نقاط للمناقشة:

- الين الياباني يتحرك حركة عرضية فوق مستوى 95.20.
- الاسترليني يجد الدعم عند مستوى 1.5360.
- اليورو يضعف بتخفيف التضخم.
- الدولار الأمريكي يتعرض للمخاطر، "الجمعة السوداء" و أثرها المحتمل على معنويات السوق.

هبوط الاسترليني مع تراجع النشاط الصناعي إلى أدنى مستوياته منذ 16 عام

هبط الجنيه الاسترليني أكثر من 200 نقطة خلال فترة التداول الليلية على خلفية التوقعات بخفض جديد لسعر الفائدة و انخفاض النشاط الصناعي إلى أدنى مستوياته منذ 16 عام. كما هبط مؤشر

PMI للمملكة المتحدة إلى 34.4 مقابل 40.7 قبل المراجعة بسبب معدلات الطلب التي انخفضت إلى 29.7 بعد 37 تأثراً بالتباطؤ المستمر للاقتصاد العالمي. كما أظهر هذا الانهيارهبوطاً خطيراً في الأسعار مع هبوط تكلفة المواد الداخلة لتسجل 44.2 مقابل 54.4 إضافة إلى المخاوف منالانكماش. كما تلقت تطلعات النمو المحلي صفعة قوية حيث أظهرت مكونات التوظيف انخفاضاً حاداً مسجلةً 35.7 مقابل 40.2
.
إضافةً إلى ذلك، لاحت في الأفق التوقعات المتزايدة لخفض جديد لسعر الفائدة يصل إلى 100 نقطة و الذي من المتوقع اتخاذ القرار بشأنه أثناء اجتماع السياسة النقدي لبنك انجلترا المزمع انعقاده في 4 ديسمبر و هي تلك التوقعات التي أطلقت العنان للمزيد من ضعف الإسترليني قبل إطلاق البيانات الصناعية التي زادت من حدة الهبوط

.
كما يتوقع انخفاض التضخم تحت مستوى الـ 2%، هدف البنك المركزي، علاوة على ازدياد مخاوف الانكماش الذي دفع لجنة السياسة النقدية نحو المزيد من سياسة التخفيف. في غضون ذلك، هبطت موافقات القروض العقارية إلى أدنى مستوياتها لتسجل32000 لاستمرار الضعف الذي ينتاب قطاع الإسكان مما أدى إلى الزج بالاقتصاد في ركود حاد
.
كما شهد مؤشر مقايضات "كريديه سويس" هبوطاً بمقدار 154 نقطة أو ما يعادل الهبوط الذي شهدؤه هذا المؤشر على مدار الإثنا عشر شهراً الماضية و هو الأمر الذي يستمر في التأثير سلباً على الإسترليني. نتيجةً لما سبق، انخفض زوج (الاسترليني / دولار) تحت مستوى 1.5100 للمرة الأولى منذ 25 نوفمبر و إذا لم يتوافر الدعم النفسي عند 1.500 فمن الممكن أن نرى الزوج يختبر الهبوط الذي شهده 21 نوفمبر عند مستوى 1.4708
. أما اليورو فقد شهد تعاملات متذبذبة على الرغم من الهبوط غير المتوقع لمبيعات التجزئة الألمانية و القراءة النهائيةالأضعف لمؤشر الـ PMIالتي جاءت أقل من المتوقع. كما جاء انخفاض الاستهلاك الألماني بنسبة 1.6% أقل بكثير من الارتفاع بنسبة 0.5% الذي توقعته الـ"إكونوميست" و هو ما أغرق اليورو في دوامة الهبوط بمقدار 75 نقطة تقريباً. على الرغم من ذلك، استمر مشتروا اليورو في الدفاع عن هذه العملة ضد انخفاض مؤشر PMI إلى 35.6 عن التقديرات الأولية التي سجلت 36.2. و من الؤمتوقع أن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة تؤحت مستوى 50 نقطة خلال اجتماع السياسة النقدية الذي من المقرر انعقاده في الرابع من ديسمبر. مع ذليك لا زالات الأسواق تدعو إلى المزيد من سياسة التخفيف حيث أشرف اقتصاد المنطقة على الغرق في المزيد من الركود. كما يتوقع أن تساعد الطريقة المتبعة من جانب البنك المركزي في توفير الدعم لليورو حيث بدأت سياسة التخفيف في الزحف نحو السلطات التقدية بالدول المتقدمة
.
أما الين الياباني فيتعرض لضغط جديد حيث أدى تجنب المخاطرة إلى استمرار انتشار ال"كاري تريد". كما كان الهبوط الذي شهده 21 نوفمبر يهدد (الدولار /ين) بالنزول إلى مستوى 93.63 مع إمكانية اختراق الدعم تحت مستوى 93.00 لأول مرة منذ 28 نوفمبر. استعاد الين بعض القوة رغم تعليقات "شيراكاوا"، محافظ بنك اليابان القائلة بأن الاقتصاد الياباني يسر بخطى واسعة و سريعة نحو التدهور. و قد دعا رئيس البنك المركزي إلى اجتماع طارئ في الثاني من ديسمبر لمناقشة الإجراءات التي من شأنها زيادة المرونة في عمليات الصندوق
.

فيما يتعلق بالدولار الأمريكي، فمن المحتمل أن يجد دعماً اليوم بسبب التدفقات الناتجة عن تجنب المخاطرة حيث لا زالت التطلعات إلى الاقتصاد العالمي تبعث على الاكتئاب. و قد رأينا تباطؤاً ملحوظاً في بعض الأسواق الناشئة مثل الصين و روسيا و التي كانت محركاً أساسياً للنمو العالمي. كما انخفض اليوان إلى أدنى مستوياته منذ 2005 بنهاية الأسبوع الماضي حيث يفكر صانعوا السياسة الصينيون في خفض سعر الفائدة و من الممكن أن يؤدي المسار الذي تسلكه السياسة النقدية إلى إثارة التوترات بين العملاق الأسيوي و الولايات المتحدة بعد أيام من زيارة وزير الخزانة الأمريكي "هنري باولسون". و من المحتمل أيضاً أن ينتج عن هذه التوترات تدفقات الملاذ الآمن بالإضافة إلى التأثير على معنويات شراء الدولار
.


كما يتوقع أن يشهد مؤشر ISM هبوطاً، علاوة على توقع دخول النشاط الاقتصادي في مرحلة انكماش.هذا و يتنبأ الاقتصاديون حجم النشاط سوف يهبط إلى 37.5 مقابل 38.9و هو أدنى المستويات منذ 1982. و أخيراً، يمكن القول بأن البيانات الأساسية من الممكن أن تعمل على زيادة المخاوف الاقتصادية علاوة على زيادة تجنب المخاطرة مما يضيف إلى قوة الدولار.