قال الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش إنه نادم ندما شديدا للفشل الذي مني به جهاز الاستخبارات فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.
لكنه رفض في حديث تلفزيوني مطول أن يفصح عما إذا كان سيخوض حرب العراق لو كان متيقنا بأن العراق لم يكن يملك هذا النوع من السلاح.
وردا على سؤال عما يعتبره الرئيس الأمريكي أكبر إنجازاته، قال إن إدارته خاضت الحرب ضد "الإيديولوجيات الهدامة".
وقال بوش لقناة إي بي سي إن "إخفاق الاستخبارات في العراق هو مبعث للندم الشديد بالنسبة لهذه الإدارة."
وأضاف قائلا: "كنت أتمنى لو كان جهاز الاستخبارات في حال أفضل."
وقال كذلك: "لقد جازف العديد بسمعتهم، وقالوا إن اسلحة الدمار الشامل سبب كاف للإطاحة بصدام حسين".
ودافع الرئيس الأمريكي المنصرف، عن إصراره على عدم سحب القوات الأمريكية من العراق منذ الاجتياح عام 2003، على الرغم من النداءات التي وجهت له ليفعل ذلك.
وأوضح بوش قائلا: " إنك بذلك تنتهك المبدأ الذي يطلب منك الانتصار عندما تعرض حياة جنودك للخطر. لقد تلقيت نداءات كثيرة، وكان وقعها شديدا علي، لكنني فضلت في النهاية أن أستمع إلى هذا الهاتف: أنا لن أترك أبناءكم يموتون عبثا؛ أنا أومن بأننا سننتصر؛ ولسوف أتخذ التدابير الضرورية لتحقيق النصر في العراق."
بوش أبدى اعتزازا بالحرب التي شنها على الإرهاب


وفيما يتعلق بالحرب على "الإرهاب" قال الرئيس الأمريكي المنصرف: "أنا على يقين أننا نخوض حربا على الإيديولوجيات الهدامة، لنضمن أمن أمريكا."
القائد الأعلى
وقال الرئيس الأمريكي المنصرف إن ما سيفتقده كثيرا هو دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية.
لكنه اعترف بأنه "لم يكن مستعدا للحرب" قبل أن يتولى الرئاسة عام 2000.
وقال بوش، الذي شهدت حقبة حكمه حربين اثنتين: "بمعنى آخر أنا لم أخض الحملة الانتخابية قائلا انتخبوني رجاء، فسأكون قادرا على التعامل مع كل اعتداء مسلح. بعيارة أخرى أنا لم أتوقع الحرب. إن من بين الأشياء التي تميز مهام الرئاسة العصرية، هو حدوث ما لم تتوقع".
وأردف قائلا: " من بين الأشياء التي يمكن أن تواجهها أثناء ولايتك الرئاسية مآس من قبيل الأعاصير، والعواصف والحرائق والموت، ثم تجد نفسك وقد تحولت إلى مواس أعلى".
"مرفوع الهامة"
ودافع الرئيس الأمريكي المنصرف كذلك عن رد فعل إدارته للخروج بالاقتصاد الأمريكي من الأزمة المالية العالمية، فقال: "عندما يكتب تاريخ هذه المرحلة، سيقدر الناس الكثير من القرارات التي اتخذت قبل عشرات سنوات أو ما شابه."
وقال بوش، الذي تعد نسبة تأييد الرأي العام له الأدنى في تاريخ الولايات المتحدة، إن التاريخ هو الحكم الفصل.
وقال كذلك: "إنني سأنهي ولايتي الرئاسية مرفوع الرأس."
وأضاف قائلا: "آمل أن يدركوا أن هذا الفتى لم يبع روحه للسياسة، وأنه اتخذ قرارات صعبة، التزاما بمثله ومبادئه."
وصرح بوش بأنه لا يشعر بالإهانة للنقد الذي وجهه له باراك أوباما وجون ماكين أثناء حملتهما الانتخابية.
كما أعرب عن ارتياحه لأنه سيغادر البيت الأبيض قائلا: "أعتقد أنه من المهم بالنسبة لي أن أغادر المنصة، لدينا رجل جديد، أتمنى له كل الخير. ولا أريد أن أتربص به لأوجه له النقد على كل حركة يقوم بها."