الحياة - 8.6 تريليون من الأموال الفيديرالية لإنقاذ الإقتصاد الأميركي ... الأسواق تتجه إلى «تعويم الدولار» منتصف السنة المقبلة

استعادت الاسواق الاوروبية والاميركية بعض بريقها مستفيدة من برنامج اميركي جديد لشراء بعض اصول الرهون العقارية وضخ اموال في السوق الاستهلاكية بقيمة 800 بليون دولار، ما ادى الى تراجع العائد على اوراق الدين الاميركية (سندات الخزينة متوسطة الاجل) امس الى 3.22 نقطة ورفع حجم الاموال الحكومية المرصودة لانقاذ الاقتصاد الاميركي الى ما يزيد على 8.6 تريليون حتى اليوم. وذلك في وقت يُعتقد بان عجز الموازنة الاميركية سيتضاعف السنة المقبلة الى المثلين مرتفعاً من 455 بليون حالياً الى اكثر من تريليون دولار. وفي ضؤ العجز الاميركي يُتوقع ان تُعيد الاسواق «تعويم الدولار»، في موعد اقصاه منتصف السنة المقبلة، وتُخفض سعر صرفه مقابل سلة من العملات الرئيسية خصوصاً مع انكماش الاقتصاد بنسبة 0.5 في المئة.

وقال جيم روجرز من «روجرز هولدنغز» للاستثمار في سنغافورة لتلفزيون «بلومبيرغ» ان الدولار، الذي حقق تقدماً بنسبة 19 في المئة مقابل 15 عملة الاكثر تداولاً في العالم ولم ينخفض سوى امام الين، سيُعاد تعويمه حكماً.

وتعهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما امس، عند اعلان اختيار بيتر اورزاك مسؤولاً في البيت الابيض عن تنسيق الموازنة، انه سيلغي الانفاق الحكومي غير الضروري ويوقف البرامج غير المجدية.

وتوقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية امس ان تشهد غالبية دولها «انكماشات خطيرة وطويلة الامد» تستمر في بعضها حتى 2010، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل الى 42 مليوناً، مقترحة وصفة علاجية تجمع بين الانعاش عبر الموازنة وخفض معدلات الفائدة وضخ السيولة. وجاء في التقرير «بالنسبة الى غالبية دول المنظمة غير متوقع انتعاش الاقتصاد قبل الربع الثاني من 2010، ما يعني ان هذا الانكماش سيكون على الارجح الاكثر خطورة منذ مطلع الثمانينات وقد يؤدي الى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل الى 42 مليون شخص من 34 مليوناً حالياً».

ومن بين النقاط البارزة في التقرير، الاشارة الى الانخفاض الكبير في سعر النفط والمواد الاولية وتباطؤ التضخم.

وعلى رغم التقرير المتشائم ارتفعت مؤشرات البورصات الدولية لليوم الثاني على التوالي مستفيدة من برامج الانفاق التي وعدت بها الحكومات في الدول الصناعية وبرنامج الانفاق الاميركي الجديد.

وفي الخليج أغلقت معظم اسواق الاسهم على ارتفاع امس بالتوازي مع ارتفاع البورصات الدولية وتفاؤل المستثمرين بانقاذ «سيتي غروب» المصرفية العملاقة.
وجاءت بورصة دبي في مقدم الرابحين مع ارتفاع مؤشرها 2.62 في المئة ليغلق عند 1862 نقطة بعدما تراجعه الاثنين لادنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 .
وأغلق المؤشر القياسي لسوق ابوظبي مرتفعاً 1.08 في المئة عند 2730 نقطة بعد اربع جلسات من الخسائر.

وارتفع المؤشر القياسي لبورصة مسقط 1.38 في المئة الى 6125 نقطة معوضاً جزءاً صغيراً من خسائره منذ بداية السنة التي يبلغ أكثر من 33 في المئة. وارتفع المؤشر الرئيسي للاسهم القطرية 0.7 في المئة الى 5543 نقطة بعد هبوطه في الجلستين السابقتين. وفي الكويت أغلق المؤشر القياسي للاسهم مرتفعاً 0.46 في المئة عند 8683 نقطة. وفي السعودية أغلق المؤشر الرئيسي للبورصة منخفضاً 0.86 في المئة عند 4490 نقطة لتصل نسبة خسائره منذ بداية السنة الى 59 في المئة. وفي البحرين أغلق مؤشر الاسهم منخفضاً 1.13 في المئة الى 1947 نقطة