المائة و3.4 في المائة.

وجاء أداء شركات السيارات جيدا أيضا مع تعافي أسهم شركات السيارات الفرنسية بعدما قالت شركة فورد الأمريكية أنها تتوقع الوصول لنقطة التعادل أو الربحية في 2011.


وارتفع سهما رينو وبيجو بنسبة 9.4 في المائة و9.6 في المائة على التوالي. وعبر أوروبا ارتفع مؤشر الفاينانشيال تايمز 100 بنسبة 1.4 في المائة ومؤشر داكس الألماني بنسبة 3.1 في المائة ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.4 في المائة.


لكن في آسيا، شهدت البورصات تقلبات كبيرة أمس، بعد الإعلان "رسميا" عن دخول الولايات المتحدة مرحلة ركود، بينما نأت دول منطقة اليورو بنفسها عن خطة إنعاش الاقتصاد التي تبلغ قيمتها 200 مليار يورو أطلقها الاتحاد الأوروبي.


وأغلقت بورصة طوكيو جلسة أمس على انخفاض كبير نسبته 6.35 في المائة بينما تراجعت بورصة هونج كونج نحو 5 في المائة. وتمكنت بورصة شنغهاي من احتواء خسائرها ولم تتراجع سوى 0.26 في المائة. وانخفضت بورصة سيدني 4.16 في المائة وسيئول 3.35 في المائة وتايبيه 3.57 في المائة ومانيلا 4.65 في المائة ونيوزيلندا 1.18 في المائة.


وكانت "وول ستريت" أكبر بورصات العالم التي ربحت 10 في المائة الأسبوع الماضي مستفيدة من خطة إنقاذ مجموعة سيتي جروب وإعلان الفريق الاقتصادي للرئيس المنتخب باراك أوباما، سجلت انخفاضا كبيرا أمس الأول. وخسر مؤشر داو جونز 7.70 في المائة وناسداك 8.95 في المائة.


ورافقت الإعلان عن الركود في الولايات المتحدة أرقام سيئة أخرى. فقد انخفضت نفقات البناء في تشرين الأول (أكتوبر) 1.2 في المائة وتراجع مؤشر النشاط الصناعي 36.2 نقطة في تشرين الثاني (نوفمبر) ليصل إلى أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 1982.


وفي ألمانيا انخفضت مبيعات التجزئة 1.6 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر)، وهو تراجع أكبر مما كان متوقعا. وفي فرنسا بلغ مؤشر الشراء لقطاع المنتجات الصناعية مستوى تاريخيا في تشرين الثاني (نوفمبر). وكان المؤشر نفسه قد انخفض في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى الشهر الماضي.


وفي اليابان كان تشرين الثاني (نوفمبر) أسوأ شهر لقطاع السيارات منذ 1969. وتواصلت هذه الأنباء السيئة أمس إذ أعلن عن ارتفاع البطالة في إسبانيا في تشرين الثاني (نوفمبر). وقد أصبح عدد طالبي العمل الذي ارتفع بنسبة 42.7 في المائة على مدى عام، نحو ثلاثة ملايين شخص في هذا البلد الذي أصبح اقتصاده على حافة ركود بعدما كان واحدا من الأكثر حيوية في أوروبا في السنوات الأخيرة.


وعبرت دول منطقة اليورو أمس الأول عن تحفظها على الهدف الذي حدده الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي حول خطة إنعاش بقيمة 200 مليار يورو في مواجهة الركود إذ تساءلت دول عمّا إذا كان السقف الذي حدد عاليا جدا.


وأعلنت الدول الـ 15 الأعضاء في منطقة اليورو أيضا أمس الأول أنها لن تخفض المعدلات الأساسية لضريبة القيمة المضافة (في إيه تي) لمواجهة الانكماش الاقتصادي رافضة بذلك أن تحذو حذو بريطانيا.