تراجع الأسترليني يؤكد الركود ، وعطلة عيد الشكر تتسبب في التذبذب

تراجع الأسترليني يزيد من أحتمالات الركود

أكدت القرائة الثانية للناتج المحلي الأجمالي في بريطانيا أن الأقتصاد يدخل في مرحلة الركود حيث تأكدت نسبة الهبوط عند 0.5%.
كما تراجع معدل الأستهلاك الشخصي بنسبة 0.2% من 0.1% والذي يمثل أكبر أنخفاض له منذ عام 1995. وقد يزداد ضعف الأسترليني اثر أنباء تراجعه بما يزيد عن 80 نقطة بعد الأرتفاع الذي حققه عند 1.5444. ولقد بدأ الأسترليني في تقليص خسائره التي حقهها في المعاملات الاسيوية حيث تراجع الي 1.5305.
ومن ناحية أخري، قد يؤدي أستمرار تراجع النمو المحلي للمملكة المتحدة الي حدوث كساد لفترة طويلة حيث أنه شهد تراجعا في معدل الطلب علي السلع. وبالفعل، تراجع معدل الصادرات بنسبة 0.3% للربع الثالث علي التوالي حيث أن أزمة الأئتمان أثرت علي معدل الطلب العالمي. وكان الجميع يأمل أن ضعف الأسترليني يتسبب في قوة الطلب الأجنبي. كما أنه من المتوقع أن يستمر بنك أنجلترا في تخفيف سياسته المتشددة بهدف تخفيف التراجع الأقتصادي الذي سيبقي عاملا مؤثرا علي الأسترليني. وعلي الرغم من ذلك، فقد شهد الأسترليني دعما فنيا، وفقا لما جاء علي لسان كبير محللي العملات جيمي ساتيلي حيث قال " أن المقاومة الفعلية لن تبدأ الا عند حاجز 1.60"
.

وبعد تعافي اليورو بالأمس لفترة لم تستمر طويلا اخذ في التراجع مرة أخري حتي وصل دون مستوي 1.300 مما يشير الي أنه يتحرك بين مستويات 1.2400 – 1.300. وقد يمثل هذا فرصة ذهبية للتداول في أستغلال نطاق الأستراتيجيات في المعاملات حيث أن العملة الواحدة قد تستمر في أتجاه واحد لبعض الوقت
.
هذا وقد أقر تريشية في لقاء له اليوم أنه من الواضح أن المنطقة سوف تمر بمرحلة ركود في 2009 كما أشار الي أن البنك المركزي سيقدم المزيد من التسهيلات. وعلي الرغم من ذلك، قال رئيس لجنة السياسات النقدية أن النمو سينتعش في عام 2010 وكانت تلك هي نفس توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي نشرت بالأمس. ويبدو أن احتمال النمو قد يحد من نطاق التسهيلات التي يقدمها البنك المركزي الأوروبي والتي أصبحت عامل دعم كبير بعد توقعات خفض الفائدة في ديسمبر. وبالفعل أنخفض معدل الواردات الألمانية بنسبة 3،6% في أكتوبر مؤكدة أن التضخم لم يصبح الأهتمام الأول للبنك المركزي الذي اقر أن الأسعار سوف تنخفض في العام المقبل عن النسبة المستهدفة في خطة البنك والتي تساوي 0.2%. ومع ذلك ذكر عضو البنك المركزي الاوروبي نوتوني أنه ينبغي علي البنك المركزي أن يبقي حذرا وأن عدم التحرك يبين أن لجنة السياسات النقدية ستبقي حريصة تجاه نهج البنك المركزي
.

وفي مطلع عيد الشكر يمكن أن نلحظ انخفاض حاد في حجم المداولات اليوم مما قد يجعل الأسواق عرضة لبعض التذبذب حيث أن المشترين المتعجلين يمكنهم أن يؤثروا علي حركة الأسعار بشكل كبير. وشهد اليوم تحركات تاريخية حادة للأسعار حيث هبطت الأسعار في ظل محاولات المضاربون المستميتة و حالة الزخم التي عج بها ميدان المراهنات الاساسية مما جعل فترة عطلة نهاية الإسبوع تبدو اطول من وقتها الحقيقي. في حين يمكن أن نرى أن الدولار يواجه قوة دعم اليوم و من هنا نجد أن المستثمرين يمكنهم أن يقوموا بإلغاء صفقاتهم و من هنا يمكنهم أن ينأوا بأموالهم بعيداً عن المخاطرة بالأصول باللجوء إلى خزانات الولايات المتحدة الأمريكية الآمنة . في غضون ذلك تأتي النتيجة الاقتصادية مقدمة بعض الأحداث الخطيرة كما حدث عند صدور البيانات الأساسية على خلفية القنوات الشرعية .فالمحرك الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية قد يكون مؤشر الطلبات على السلع المعمرة حيث تراجعت نسبته لتصل إلى 3.0% في أكتوبر الماضي .فإنهيار مؤشر المبيعات طويلة الأجل قد يكون مؤشراً على أن المستهلكين سيواصلون تقليص حجم مشترواتهم بقدر الإمكان بسبب التخوف من زيادة معدلات الركود . و بالفعل فإن حجم الإنفاق الشخصي كان قد توقع له أن يتقلص للشهر التالي .حيث طرق باب الولايت المتحدة الامريكية أسبوع جديد من طلبات إعانات البطالة لتتجاوزعددها الـ 5000000 طلباً ، كذلك قابل مؤشر مبيعات المنازل الحديثة انخفاضاً ملحوظاً ، بالإضافة إلى انكماش جديد في نشاط مؤشر شيكاغو التصنيعي يمكن أن يُضاف أيضاً إلى اللوحة الأساسية الموحشة لإقتصاد الولايات المتحدة الامريكية .و نظراً لأن البيانات الأساسية قد عصفت بثقة الأفراد فإننا نرى الدولار يواصل نزفه بمزيد من الخسائر منذ الأمس .