الاقتصادية - بعد القطاع المالي، بدأت أسهم شركات السيارات تضرب بقوة في أسواق المال العالمية مع دخول القطاع في حالة ركود وإعلان عدد من شركاته أنها على حافة الانهيار. وهوت الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستويات لها في خمسة أعوام ونصف العام البارحة الأولى‘ إذ استعد المستثمرون لركود اقتصادي طويل وتنبأ مديرون في صناعة السيارات الأمريكية بكارثة واسعة النطاق إذا لم يحصلوا على صفقة إنقاذ حكومية.


وأكدت وحدة شركة جنرال موتورز الأمريكية لصناعة السيارات أمس الخميس أنها ستغلق مصنعها في رايونج لمدة شهرين من منتصف كانون الأول (ديسمبر) بسبب هبوط في الطلب ناتج عن التباطؤ الاقتصادي العالمي.


وقال تشارتشاي سواناسيفوك مدير العلاقات العامة في "جنرال موتورز-تايلاند" لـ "رويترز" إن الشركة تعتزم أيضا الاستغناء عن 258 وظيفة في المصنع الذي أنتج نحو 100 ألف سيارة العام الماضي.


وكان مسؤولون تنفيذيون من قطاع السيارات الأمريكي قد أبلغوا الكونجرس من أن صناعتهم توشك على كارثة وطلبوا مساعدات قيمتها 25 مليار دولار بالرغم من معارضة سياسية لخطة إنقاذ جديدة بمليارات الدولارات.


وأبلغ ريك واجونير رئيس شركة جنرال موتورز في حينها اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ صراحة سبب وجود المسؤولين التنفيذيين هناك قائلا "الأمر لا يتعلق فقط بديترويت" مشيرا إلى المنطقة التي يتركز فيها نشاط القطاع، وأضاف "بل يتعلق بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من انهيار مأساوي".


وأكد المسؤولون التنفيذيون حجم ما يطلبونه من الحكومة، فشركة جنرال موتورز تطلب ما بين عشرة مليارات و12 مليار دولار وشركة فورد تطلب نحو ثمانية مليارات وشركة كرايسلر تطلب سبعة مليارات.


وقال روبرت نارديلي رئيس شركة كرايسلر للمشرعين "نحن مستعدون لتوفير شفافية مالية كاملة ونرحب بالحكومة كمساهم"، وتابع أنه دون مساعدة مالية فورية فإن الشركة قد تفتقر لرأسمال كاف لمواصلة العمل وأن شركة كرايسلر درست خطة لإشهار إفلاسها ضمن بدائل أخرى قبل أن تقرر التقدم بطلب للحصول على مال عام، وأضاف "نحن في وضع ضعيف جدا".


ويتعرض قطاع السيارات في أوروبا كذلك لضغوط، حيث يدرس الاتحاد الأوروبي دعم قطاع السيارات، وأشار جونتر فيرهوجين مفوض الصناعة في الاتحاد الأوروبي إلى تأييد عرض ألماني لدعم وحدة شركة أوبل التابعة لشركة جنرال موتورز، لكن آخرين أصروا على ألا تكون هناك معاملة خاصة داخل القطاع ومستقبل "أوبل" غير واضح.


وقالت نيلي كريوس مفوضة المنافسة في الاتحاد "لا يمكننا مقارنة قطاع السيارات بالقطاع المالي" مشيرة إلى عمليات إنقاذ ضخمة من جانب الحكومات الأوروبية الشهر الماضي لبنوك رئيسية بسبب الأزمة المالية.وشهدت الأسهم الأمريكية أمس انخفاضا وسط قلق المستثمرين من فشل شركات السيارات في الحصول على دعم من الحكومة لإنقاذها وسط اضطرابات اقتصادية وبسبب مخاوف تعززت ببيانات عن تدهور سوق العمل.



وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 39.90 نقطة أو بنسبة 0.50 في المائة إلى 7957.38 نقطة، ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 6.04 نقطة أو بنسبة 0.75 في المائة إلى 800.54 نقطة.


وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا 5.84 نقطة أو بنسبة 0.42 في المائة إلى 1380.58 نقطة.



وقال عاملون في وول ستريت إنه رغم المؤشرات السلبية في السوق إلا أن الناس يحاولون إبداء قدر من التفاؤل، وقال جان بوس أحد العاملين في وول ستريت "أعتقد أن المعنويات منخفضة، الناس يحاولون قضاء العطلة، وهذا كل ما في الأمر".


وأضاف جون كاسيمز الذي يعمل في وول ستريت "هناك الكثير من الضغوط.. الكثير من القلق بشأن المستقبل. ولكن بشكل عام نحن نحاول اجتياز ذلك ونفعل كل ما في وسعنا".

وأوضح كيفين تشون الذي يعمل أيضا في وول ستريت "من المؤكد أنه التشاؤم، فقط انظر إلى وضع السوق والتعاملات خلال الأيام القليلة الماضية، مازلنا في انتظار جدول الأعمال الاقتصادي للرئيس المنتخب باراك أوباما، نحن ننتظر قراره باختيار وزير جديد للخزانة، لأن هذا لن يظهر أثره حتى العام المقبل وهو ما يعني أن أمامك نحو ستة أسابيع أخرى من الانتظار".


وكان مسؤولون تنفيذيون من قطاع السيارات الأمريكي قد حذروا الكونجرس من أن صناعتهم توشك على كارثة وطلبوا مساعدات قيمتها 25 مليار دولار على الرغم من معارضة سياسية لخطة إنقاذ جديدة بمليارات الدولارات.


وفي أوروبا، واصلت بورصة لندن للأوراق المالية انخفاضها أمس وسط تزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي ما أثر سلبا في ثقة المستثمرين في البورصة.


وخسر مؤشر "فاينانشيال تايمز" لأكبر 100 شركة مدرجة في بورصة لندن 2 في المائة ليستقر تحت معدل 4000 نقطة، في حين شهدت الأسواق المالية الأوروبية بعض الهبوط بسبب الخسائر الكبيرة التي شهدتها بورصة وول ستريت في نيويورك الليلة الماضية حيث انخفض المؤشر هناك بصورة لم يشهدها المستثمرون منذ خمس سنوات.


وعزا محللون اقتصاديون هذا الهبوط في الأسواق المالية العالمية إلى التوقعات المتشائمة التي أصدرها البنك المركزي الأمريكي حول النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة العام المقبل، إضافة إلى الغموض الذي يحيط مصير ثلاث من كبرى الشركات الأمريكية لصناعة السيارات التي ناشدت أخيرا الكونجرس إعطاءها مساعدات مالية عاجلة.

وافتتح مؤشر "أيه إي أكس" الرئيس التعاملات في بورصة أمستردام على 231.0 نقطة في أدنى مستوى على لإطلاق هذا العام بعد أن تراجع بنسبة 2.9 في المائة عن مستوى إغلاق الجلسة السابقة، وكان أدنى هبوط سابق للمؤشر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عندما بلغ 231.05 نقطة.