الاقتصادية - على عكس ما كان متوقعا، بدأت أسواق المال العالمية تعاملاتها الأسبوعية أمس متراجعة بمستويات عالية متأثرة بدرجة كبيرة بإعلان اليابان دخولها مرحلة الركود، وكذلك إعلان بعض المصارف الغربية تسريح مزيد من موظفيها.

وجاء هذا التراجع في الوقت الذي عول كثير على إعلان قمة العشرين التي انعقدت السبت الماضي في واشنطن، بإنقاذ الأسواق من الانحدار نحو الهاوية, خاصة أن معظم البورصات فقدت أكثر من 50 في المائة من قيمتها منذ بداية العام.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس, أمام مجلس العموم, أن المشكلة التي تنتظر اقتصاد البلاد العام المقبل لم تعد التضخم، بل الانكماش.


وانتقد براون حزب المحافظين, الذي يأخذ عليه قادته أنه يستعد لخفض ضرائب العام المقبل من دون تمويل بديل بهدف التصدي للأزمة. وقال "لا أعتقد أنهم يفهمون ما يحصل للاقتصاد العالمي". وتوجه إلى رئيس حزب المحافظين ديفيد كاميرون، معتبرا أن الأخير "يبدو أنه لا يدرك أن المشكلة في العام الماضي وخلال الأشهر الأخيرة كانت تتمثل في التضخم، تضخم مقرون بأزمة قروض، في حين أن المشكلة العام المقبل ستكون الانكماش".


وتحدث براون الذي استخدم كلمة "انكماش" للمرة الأولى عن "تضخم شبه معدوم". ولم يستبعد مصرف بريطانيا المركزي في تقريره الفصلي عن التضخم الأسبوع الماضي أن تشهد البلاد انكماشا خلال عام 2009، أي تراجعا مديدا للأسعار.


وهبطت الأسهم الأوروبية أمس الإثنين مع تزايد المخاوف بشأن ركود عالمي، في حين أضرت خطة مجموعة سيتي جروب للاستغناء عن 50 ألف وظيفة بأسهم البنوك، وتراجعت أسهم شركات التعدين مقتفية خطى أسعار المعادن.


وأغلق مؤشر يوروفرست 300 حسب بيانات مؤقتة منخفضا بنسبة 2.8 في المائة عند 835.93 نقطة, وفقد المؤشر القياسي أكثر من 44 في المائة من قيمته هذا العام بسبب تأثير الأزمة الائتمانية.


وكانت أسهم البنوك من أكبر الأسهم الخاسرة على المؤشر, وتراجع سهم إتش. بي. أو. إس بنسبة 13.9 في المائة، وسهم رويال بنك أوف اسكتلندا بنسبة 10.4 في المائة، وسهم "دكسيا" بنسبة 13.6 في المائة.


وقال أندرو بل رئيس البحوث في "رنزبرج شيباردز" "من الصعب جدا على السوق أن ترتفع في مواجهة تراجع كبير في الأرباح وتقديرات الناتج المحلي الإجمالي".


وساءت المعنويات في السوق بعد تقارير عن أن اليابان, ثاني أكبر اقتصاد في العالم, أصبحت أحدث ضحية للركود وأن فرنسا تقترب من اقتفاء أثرها.


ومنطقة اليورو أيضا في ركود رسمي بعد ربعين متواليين من الانكماش, وتقف بريطانيا والولايات المتحدة على الحافة، ويتباطأ اقتصاد الصين بصورة حادة.


وانخفضت أسهم شركات التعدين مع انخفاض أسعار المعادن. وتراجعت أسهم: بي. إتش. بي بيليتون, أنجلو أمريكان, فدانتا ريسورسز, لونمن, كازاخميس, أكستراتا, أنتوفاجاستا, وريو تينتو, بنسب تراوح بين 3.7 في المائة و11.9 في المائة.


وفي باقي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر الفاينانشيال تايمز 100 البريطاني بنسبة 2.7 في المائة، ومؤشر داكس الألماني بنسبة 3.3 في المائة، ومؤشر كاك الفرنسي بنسبة 3.4 في المائة.


وفي أمريكا، فتحت الأسهم على انخفاض أمس الإثنين بعدما أصبحت اليابان أحدث اقتصاد كبير ينزلق إلى الركود, وقالت مجموعة سيتي جروب إنها تخطط للاستغناء عن 50 ألف وظيفة, ما عزز
المخاوف من تفاقم التراجع الاقتصادي العالمي.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 141.38 نقطة أو بنسبة 1.66 في المائة إلى 8355.93 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 14 نقطة أو بنسبة 1.60 في المائة إلى 859.29 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك 18.50 نقطة أو بنسبة 1.22 في المائة إلى 1498.35 نقطة.